خبر إسرائيل تحتفي بـ« التنسيق العميق » مع السلطة .. صالح النعامي

الساعة 03:59 م|21 يونيو 2014

كشفت تل أبيب أنماطاً جديدة من التعاون الأمني مع السلطة من أجل الوصول إلى مستوطنيها الثلاثة المفقودين منذ أكثر من أسبوع، وإنجاز مهمة تدمير بنى "حماس" التنظيمية والمؤسساتية في الضفة الغربية بهذه الحجة.

وقالت قناة التلفزة الإسرائيلية العاشرة، الليلة الماضية، إنه في إطار جهود إسرائيل الهادفة لحلّ لغز ما وصفته بعملية الخطف، فإن جهاز الاستخبارات الداخلية الإسرائيلي "الشاباك" اتفق مع السلطة الفلسطينية على إطلاق سراح عناصر وقيادات حركة "حماس" المعتقلين لدى أجهزتها الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية، لكي يقوم "الشاباك" باعتقالهم على الفور للتحقيق معهم بشأن ظروف تنفيذ "عملية الخطف".

وقال الصحافي في القناة، آفي سيخاروف، إن هذا جرى بالفعل. وأضاف أنه على الرغم من أن التعاون الأمني بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل ظل قوياً ولم يتأثر بالخلافات السياسية على خلفية مشاريع الاستيطان، فإن ما يميز طابع التعاون الأمني في الوقت الحالي أنه بات يجمع بين تبادل المعلومات الاستخبارية والتنسيق الميداني، إذ إن السلطة الفلسطينية تحرص على تهيئة الظروف الميدانية في المدن والبلدات ومخيمات اللاجئين في أرجاء الضفة لمساعدة الجيش الإسرائيلي على إلحاق أكبر الضرر ببنى "حماس" التنظيمية والمؤسساتية.

وينسجم ما يشير إليه سيخاروف، مع ما كشف عنه المعلق العسكري في قناة التلفزة الإسرائيلية الأولى، أمير بارشالوم، الذي أكّد يوم الثلاثاء الماضي، أن الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية تعهدت لإسرائيل بقمع التظاهرات التي ينظمها الفلسطينيون في أرجاء الضفة الغربية من أجل توفير الظروف الميدانية التي تسمح للجيش والاستخبارات الإسرائيلية بتنفيذ عمليات الاعتقال في صفوف حركة "حماس" بأقل قدر من المقاومة.

وفي هذا السياق، خرج وزير المالية الإسرائيلي، يئير لبيد، العضو في المجلس الوزاري المصغر لشؤون الأمن، عن طوره في كيل المديح للسلطة الفلسطينية بسبب تعميق تعاونها الأمني مع تل أبيب. وقال، خلال مشاركته الليلة الماضية في برنامج "استوديو السبت" الذي بثته قناة التلفزة الإسرائيلية الثانية: "ليس بإمكاني الكشف عن تفاصيل التعاون بيننا وبين السلطة، لكنه كبير حقاً، ونحن في المجلس الوزاري المصغر لشؤون الأمن نراقبه وندرك أهميته ودوره في المس بحركة "حماس" الإرهابية التي يتوجب توجيه ضربات قوية لها من أجل تدميرها".

كذلك اعتبر المعلق في القناة العاشرة، نداف إيال، أن "التعاون الأمني لم يكن في يوم من الأيام أفضل مما هو عليه الآن. بصراحة (الرئيس الفلسطيني محمود) عباس يقدم على مخاطرة كبيرة عبر هذه الخطوة". وأضاف أنه "بعد تعبيره عن موقفه الرافض لعملية الخطف ودفاعه عن التنسيق الأمني باللغة العربية وأمام مؤتمر وزراء خارجية الدول الإسلامية، فإن قطاعات واسعة من الفلسطينيين باتت تنظر إليه كعميل ومتعاون مع إسرائيل".

وتجدر الإشارة إلى أنه على الرغم من أن الحملة الأمنية التي تشنها إسرائيل تركز على حركة "حماس"، غير أن جيش الاحتلال الإسرائيلي استغلها في اعتقال عدد من نشطاء حركة "الجهاد الإسلامي"، وبعض نشطاء حركة "فتح"، الذين يتمرّدون على الخط الذي يمثله عباس، وخصوصاً في مخيمات اللاجئين الواقعة في محيط مدينة نابلس.

وفي الوقت نفسه، فإن النخب الإسرائيلية وظفت خطاب عباس أمام وزراء الخارجية الإسلامية في مهاجمة الأصوات التي تندد بالحملة العسكرية المتواصلة في الضفة الغربية. وانتقد يائير غولان، مقدم برنامج "هذا الصباح" الإخباري الذي تبثه شبكة الإذاعة العبرية الثانية صباح كل يوم، القيادية في حزب "التجمع الوطني"، النائبة حنين زعبي، بسبب رفضها اعتبار منفذي عملية الاختطاف "إرهابيين". وقال غولان إن "محمود عباس، الذي يمثل الشعب الفلسطيني يعتبر خطف أبنائنا عملاً إرهابياً ولا يتردد في الدفاع عن التعاون الأمني معنا، في حين أن النائبة الزعبي ترفض مهاجمة الخاطفين".

وتزخر تعليقات الإسرائيليين على مواقع التواصل الاجتماعي بالعبرية بعبارات تهاجم زعبي، ويستند الكثير منها إلى ما ورد في خطاب عباس أمام وزراء خارجية الدول الإسلامية.

وقد انبرت بعض النخب الإسرائيلية لتفسير السبب وراء رفض رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو توجيه الشكر لعباس بسبب خطاب وصفته بـ"الجريء" أمام وزراء خارجية الدول الإسلامية والتعاون الأمني مع إسرائيل. وقال معلق الشؤون العربية في قناة التلفزة الثانية، يهود يعاري، إن نتنياهو "لم يرد أن تتضرر صورة عباس أمام الشعب الفلسطيني في حال شكره، إذ إن مثل هذه الخطوة قد تظهر عباس كعميل لإسرائيل".