خبر جيش الاحتلال يبحث عن مستوطنين فقدوا « بين حبيبات القمح والسكر »

الساعة 02:24 م|22 يونيو 2014

وكالات

في بضع ساعات تحت جنح الظلام دمر جنود إسرائيليون حصاد عام كامل لعائلة مصطفى اشتية من مدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة، خلال عمليات البحث عن 3 مستوطنين اختفوا منذ 12 يونيو/حزيران الجاري.

يقول اشتية لمراسل الأناضول "هكذا يبحثون عن مستوطنين اختفوا، في داخل الفراش، داخل حبيبات القمح، والسكر"، يتنهد ويستطرد "هم يريدون إلحاق الضرر والتخريب بالمساكن لا غير"، ويشير إلى أكوام من القمح المسكوب والمخلوط مع مواد كيماوية، وطحين وسكر وملح طعام.

اشتية رجل في الثمانين من عمره يعيش مع أبنائه السبعة في بيت واحد، ويعمل في الزراعة وتربية الأغنام، يقول  مشيرا إلى أكوم القمح التالفة بفعل الجيش الإسرائيلي،  "هذا حصاد عام، نحو 5 آلاف كيلو قمح، أتلفت في بضع ساعات".

وعن اقتحام الجيش لبيته يقول "في الساعة الواحدة منتصف الليل (22 تغ)، اقتحم الجيش المنزل، وبدأ بأعمال تفتيش وبحث، يسألون عن أموال، لا يسألون عن مستوطنين مفقودين، هؤلاء يريدون نهب أموالنا".

ويتابع، "كسروا كل محتويات المنزل .. اقتلعوا البلاط"، يتلفت حوله ويقول " باختصار كأنه زلزال بل أكثر، دمروا كل شيء ... كل شيئ".

وتقول  ابتسام اشتية (زوجة حذيفة ابن مصطفى اشتية) بينما تحاول أن تستصلح بعض الأدوات المنزلية " نعيش في بيت متواضع، زوجي تكبد ديونا كبيرة من أجل زواجنا، في ساعة، لم يبقوا لنا شيئا، دمروا كل شيء، عندما سألتهم ماذا تريدون؟، لا يجيبون سوى أنهم يبحثون عن المال".

تتعجب السيدة قائلة، أي مال يريدون؟!.

تواصل تفقد بقايا أثاث منزلها، قائلة، "حتى التلفاز كسر، والغسالة والثلاجة، علبة السكر سكبوها أرضا، طفلي في بداية عامه الثاني، فزع من نومه ليلا، في أي شرع هذا".

حذيفة اشتية أحد الأبناء يقول لمراسل الأناضول، جمعونا في غرفة واحدة، نبشوا كل شيء، حتى التراب في فسحة المنزل نبشوه، يبحثون عن وهم.

الصورة في بيت اشتية تكررت في مناول فلسطينية عديدة، في الخليل ورام الله وجنين وغيرها.

وحسب مراسل الأناضول، فإن عمليات الاقتحامات والتفتيش التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية يصعب على المؤسسات ووسائل الإعلام إحصائها لشموليتها مختلف مدن وبلدات ومخيمات الضفة الغربية، ووقوعها في ذات الوقت.

ويقول رئيس تجمع شباب ضد الاستيطان (غير حكومي) في الخليل (جنوب الضفة)، عيسى عمرو، لمراسل الأناضول، إن "الجيش الإسرائيلي يقوم بأعمال سرقة المنازل التي يقتحمها"، مشيرا إلى أن "التجمع رصد عدة حالات بينها سرقة مبالغ تصل إلى نحو 10 آلاف دولار أمريكي، ومصاغات ذهبية، وأجهزة هواتف وحواسيب محمولة"، وهو ما لم يتسن الحصول على تعقيب فوري من السلطات الإسرائيلية بشأنه.

وكانت القيادة الفلسطينية بدأت اليوم الأحد بإجراء اتصالات مكثفة لعقد جلسة عاجلة لمجلس الأمن الدولي، لوضع حد للعدوان الإسرائيلي المستمر، والتوجه إلى الجهات والمنظمات الدولية من أجل توفير الحماية للشعب الفلسطيني.

ويقوم الجيش الإسرائيلي بعملية واسعة في الضفة الغربية بحجة البحث عن 3 مستوطنين إسرائيليين اختفوا، مساء الخميس 12 يونيو/ حزيران الجاري، من مستوطنة "غوش عتصيون"، شمالي الخليل، وحمَّلت إسرائيل السلطة الفلسطينية المسؤولية عن سلامتهم.

ومنذ اختفائهم، يشنّ الجيش الإسرائيلي حملة اعتقالات في صفوف الفلسطينيين في أنحاء متفرقة بالضفة الغربية، طالت أكثر من 300 فلسطيني غالبيتهم قيادات ونشطاء في حركة حماس.

ولم تعلن أية جهة فلسطينية، مسؤوليتها عن اختطاف المستوطنين، لكن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو حمّل الأحد الماضي، حركة حماس المسؤولية عن اختطافهم، وهو ما رفضته الحركة.



جنود



جنود

جنود