تقرير « مواد البناء » تُسبب أزمة بين حكومة التوافق وقطاع غزة

الساعة 02:29 م|26 يونيو 2014

غزة-خاص

تحولت ملامح الفرح والسعادة على وجه أبو أمجد سريعاً إلى النكد والانطواء لعدم حدوث أي تقدم يُذكر بعد المؤشرات الإيجابية التي أودعتها حكومة التوافق الوطني في قلوب الغزيين بانفراجه قريبة حول أزمة مواد البناء وإدخالها للقطاع إضافة إلى أزمة المعبر الوحيد "معبر رفح" الذي يربط القطاع بالعالم الخارجي.

ولم يتمكن أبو أمجد من وصف حالته النفسية "لمراسل فلسطين اليوم الإخبارية" بعد مرور ما يقرب على الشهر من تشكيل حكومة التوافق الوطني التي وعدت بإنهاء كافة الأزمات التي تمس بشكل مباشر بالإنسان الغزي من فتح للمعابر وإدخال مواد البناء والبضائع ورفع الحصار الصهيوني إلا ان تلك الوعودات لم ينفذ منها أي بند حتى اللحظة ولم تشهد أي تحرك ملموس من قبل الوزراء لإنهاء الأزمة.

وكان مسئولون فلسطينيون صرحوا قبل تشكيل حكومة التوافق أن الحكومة المصرية ستفتح معبر رفح البري بشكل يومي في حال تم تشكيل حكومة التوافق، ما دفع أسعار مواد البناء وبخاصة الأسمنت للانخفاض.

نصحني بالانتظار وما زلت ..

أبو أمجد كغير المئات من المواطنين يأملون بإدخال مواد البناء لإفساح المجال أمامهم للعمل بعد عطلة إجبارية استمرت عدة سنوات لقي المواطن حينها المزيد من الآلام والمعاناة والفقر.

وقال أبو أمجد: "بعد أن سمعت بتشكيل حكومة التوافق ذهبت إلى محل لبيع مواد البناء لشراء 5 طن من الأسمنت بهدف بناء غرفتين لنجلي أمجد، كان حينها الأسمنت بـ1200 إلى 1400 شيقل لكن صاحب المحل نصحني بالانتظار لأسبوع لأن وعوداً تلقاها من تجار بدخول مواد البناء إلى غزة قريباً جداً بعد تشكيل حكومة التوافق على الفور".

ولفت أبو أمجد أنه ما زال ينتظر دخول مواد البناء على شغف وبترقب كبير لكن استمرار الوضع على ما هو عليه الآن سيدفعه للعودة إلى نقطة الصفر بعدم وجود حلول إلا بالتضحية بمبلغ كبير رغم أنه في أمس الحاجة إليه نتيجة الأوضاع الاقتصادية السيئة.

بوابة الأسمنت طريق الثقة

فيما عبر المواطن محمود سالم عن استيائه لعدم تحرك الوزراء في حكومة الوحدة لإنهاء معاناة سكان غزة بإدخال مواد البناء، قائلاً: "أتمنى أن يتحرك الوزراء في إنهاء معاناة السكان عبر بوابة مواد البناء لآن الأسمنت وحده يُشغل العشرات من المهن".

وأضاف سالم لمراسل "فلسطين اليوم الإخبارية": "انتظرنا سنوات على أزمة مواد البناء وسنستمر في الصبر حتى تحقيق خطوة واحدة على طريق إنهاء الانقسام، مؤكداً أن دخول الأسمنت في القريب العاجل هو ضمان ثقتنا بحكومة الوحدة".

وفي ذات السياق قال المواطن سليمان عبد الله: "إدخال مواد البناء مرهون بحكومة منتخبة ولن أصاب بالخيبة لأننا مصابون أصلا بخيبة الانقسام".

نعاني أكثر من أيام الانقسام

فيما عبر رجل الأعمال الفلسطيني علي الحايك عن استيائه لعدم تدخل السلطة الفلسطينية بشكل فعلي في إنهاء الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة.

وقال الحايك لفلسطين اليوم الإخبارية: "قطاع غزة اليوم يعاني أكثر مما كان يعانيه أيام الانقسام الفلسطيني، أزمة المعابر لم تُحل، مواد البناء لم تُنهى، الأزمات الصحية ما زالت قائمة، هدم المصانع بفعل آلت الحرب الإسرائيلية كما هي، حكومة الوحدة لم تحل حتى الآن أي أزمة في القطاع بل تفاقمت الازمات".

وأضاف الحايك، على مستوى رجال الأعمال كان هناك وعوادات بفتح المعابر وإدخال مواد البناء وتصدير البضائع من غزة إلى الضفة الغربية ولم يتم ذلك.

وأشار إلى أن غزة تحولت إلى سنغافورة فالفرحة لم تُرسم بعد على وجوه الغزيين، مطالباً حكومة الوحدة بالإسراع في تنفيذ ما وعدت به.

ومن الجدير ذكره أن حكومة التوافق الوطني تشكلت بتاريخ 2-6-2014 بعد مشاورات بين حركتي فتح وحماس أفضت بإنهاء الانقسام وتشكيل الحكومة التي ترأسها الدكتور رامي الحمد الله.