خبر صفقة شاليط تتفجر لنتنياهو في الوجه -معاريف الاسبوع

الساعة 09:19 ص|24 يونيو 2014

بقلم: بن كاسبيت

(المضمون: نتنياهو هو الذي أخذ بخيار تحرير السجناء ، الخيار الذي حان الوقت لشطبه، باجماع وطني، بشكل نهائي ومطلق، من طاولتنا. حتى لو كان الامر متأخرا فهو افضل من الا يكون على الاطلاق - المصدر).

 

في آذار من العام الماضي، قبل سنة وربع السنة، نشرت في ملحق "معاريف" فصلا من كتاب "المتملص" وفيه توثيق لشهادة جلعاد شاليط أمام محققي الجيش الاسرائيلي بعد أن عاد من أسر حماس. والاقوال التي نشرت كانت أقوالا قالها شاليط نفسه للضباط الذين حثوه على الحديث (فهو لم يتعرض لتحقيق حقيقي مثل تننبويم)، بصراحة نادرة، في ظل نقد ذاتي حاد. كان يخيل أن شاليط يزيل عن قلبه القصة التي أثقلت عليه على مدى سنوات مرت في الاسر. فحقيقة أنه سلم نفسه لآسريه دون قتال كان يمكنه أن يحسم المواجهة بسهولة نسبية وينهي الحدث بسرعة ولكنه فضل التنازل والاستسلام.

 

وشددت في المنشورة بان ليس لدي شكوى من شاليط. فسطحيا، واضح أن شابا حساسا مثله ما كان فترض أن يكون مقاتلا في فريق دبابة وحقيقة أنه رغم ذلك تدحرج واصبح رجل دبابة كي يساهم تخدم في صالحه. ثرت فقط ضد تعريف شاليط كبطل (كما وصفه رئيس الاركان الفريق غانتس)، يخيل لي أن هذه الدولة قامت على أساس نوع آخر تماما من البطولة.

 

من يوزع اليوم ذات المنشورة قبل سنة وربع، يحرض ضد جلعاد شاليط وضد عائلته. أحيانا يكون التوقيت هو الامر الهام حقا والذي يغير المصائر. اما التوقيت الحالي لنشر الامور اياها، فيجعل شاليط وكل من كافح في سبيل اعادته (في ظل تحرير اكثر من الف مخرب)، مذنبا في سفك دم المقدم باروخ مزراحي. وبالطبع فان هذا مدحوض تماما. فالكفاح في سبيل تحرير شاليط كان شرعيا (عارضت صفقة شاليط طول الطريق ولكني تفهمت تماما اولئك الذين كافحوا في سبيلها). وقد فعلت عائلة شاليط كل ما تفعله كل عائلة عادية حين يكون ابنها في أسر حماس. والحركة الجماهيرية التي قامت من أجل تحريره كانت أصيلة وأنتجت لحظات اسرائيلية جميلة ومثيرة للمشاعر (عارضت روايتهم بكل قوتي، ولكني تفهمتها). المسؤولون الوحيدون، الحصريون، والذين لا مفر منهم، عن صفقة شاليط وتحرير 1.027 مخربا في اطارها هم اصحاب القرار. وزراء حكومة اسرائيل برئاسة بنيامين نتنياهو. ولمن لديه شكاوى فليرفعها فقط الى الوزراء ورئيسهم. فهو ذوو الصلاحيات، وهم المتحملون للمسؤولية. حيث كان ممكنا خلاف ذلك، مثلما أثبت من قبل ايهود اولمرت، الذي حتى في ايامه الاخيرة في المنصب فضل التنازل عن النفاق الشعبي الرخيص على خرق المبادىء والمس بالمصالح الاستراتيجية للدولة.

