خبر مولد زعيم -يديعوت

الساعة 09:25 ص|22 يونيو 2014

مولد زعيم -يديعوت

بقلم: بن – درور يميني

(المضمون: أثبت أبو مازن بانه ليس دمية. لم يتحدث فقط ضد العنف بل وعمل ضده. نجح في اختبار لا يوجد الكثير من الزعماء الذين ينجحون فيه: فهو لم يقل أقوال نفاق بالانجليزية واقوال تحريض بالعربية. قال بالعربية اقوالا واضحة وشجاعة. للفلسطينيين يوجد زعيم. لاسرائيل يوجد شريك. وعندما يترسب غبار الاختطاف، يجب تعزيزه - المصدر).

 

ترسم التقارير من "الشارع الفلسطيني" صورة بشعة. أطفال صغار وشابات جميلات جعلوا رمز الاصابع الثلاثة العلم الجديد. هنا وهناك توجد ايضا اصوات ضد الاختطاف، ولكنها تضيع في جملة أصوات التأييد. الشارع الفلسطيني وكم هو حزين، بحث عن الفخار، وحماس وفرت البضاعة. في اليوم الذي تحظى فيه حماس بالسيطرة، فان قسما من اولئك الذين رفعوا الاصابع الثلاثة سيصبحون ضحايا نظام الرعب. ولكن ماذا يهم هذا، المهم انه يمكن التلويح بالشعار.

 

الزعامة الفلسطينية، بشكل عام، تنجر وزراء مزاج الشارع الاكثر تطرفا. هذا لا يعني أنه لا توجد اصوات اخرى. ولكن الشارع، على عادته يطلق اصواتا لاذعة. هذا يحصل في الجانب الاسرائيلي ايضا. توجد أمزجة خطيرة، ولكن في الطرف الاسرائيلي كان في ساعة الحسم زعماء مثل بن غوريون عرفوا كيف يقولوا انه "ليس مهما ما يريد الشعب بل ما يحتاج الشعب".

 

وعلى هذه الخلفية بالذات ينبغي لكل انسان نزيه ان ينزل القبعة أمام ابو مازن. فقد وقف في أحد المحافل الاكثر عداء لاسرائيل – مؤتمر الدول الاسلامية وقال هناك أقوالا تندد بالارهاب والاختطاف بطريقة لم يتحدث فيها زعيم فلسطيني في الماضي. من جهة وقفت المستبشرة بالارهاب ، حنين الزعبي، ومن جهة اخرى وقف الزعيم الفلسطيني الاعلى، الذي وصف الارهاب مثلما ينبغي لكل انسان، مسلما وغير مسلم، ان يصفه. دون تفهم، دون تبرير ودون غفران.

 

كل ما يفعله الجيش الاسرائيلي ضد الارهاب هو أكثر من مبرر. من لا يصفي البنى التحتية لحماس الان، سيتلقى الجهاد بفائدة مضاعفة في وقت لاحق. الجيش العراقي بمئات الاف جنوده لم ينجح في الحاق الهزيمة بمجموعة متزمتة من الاف قليلة لاقت الدعم من السكان السنة. شيء بمستوى اصغر حصل في 2007 في قطاع غزة. فرع الجهاد، حماس، نجح في الحاق الهزيمة بمجموعة منظمة ومزودة أكثر بكثير تابعة لفتح والسلطة الفلسطينية. من شأن هذا ان يحصل مرة اخرى.

 

أبو مازن يفهم هذا. هو ليس عميلنا. وهو ليس مبعوث الاعلام الاسرائيلي. بل العكس. ولكنه في خطاب واحد جعل نفسه زعيما. فهو لم يستسلم للشارع، لم يتوجه الى الاتجاه الذي كان سيجعله ينال الهتافات العالية بل انه لم يتوجه نحو الاتجاه الذي تبلور لدى قسم من الصحفيين الاسرائيليين: لم يجد من الصواب ان يشرح وان يبرر وان يروي عن بؤر الخاطفين. سار في اتجاه الاصعب والاكثر جرأة وأوضح بان الخاطفين هم مصيبة الشعب الفلسطيني.

 

يمكن لنا أن ننزل بواحدة وألف لائمة، وبشكل عام مبررة، على السلطة الفلسطينية ورئيسها. فأبو مازن يواصل تمويل المعتقلين في السجون، وهكذا يشجع الارهاب. وتحت رعايته يستمر التحريض في وسائل الاعلام الفلسطينية. وهو لم يبدِ مرونة في المفاوضات ورفض اقتراحات جون كيري، مثلما رفض اقتراحات ايهود اولمرت في الماضي.

 

ورغم ذلك، في السنوات الاخيرة أثبت بانه ليس دمية. وهو لم يتحدث فقط ضد العنف بل وعمل ضده. وهكذا مع كل التبرير للصراع ضد حماس، يجب مد اليد لابو مازن. فقد نجح في اختبار لا يوجد الكثير من الزعماء الذين ينجحون فيه: فهو لم يقل أقوال نفاق بالانجليزية واقوال تحريض بالعربية. قال بالعربية اقوالا واضحة وشجاعة.

 

للفلسطينيين يوجد زعيم. لاسرائيل يوجد شريك. وعندما يترسب غبار الاختطاف، يجب تعزيزه.