خبر الاكاذيب التي نقولها لأنفسنا -هآرتس

الساعة 09:21 ص|24 يونيو 2014

بقلم: كوبي نيف

(المضمون: يزعم الاسرائيليون أن الفلسطينيين يقتلون الاولاد الاسرائيليين في حين يتعامون عن قتل الجيش الاسرائيلي للاولاد الفلسطينيين في كل مكان في الضفة وغزة - المصدر).

 

تحدث رئيس وزرائنا الى رئيس السلطة الفلسطينية وقال له إن حادثة الاختطاف "تكشف عن طبيعة الارهاب الذي نحاربه نحن (الاسرائيليين). فالارهابيون (الفلسطينيون) يخطفون اولادا اسرائيليين أبرياء أما نحن (الاسرائيليين) فنعالج في مستشفياتنا اولادا فلسطينيين مرضى لانقاذهم. وهذا هو الفرق بين سياستنا الانسانية (نحن الاسرائيليين) وبين الارهاب (الفلسطيني) القاتل الذي يهاجمنا نحن (الاسرائيليين)".

 

عبَّر رئيس الوزراء في كلامه هذا تعبيرا دقيقا عن رأي أكثر مواطني اسرائيل اليهود. فكلنا تقريبا نؤمن بأننا لسنا لا نقتل الاولاد الفلسطينيين فقط بل نعرض أنفسنا للخطر لانقاذهم، أما هم، أعني الفلسطينيين، فلا يشتغلون فقط إلا بقتل أكبر عدد من الاولاد اليهود الاسرائيليين.

 

قبل شهر فقط في مظاهرات يوم النكبة في "يهودا والسامرة" قتل فتيان هما محمد أبو طاهر ابن السادسة عشرة ونديم نوارة ابن السابعة عشرة، وهما في نفس عمر الفتيان الاسرائيليين الثلاثة. وقد برهنت آلات التصوير في ذلك المكان على أنهما لم يرميا الحجارة ولم يعرضوا حياة للخطر بل كانا في الحاصل يسيران على بعد عشرات الامتار عن جنود الجيش الاسرائيلي. بيد أننا حينما نقلتهم نسمي أبناء السادسة عشرة والسابعة عشرة "شبابا فلسطينيين"، ليدل ذلك على أنهم في الحقيقة مخربون ولهذا "يستحقون الموت"، أما حينما يقتلون منا فنسمي أبناء السادسة عشرة والسابعة عشرة منا "أولادا" لندل على أنهم "قتلة أولاد" بخلافنا.

 

هل ندد رئيس وزراء اسرائيل بالقتل كما نطلب دائما من كل فلسطيني؟ وهل تحملت اسرائيل أصلا مسؤولية عن موتهما؟ وهل نبس ضابط اسرائيلي أو نطق متلعثما بشيء من الاعتذار؟ وهل طلب وزير اسرائيلي حتى وزير صغير المعذرة من الآباء الثاكلين؟ لم يوجد لا تنديد ولا اعتذار ولا نعال مظليين بل ما زالت اسرائيل تزعم أن الفلسطينيين يكذبون وأننا لسنا نحن الذين أطلقنا النار على أولادهم بل هم أنفسهم.

 

ونُذكركم بأن الجيش الاسرائيلي أطلق في عملية "الرصاص المصبوب" دون أي سبب قذائف دبابات على بيت الدكتور عز الدين أبو العيش وقتل ثلاثا من بناته (لن تجدوا أسماءهن في أي موقع اسرائيلي في الشبكة لأنه "لكل شخص إسم" إلا الاولاد الفلسطينيين). وحينما عُلم ذلك أنكر الجيش الاسرائيلي وتنكر ولم يتحمل قط مسؤولية كاملة عن القتل. وكان "التقرير الكامل" في ظاهر الامر الذي نشره آخر الامر إنكارا كله، وجاء فيه أن "قوة من غولاني عملت في منطقة قرية الشجاعية (لاحظت) اشخاصا ظُن أنهم مراقبون كانوا يوجهون نيران القناصين وراجمات صواريخ حماس من الطوابق العليا لبيت الطبيب". قد يقنعكم ذلك بيد أنهم في التحقيق كما رد الدكتور أبو العيش، "يتحدثون عن الشجاعية وأنا أسكن أصلا في منطقة جباليا".

 

والاجمل في هذه القصة أن الدكتور أبو العيش كان يعمل في ذلك الوقت طبيب توليد في مستشفى شيبا في اسرائيل. فقد ولد النساء بنين وبنات وقتلنا بناته، هكذا حقا. وهذا بالضبط هو

 

عكس الوصف الذي قاله رئيس وزرائنا في مسامع أبو مازن وهو العكس بالضبط للقصة الكاذبة التي نقصها على أنفسنا. لكن لا تدعوا الحقائق تبلبلكم فنحن على حق لا غير.