خبر الضفة تقاوم.......والسلطة تتوعد و تساوم.. د.بسام رجا

الساعة 09:21 م|19 يونيو 2014

إعلامي فلسطيني

أي كارثية تلك التي وصلت إليها  "السلطة " الفلسطينية في رام الله , بعد أن  أقفلت أي تأويل لمواقفها ,وسدت بوابات المناورات التكتيكية _ كما تُصدر دائما_.

كارثية تجاوزت كل خطوط  يمكن أن تحددها جماعة لنفسها تربطها مصالح "نفعية",فكيف إذا كانت سلطة تَدعي أنها تمثل شعب فلسطين وإرادته السياسية؟!.

لا مجال هنا "إلا" لقراءة  دون تأويلات.., فالنص واضح جداً هنا وضوح اتفاق أوسلو بعد أن قال رئيس السلطة السيد محمود عباس: "المستوطنون المفقودون في الضفة بشر مثلنا، وعلينا البحث عنهم وإعادتهم إلى عائلاتهم، ومن قام بهذا العمل يريد تدميرنا، ولذلك سيكون لنا موقف منه مهما كان، لأننا لا نستطيع مواجهة إسرائيل عسكرياً". ولم يكن لتصريحه في اجتماع وزراء خارجية الدول الأعضاء في" منظمة التعاون الإسلامي" في جدة  أي سحر فوري كما توقع ,فرئيس الوزراء الصهيوني نتنياهو اعتبر أن هذا التصريح غير كاف ويحتاج إلى خطوات عملية تفضي لإطلاق سراح المختطفين الثلاثة.

من على منصة " منظمة التعاون الإسلامي" بدلالات الموقف" الرئاسي" للسلطة  وسط صمت الدول الأعضاء أو معظمها نكون أمام كارثية أخرى تقول: إننا بدأنا الدخول إلى زمن المكاشفات  العلنية,ما عبر عنه سابقاً وزير الخارجية الصهيوني افيغدور ليبرمان عن علاقات مع دول عربية وتهافت كثير منها للتطبيع في مرحلة قادمة.

ليس مثيراً هذا الموقف للسلطة,وقد شهدنا فصولاً أكثر تراجيدية في تصريحات حول حق العودة,والتنسيق الأمني "المقدس",وبكائيات الهلوكست, وملاحقة من يطلق رصاصة ضد المستوطنين في الضفة,وتسليم مستوطنين فُقدوا في الضفة الغربية,وكنا   نعثر دائماً  على من يبرر حتى في أحلك الظروف التي يمر بها شعبنا من قمع ومصادرة للأراضي والتهويد لما تبقى من القدس والضفة .

انقلاب الصورة

الاحتلال الصهيوني الذي يمارس سياسة الاعتقال الجماعي لشعب فلسطين, و أقسى أنواع القمع,يصر رئيس السلطة على أن يظهره أنه المنقذ للشعب والسلطة, ومستوطنيه بشر مثلنا لا يعتدون ويقتلون ويقتلعون البيوت, والتدمير مصيرنا إن مارسنا حقنا الطبيعي الذي كفله القانون الدولي  والإنساني في الدفاع عن أنفسنا,ويرفع من حدة صوته أننا لا نستطيع مواجهته عسكرياً..,ما يطرب دولاً عربية قد تحللت من فلسطين وقضيتها,وأبقت على شعار الدعم الاقتصادي وفق معايير شحيحة تحددها وفق المواقف السياسية للسلطة ومدى قربها من ذاك البلد أو غيره.

من جامعة الدول العربية إلى منظمة المؤتمر الإسلامي,إلى الجمعية العمومية  لا انعطافات في الخطاب السياسي للسلطة, التبدل فقط في هوامشه و بعض مفرداته  بما يتلاءم و المناخ السياسي,دون أن نلحظ أي مقاربة حقيقية وقراءة بينية - عميقة للاحتلال الصهيوني,وممارساته وحق الفلسطيني بأرضه و بالمقاومة,بل يذهب الخطاب  إلى سقوف تراعي الطرح الأميركي ومفهومه لمعادلة الصراع,وينحدر إلى ما أفرزه الواقع الرسمي العربي من تفكك ساد بعد اتفاق أوسلو,وهذه كانت المشجب التي علقت عليها أنظمة عربية تحللها من القضية الفلسطينية وتجد دائما من يقدم لها جسوراً  وخشبة الخلاص النهائي للمضي في مواقفها وإشهارها.

خطورة ما طرحة السيد  محمود عباس في " منظمة المؤتمر الإسلامي" أنه تشريع للاحتلال بكل مواصفاته وأطروحاته وقوته,وهو انحدار كبير وعلني ودعوة لرمي كل أوهام مواجهته,وهو يعلم أن في المؤتمر من دول إسلامية وعربية تنتظر هذه التصريحات على أحر من الجمر.

رسالة التصريح تقول:

  • أننا في الحكومة الائتلافية ننبذ المقاومة ونحن واقعيون دون أوهام.
  • منظمة التحرير وفق أوسلو والسلطة لا ينفصلان وهما من يقرر وهو الناطق باسمهما.
  • توخي الدعم من الحاضرين في المؤتمر لمواجهة" الإرهاب الفلسطيني".
  • التنسيق الأمني "مقدس" وبقوة التطبيق بعد خطف ثلاثة مستوطنين .
  • السلطة جاهزة للمفاوضات وهي لا ترفض الشروط الإسرائيلية إنما تعديلات طفيفة.
  • حق العودة حلم برؤوس البعض,مادامت إسرائيل قادرة على تدمير السلطة وحق العودة يراه الطرف الإسرائيلي أنه  خارج أي حوار وتفاوض.

 

 تصريحات رئيس السلطة هي أم الكوارث في واقع من الوهم أقنعت الأخيرة نفسها فيه,وغاصت عميقاً في رمال التنسيق الأمني في ظلال حراب احتلال يتمدد في كل فلسطين,غير مكترثة بتراجيديا الواقع الفلسطيني وعذابات الشعب الذي يواجه بصدور أبنائه العارية إرهاباً يواصل محو هوية الأرض وأبنائها.

المشهد يقول:

 إن ما حصل في الضفة  هو أولى المواجهات الصعبة المقبلة  بعد سنوات من الملاحقات وتجفيف منابع العمليات الاستشهادية ,وتفكيك الأجنحة العسكرية الفلسطينية,وفرز لن يرحم من قرر أن يخرج نهائياً من المعادلة الوطنية.