 

لقد حاول نتنياهو السير في طريق اولمرت، ولكن تقريبا مثلما هو الحال دوما، انهار وتراجع في لحظ الحسم. عندما تبين له بان خطوة تحرير شاليط ستعطل احتجاج الصيف الكبير في 2011 وسيرفعه دفعة واحدة الى درجة معبود الجماهير للوسط – اليسار الاسرائيلي، لم يتردد بيبي. في ليلة اقرار الصفقة في الحكومة تجول مقربو نتنياهو ومساعدوه الاقربون في المكتب بين الوزراء وبين أنفسهم – وتفكهوا. حيث سخروا قائلين: "احتجاج الصيف، العدالة الاجتماعية"، كما نخروا احتقارا، "ذكرونا ما هذا؟"

 

وبالفعل، هذا هو الوقت لتذكيرهم. فالسبب الوحيد الذي يدعون الى عدم مواصلة تنفيذ صفقات الاسرى وتحرير المخربين القتلة هو الحاجة الفورية لوقف رقصة الاختطافات التي لا تنتهي والتي تعود الينا في كل مرة من جديد. الموضوع الرائع هو أنه في كل مرة يعود فيها، نتفاجأ مجددا. لا توجد هنا مفاجآت يا سادتي. هذا مبني على العرض والطلب. طالما توافق اسرائيل على النزول على ركبتيها والزحف الى الوراء امام صورة جندي أو فتى مخطوف، ستواصل كل منظمات الارهاب بصفتها هذه استثمار كل الطاقة، الابداع، الجسارة ونزعة القتل لديها كي تختطفنا. وعندما نكف عن الدفع، سيتوقف هذا. بالضبط مثلما توقفت اختطافات الطائرات، في حينه. من أجل ان

 

نوقفها، هناك حاجة الى زعيم مع عمود فقري، مع قوة صمود، مع ارادة حقيقية ومبادىء حقيقية. أو بكلمات اخرى، كل ما ليس لدى نتنياهو. هذه هي الحقيقة ولا يوجد غيرها.

 

لو أراد نتنياهو لجلب الى النقاش منذ زمن بعيد للاقرار مبادىء لجنة شمغار التي تشكلت حقا لهذا الغرض. ولكنه لم يفعل ذلك، ولم يقر هذه المبادىء. ونتنياهو لا يعطي رأيه بالحريق الى أن يحرق اللهيب أطراف ردائه. إذن ها نحن بتنا هناك. ثلاثة فتيان مخطوفين، كل الجيش الاسرائيلي موظف في التفتيشات، كل الضفة في حصار، وبينما نحن نفتش، القي القبض على قاتل ضابط شرطة اسرائيلي وتبين أنه من محرري شاليط. فهل كان لاحد ما شك في أن يحصل هذا؟ أشك.

 

كما أنه لا مجال للتأثر بالغضب المقدس لنفتالي بينيت. هذه الحقيقة ايضا يجب ذكرها المرة تلو الاخرى: بينيت هو المسؤول المباشر عن تحرير السجناء مقابل استئناف المفاوضات السياسية قبل نحو سنة. رئيس الوزراء، باسناد من كل الشركاء الائتلافيين تقريبا، توصل الى الاستنتاج بانه من الواجب استئناف المفاوضات. كانت لديه ثلاثة خيارات: إما تجميد البناء في المناطق، او الاعتراف بخطوط 67 كاساس للمفاوضات، او تحرير السجناء. وبينيت أعلن بانه سيفكك الائتلاف اذا اعترف بخطوط 67 (كما تفضل لفني). كما أعلن بانه سيصوت ضد تحرير السجناء، ولكنه لن يفكك الائتلاف على هذا. وهذا هو السبب الذي جعل نتنياهو بلا مفر، فاضطر الى اختيار خيار تحرير السجناء، الخيار الذي حان الوقت لشطبه، باجماع وطني، بشكل نهائي ومطلق، من طاولتنا. حتى لو كان الامر متأخرا فهو افضل من الا يكون على الاطلاق.