خبر بلا خيار، بلا انجاز- هآرتس

الساعة 10:09 ص|26 يونيو 2014

بقلم: جاكي خوري

           مدير نادي الأسير الفلسطيني، قدورة فارس، اجتهد أمس لايجاد الانجازات  التي توصل اليها المعتقلون الاداريون في ختام اضرابهم عن الطعام استمر 63 يوما. ففي المؤتمر الصحفي الذي عقده في رام الله، عدد فارس تلك الانجازات، وعلى رأسها حقيقة أن الاضراب بدأ بمشاركة 88 سجينا، وانتهى بعدد شبه مماثل. وفضلا عن ذلك، عدد فارس طرح سياسة الاعتقالات الادارية على جدول الاعمال العام في اسرائيل وفي الخارج.

 

          ولكن فارس نفسه وكل من اطلع على تفاصيل الاتفاق يعرف بان هذه ليست انجازات حقيقية، بل طريق مسدود علق فيه السجناء وأمامه بقي لديهم خياران: الموت أو ايجاد صيغة تؤدي الى انهاء الاضراب.

 

          حتى اختطاف الفتيان الثلاثة، ساد في أوساط المضربين وأبناء عائلاتهم التفاؤل – بقدر ما يمكن ان يكون متفائلا عند الحديث عن اضراب عن الطعام. فقد نجح المعتقلون في كسر حاجز الاسكات والاقصاء ووصلوا الى العناوين الرئيسة في كل العالم. الى جانب ذلك، فقد نقلت رسائل منهم الى الرئيس المصري الجديد، عبدالفتاح السيسي وسمع موقف من وضعهم على لسان الامين العام للامم المتحدة، بان كي مون ووزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاترين اشتون. وحقيقة أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو سعى الى تسريع اقرار قانون التغذية القسرية اعتبر في أوساط المعتقلين كمؤشر على ضغط من جانبه. وأدى ذلك فقط الى تعزيز المضربين الذين كانوا مستعدين للسير حتى النهاية بل ونشر بعضهم وصيته. وتعزز التقدير في أوساطهم بانها مسألة ايام حتى يحصلون على إشارة ايجابية.

 

          ولكن الطموح في جهة والواقع في جهة اخرى. ودون أي تمهيد، بدأ حدث اختطاف الفتيان فسرق الاوراق.  ودحرت مسألة الاضراب عن جدول الاعمال العام، وتجند الراي العام في اسرائيل ضد الفلسطينيين. وكانت القيادة الفلسطينية تحت الهجوم كمن اعتبرت مسؤولة عن وضع المخطوفين الثلاثة. الى جانب ذلك، اتهمت حماس كمسؤولة عن الاختطاف وبدأت موجة اعتقالات واسعة النطاق بما فيها من اعتقالات ادارية في الضفة الغربية.

 

          وفهم زعماء الاضراب عن الطعام بانهم فقدوا الزخم، ولكن كان هناك من سعى الى التحلي بالصبر والانتظار حتى تبني المسؤولية عن الاختطاف. ولكن مرت الايام وأحد لم يفعل ذلك. عمليا لا يبدو أن شيئا كهذا كفيل بان يحصل في المستقبل المنظور. ومن ناحية المعتقلين كان هذا يعد عودة الى الخانة الاولى. فهم فقدوا الكثير من الاوراق التي كانت في أيديهم. وعادت الاسرة الدولية للانشغال بالف موضوع وموضع آخر وفي الساحة الفلسطينية تصدى الناس لاقتحامات الجيش الاسرائيلي وهددت حماس بان ترد بشدة ولكنها حاليا حافظت على الهدوء. وبالتوازي، تقد قانون التغذية القسرية بوتيرة سريعة نحو اقراره النهائي.

 

          في هذا التوقيت، فان قرار وقف الاضراب كان لازما. وموافقة اسرائيل على تسهيل الشروط الاعتقالية ومواصلة المفاوضات مع المعتقلين ساعدت المضربين على الوصول الى قرار.

 

          ظاهرا، اسرائيل هي المنتصرة. ولكن محظور على الدولة ومحافل انفاذ القانون أن تتباهى بانتصار من هذا القبيل. ففي نهاية المطاف، يدور الحديث عن انجاز جزئي في مواجهة مضربين عن الطعام ومعتقلين اداريين لا توجد أمامهم امكانيات كثيرة اخرى على اي حال، كالمحاكمة العادلة.

 

          خير تفعل حكومة اسرائيل اذا ما تحاورت في الفترة القريبة مع المعتقلين وبحثت حقا في المسائل المركزية، بما فيها الاعتقالات الادارية. اذا لم يجرِ بحث حقيقي في الموضوع، فان من شرع في الكفاح قبل شهرين يمكنه أن يستأنفه بشدة أكبر مرة اخرى.

 

          تدعي اسرائيل بأنها دولة قانون ديمقراطية، وعليها أن تعمل لمنع الاضرابات عن الطعام من خلال الحوار واحترام حقوق المعتقلين. والا ستقف امامها فقط حلول مشكوك فيها، كقانون التغذية القسرية، او استغلال حدث الاختطاف لاستخدام أنظمة بعيدة عن أن تكون ديمقراطية.