خبر الفشل الفكري- معاريف الاسبوع

الساعة 09:58 ص|23 يونيو 2014

بقلم: عاموس جلبوع

 (المضمون: لم يأتِ الاختطاف بسبب عدم تحرير الدفعة الرابعة أو لتوقف المحادثات السياسية. فالمعطيات تفيد بان عام المفاوضات كان عاما مليئا بالاحداث الامنية - المصدر).

 

أحمل منشورة لـ "مركز معلومات الاستخبارات والارهاب"، تجمل أعمال الارهاب والعنف في يهودا والسامرة في العام 2013. ولتذكيركم، فان هذا هو عام المفاوضات الاسرائيلية – الفلسطينية، بادارة وزير الخارجية الامريكي جون كيري.

 

وهكذا، في العام 2013 كانت 858 عملية مما يسميه الفلسطينيون "المقاومة الشعبية": طعن بالسكين، رشق زجاجات حارقة وعمليات دهس، اضيفت الى مئات حالات رشق الحجارة كل شهر. وذلك، مقابل 535 عملية كهذه في 2012، العام الذي كان شحا في الحوار السياسي. وبالتوازي، في العام 2013 نفذ 201 "عملية ساخنة" تتضمن زرع عبوات، اطلاق نار، القاء قنابل يدوية وأعمال اختطاف – مقابل 37 عملية من هذا النوع فقط في العام الذي سبقه. وكنتيجة للعمليات في 2013، قتل في مناطق يهودا والسامرة وفي اراضي اسرائيل خمسة اشخاص: مدنيان وثلاثة جنود من الجيش الاسرائيلي. في 2012، دون أي حوار سياسي، لم يقتل في المقابل أي مواطن أو جندي اسرائيلي.

 

عند التحليل العمق لكل المعطيات، التي تستند أساسا الى تقارير المخابرات الاسرائيلية، تتضح أربعة استنتاجات اساسية. أولا، نجاعة أعمال الاحباط والمنع التي تقوم بها قوات الامن الاسرائيلية ملموسة جيدا. ففي 2013 احبطت ومنعت 190 عملية ذات مغزى (67 عبوة، 52 محاولة اختطاف، 52 حالة اطلاق نار، 16 عملية انتحارية). ثانيا، دور حماس ومحرري صفقة شاليط في توجيه الارهاب وتنفيذه حاضر في الجانب الاخر من المتراس.

 

استنتاج ثالث (ينشأ عن الاستنتاجين الاولين): في العام الماضي برز جهد منظمات الارهاب لتنفيذ عمليات اختطاف اسرائيليين في يهودا والسامرة، لا سيما على خلفية صفقة شاليط، لاستخدامهم كأوراق مساومة لتحرير السجناء. وقد انكشفت هذه الجهود في سلسلة من احباط اعمال خلايا الارهاب، التي اعترف نشطاؤها بانهم اعتزموا الاختطاف. وفي الكثير من

 

الحالات كانت الاعمال موجه من عناصر خارجية: محرري صفقة شاليط وسجناء امنيين محبوسين في اسرائيل.

 

استنتاج رابع: السلطة الفلسطينية وفتح أيدوا اعمال الارهاب والعنف التي تمت في اطار "المقاومة الشعبية". فقد منحتها السلطة الاسناد المالي والاعلامي فيما عرضتها (بشكل كاذب) كمقاومة بالوسائل السلمية، وكل ذلك بالتوازي مع المفاوضات السياسية. وفي نفس الوقت أعربت السلطة وفتح عن معارضتها للكفاح العسكري المسلح، ولكنها حرصت على التشديد على أن "خيار الكفاح المسلح" لم يهجر أبدا.

 

على خلفية هذه المعطيات، من الصعب عدم الشعور بالتقزز من موجة التحليلات التي تغرقنا: في أن الاختطاف جاء زعما لاننا لم نحرر المجموعة الرابعة من السجناء، وانه ولد كونه لا يوجد حوار سياسي وان كل نظرية الامن "في المناطق" انهارت، ناهيك عن نظرية الركوب بالمجان الممجوجة.

 

كيف سينتهي الحدث؟ لا يمكن لنا أن نعرف. الواضح هو أن الحدث رفع فقط الستار عن "الحفلة التنكرية" المسماة "حكومة الوحدة الفلسطينية". فلا توجد وحدة بين سلطة ابو مازن وحماس. قطاع غزة هو كيان جغرافي منفصل مع جيش خاص به، لان تكون لابو مازن فيه بتقديري في المستقبل اي سيطرة. وبالنسبة لما يجري شرق الخط الاخضر: كلما أضعفنا حماس في يهودا والسامرة خير لشعب اسرائيل. ولكن هنا ايضا من السخافة القول ان هدف الحملة الحالية، الى جانب "اعادة الابناء الى الديار" هو العمل على "ابادة حماس". هذا هدف غير واقعي على الاطلاق من ناحية اسرائيل.