خبر العملية العسكرية في الضفة: -هآرتس

الساعة 09:56 ص|23 يونيو 2014

العملية العسكرية في الضفة: -هآرتس

لا ليست حربا

بقلم: يوسي سريد

 

(المضمون: لا شك في أنه ينبغي العمل على اعادة المخطوفين لكن انتهاز الفرصة للترويج لحرب مقدسة يفضي الى انقسام الشعب لا الى الوحدة التي يحاول نتنياهو الترويج لها - المصدر).

 

لماذا تظهر حمرة "الوحدة" في حين أن الخد المحمر علامة على صحة غير جيدة. إن هذه الدولة تنشيء اعراضا مقلقة لضغط دم عال. ولماذا نوهم أنفسنا فانه لا توجد ولا يمكن أن توجد "وحدة في الشعب" مع عدم وجود وحدة في الرؤيا؛ وما لم تكن "عودوا أيها الاخوة" مقرونة بـ "أعيدوا الاخوة الى حدودهم". إن اسرائيل تشفي جراحنا لكن ارض اسرائيل تفتح الجراح.

 

من المتفق عليه والذي يوافق عليه كل متحضر أن الاختطاف عمل ارهابي خالص وآثم؛ ومن المتفق عليه أن كل عمل ارهابي هو عمل معيب لا ينبغي أن يُفعل والحكم عليه واحد وهو التنديد به واجتثاثه ومحاكمته بشدة؛ ومن المتفق عليه ايضا ألا ينام الحارس الى أن يوجد الشيء المفقود. لكن ليس من المتفق عليه أن ينتهز الاهتمام والألم ليركب سيارة تسافر يلفها الظلام الى ارض اسرائيل الكاملة.

 

أرفض أن أركب هذه السيارة ولن يضطرني الى ذلك فرسانها. وقد رفضت منذ اعتزلت الحياة السياسية أن اجتاز الخط الاخضر ورددت من دعوني الى ذلك خائبين، فمجرد الاجتياز فيه أكثر من ثُمن التسليم. وأنا اليوم مواطن خاص محرر من كل التزام رسمي بفعل المنصب. وحسبي وأكثر الضرائب الباهظة التي يجبونها منكم ومني التي تصب الزيت على دولاب تحريك محرك المستوطنات الذي يحرك سائر اطارات الاحتلال. وحسبُنا مشكلة أبنائنا ومن نربيهم ممن يخدمون في المناطق بحسب أوامر التجنيد وخلافا لأوامر ضمائرهم. أنا أريد في خضم عاصفة المشاعر أن أحترم مشاعري التي ليست مشاعري فقط. فلا تتوقعوا منا أن نجتاز حدود ايماننا.

 

وتنشب الحرب هنا في هذا الوقت الى أن تكون العودة المأمولة الى البيوت. وهي حرب وهمية لأن هدفها مضلل، فهم "يقلبون كل حجر" في ظاهر الامر بحثا عن الابناء المفقودين؛ وهم يضعضعون في الفرصة نفسها وللمرة التي لا يعلم أحد كم هي "بنى الارهاب التحتية"، في ظاهر الامر؛ وهي في واقع الامر حرب بنيامين نتنياهو وموشيه يعلون لأبو مازن الذي لم يكن قط في نظرهم "شريكا في السلام" بسبب اعتداله الخطير وأفضل منه خصومه وأعداؤها المتطرفون.

 

سمعت قائد اللواء أو قائد الكتيبة في التلفاز يشهد على الروح المعنوية العالية لجنوده المتمسكين بالمهمة. وقال: "هم يفهمون واجبهم. وما يفعلونه في الليل ولماذا، لأنهم يريدون اخوتهم الشباب". أنت تردد وتضلل أيها القائد وهذا هو ما لقنوك إياه لكنك لم تهضمه. فقد كنتم أنت ومرؤوسوك في المناطق قبل الاختطاف وستبقون بعده ايضا.

 

ما زلتم هناك منذ خمسين سنة ولا توجد أية نية لابعادكم بعد ذلك؛ وما زال الساسة منذ خمسين سنة يستغلون استعداد "جيش الشعب" للوقوف في عين العاصفة ولتمزيق الشعب إربا إربا. ومتى لأول مرة أو آخرها طلب المستوى العسكري الى المستوى المدني فوقه أن يبت الامر الى هنا أو هناك وألا يعلق الجيش بعدُ على الكوابح.

 

لا، ليست هذه حربا برغم أن بيبي قد لبس معطف الريح، وسارع المراسلون العسكريون الى لبس دروع واقية ووضع خوذات على رؤوسهم، والى الانضمام الى "القوات المقاتلة" بحسب ترتيب عمل المتحدث العسكري والى نشر "يوميات معركة" من الميدان؛ برغم أنهم لا ينامون نوما كافيا حينما يداهمون مئات البيوت في نوبات ثلاث، ويعتصم الاولاد بأرجل الأمهات حينما يأخذون الوالد – ليست هذه حربا؛ برغم موجة الاعتقالات والاطواق الامنية والحصارات والحواجز – ليست هذه حربا حتى حينما يقتلون ثلاثة فتية فلسطينيين – ثلاثة في مقابل ثلاثة، ولتعلم كل أم عربية – ليست هذه حربا. فالحرب تحتاج الى طرفين وأين الطرف الثاني؛ وأين فرقه وألويته.

 

في عمليات سابقة مشابهة ايضا حدثوا المقاتلين باحاديث البطولة وتنزيه الرب الى أن نشبت حرب لبنان الثانية وأضيفت صواريخ وقذائف صاروخية على كارهينا والباحثين عن الشر لنا. وآنذاك في نيران المعركة شعروا بأنهم تعرضوا للخيانة والخداع، أعني الجنود، حينما تبين لهم ميدان المعركة الحقيقي مع جميع مخاوفه، ولم يكونوا يعرفون أنه كذلك، فهل هذا هو ما سيحدث لهم مرة اخرى فيفاجئهم؟.

 

هل يحدث هذا لنا مرة اخرى حينما تفرض علينا اعمال العدوان خاصة "الوحدة"، أما جهود المصالحة فتثير الشجار بيننا. نحن ناس إخوة في الحرب وإخوة مُتعادون جدا في السلام.