خبر ينبغي الاستمرار في العملية- هآرتس

الساعة 10:06 ص|26 يونيو 2014

بقلم: اسرائيل هرئيل

إن "التمسك بالمهمة" واحد من المباديء الاولى الاساسية التي يحاولون أن يهبوها للمجند. لكن في حين يستدخل الجنود البسطاء والضباط الصغار ذلك بأكثر الصور طبيعية، لا يتمسك المسؤولون المدنيون ولا القادة الكبار أكثر من مرة بهذا المبدأ الذي يكثرون من ترديده على مسامع المرؤوسين.

           أكثر الامثلة وضوحا على عدم تمسك المستوى السياسي فضلا عن هيئة القيادة العامة بالمهمة عمليتا الرصاص المصبوب وعمود السحاب اللتان أوقفتا في ذروتهما برغم أن اهدافهما لم تُحرز. فقد سحبت حكومتان ذواتا نفس قصير لا شجاعة عندهما لمواجهة ضغوط من الداخل والخارج، وتخافان أكثر من كل شيء من وقوع ضحايا، سحبتا القوات حينما كانت حماس على شفا انهيار. والنتائج معلومة: فلعدم وجود التصميم وهو شيء مميز لم تُجتث البنى التحتية للصواريخ وسائر الوسائل القتالية عند العدو (وهذا مصطلح لا يستعملونه تقريبا وليس ذلك أمرا عارضا. لأنه ماذا تكون حماس إن لم تكن عدوا؟ إنها عدو متعطشة للدم تُقسم ألا توقف الارهاب الى أن يطرد آخر يهودي من ارض فلسطين المقدسة).

          في هذه الايام ايضا، ايام المطاردة – التي تلاحظ فيها علامات تردد ايضا – لرجال البنية التحتية لحماس في يهودا والسامرة، يعلن محمود الزهار، وهو من قادة المنظمة، بأن الصواريخ التي تملكها منظمته تغطي كل نقطة في دولة اسرائيل. وهذا صحيح. فما زال مواطنو اسرائيل جراء عدم التمسك بالهدف وجراء عدم إتمام المهام، ما زالوا يتلقون القصف وقدرات حماس في ازدياد – ومكانتها الاستراتيجية ايضا بحسب ذلك.

          من الاسئلة غير الممتنعة بعد الخطف الحالي: هل سيتكرر هذا النمط من السلوك حتى في هذه الحكومة، حكومة الليكود – البيت اليهودي؟. إن العمليات الابتدائية أوحت بتوجه صحيح فيه تصميم وتمسك بالهدف. وأيد الرأي العام ايضا هذا النمط. لكن بعد اسبوعين حينما بدأ يتبين أن وجود المخطوفين يوجب رحلة طويلة ومتعبة ومرهقة للقوات – ولا سيما الجيش – بدأت جهات غير راديكالية تتساءل: ألا نبالغ في "العقاب الجماعي" أولا توجد "سبل اخرى". ويوجد السؤال عن الثمن بالطبع.

          لم يُسأل الى الآن كم مخربا ينبغي الافراج عنه لأن هذا الطلب لم يعرض بعد. بل سُئل – باعتبار ذلك معلومة ساذجة بالطبع – كم يكلف كل يوم بحث، وما هي الاضرار التي تُحدثها "اعمال البحث عن إبرة في كومة تبن" بالسكان الفلسطينيين وبالتدريبات وبمهام الجيش الحيوية الاخرى – وهناك بالطبع – وهذه هي العقدة اليهودية التي لن تختفي أبدا كما يبدو – "ماذا سيقولون" في الخارج. وكيف نبدو؟.

          وبدأ ذلك يؤثر في الرأي العام والمجلس الوزاري المصغر وهيئة القيادة العامة، فصارت الوحدات العسكرية تُخرج من الميدان وتُفتح الحواجز ويُلغى الطوق الامني. وهم يجربون بالطبع طرقا اخرى كالاستخبارات. وقد صارت الاستخبارات اليوم كل شيء.

          كان الشيء الذي حسم الحروب ويمكن أن نقول أكثر الحروب – ولا سيما في العصر الحديث – انكسار السكان المدنيين. والذي كسر نظم حكم ظلامية هو الذي سيكسر الحكومة اذا لم تخضع للضغوط من الداخل (لا يوجد في العالم جراء موجة الاختطافات الجماعية التي تضربه والذبح الذي لا نهاية له في البلدان العربية المستنيرة والنبيلة، لا يوجد أي اهتمام بهذا الاختطاف ونتائجه)، فاذا استمرت الحكومة على الضغط ولا سيما على السكان الذين ينطوون على الخاطفين والمخطوفين فقد نعيد الابناء الى البيت. واذا لم نجدهم لا سمح الله فان الذي خطف والذي غطى عليه والذي أيده ستناله ضربة لن يصحو منها سنين طويلة ولا سيما من جهة عسكرية. وهذا هدف مناسب، مناسب جدا.