خبر لا يوجد من يُحادَث- اسرائيل اليوم

الساعة 10:13 ص|18 يونيو 2014

بقلم: بوعز بسموت

(المضمون: لا يوجد من يُحادَث ما بقي المجتمع الفلسطيني يرى الارهابيين أبطالا- المصدر).

 

كان أول طلب لرئيس الوزراء اسحق رابين من زعيم م.ت.ف ياسر عرفات، قبل التوقيع على اتفاقات اوسلو أن يوقف التحريض الفلسطيني على دولة اسرائيل في المدارس. ولم تكن عند عرفات آنذاك مشكلة في الكذب وفي أن يعد رابين بما وعده به.

 

لم يقف التحريض في المدارس الفلسطينية قط، واسوأ من ذلك أنه ليته كان على دولة اسرائيل فقط. فالحديث في واقع الامر عن ظاهرة أعم وأوسع تشمل العالم العربي كله ليست تحريضا على اسرائيل فقط بل على اليهود بعامة. إن التهديد السياسي الذي سيطر على الفضاء الذي نحيا فيه يلزمنا ألا نقول ذلك بصوت عالٍ بل يلزمنا حتى أن نقول عكس ذلك كي لا نغضب أحدا لا سمح الله لأننا جميعا إخوة أو أبناء عمومة على الأقل. زرت أكثر الدول العربية وعملت سفيرا اربع سنوات في واحدة منها لأرى عن كثب ما هي الكراهية. صحيح أنهم ليسوا جميعا كذلك لكن الاكثرية كذلك.

 

في واقع كهذا هل يفاجئنا أن يقوم الفلسطينيون بحملة دعائية شعارها "ثلاثة شليطين" بموازاة الحملة الدعائية الاسرائيلية التي تؤيد اعادة أبنائنا الثلاثة – نفتالي وإيال وغيل – عاد – الى بيوتهم؟. التقطت صور لاولاد فلسطينيين كثيرين يرفعون ثلاث اصابع علامة النصر بعدد الفتية المخطوفين. ويمكن أن نفهم حتى من غير ابتسام الاولاد المصورين وفرحهم مبلغ تأييد آبائهم والمسؤولين عن الصور، بل مبلغ احتفالهم باختطاف أبنائنا. واسوأ من ذلك أن الصور تكشف لنا في الاساس عن أن جيلا كاملا ضائعا قد غُسلت أدمغته في الطرف الآخر. لم نكن نتوقع منهم عطفا علينا لكننا لم نتوقع ايضا عطفا على الارهاب الفلسطيني.

 

إن هذه الحملة الدعائية الفلسطينية الاجتماعية، فضلا عن أنها تثير الاشمئزاز تشير ايضا الى الجو الموجود عند جيراننا. وهذه الحملة أكثر إثارة للأسى وأكثر إثارة للكآبة والتشاؤم حتى من حكومة الوحدة بين فتح وحماس. وهذه الحملة الدعائية اسوأ لأنه ليس الحديث هذه المرة عن ساسة ومصالح بل عن انطباعي عن غير قليل من الفلسطينيين وأهوائهم القلبية. إن كراهيتنا ما زالت موجودة وهي كبيرة.

 

صحيح أنه سيوجد بالطبع من يتهمون، وكيف لا، "الاحتلال"، ويتحدث آخرون عن حقيقة أن شبابنا سافروا في سيارات عارضة في الليل. لكن الواقع هو، وليس من اللذيذ أن نقول ذلك، أنه اليوم ايضا بعد 66 سنة ما زال مجرد فكرة أن لنا دولة لا يقبله كثير من جيراننا. ويجوز فعل كل شيء عليها والارهاب الموجه على المواطنين مشروع أصلا. فحينما توجد عملية تعمل حوانيت الحلويات في مناطق السلطة وفي غزة ساعات اضافية.

 

واذا وجد من يقولون لنا: "ماذا تتوقعون من شعب يشعر بأنه يحيا في اضطهاد ومعاناة"، فسأجيب فقط ببساطة أنه في نفس الايام الصعبة التي نتوقع فيها بشائر من أبنائنا، تحدث مأساة في العراق. ففي هذا الاسبوع عُرضت في الشبكة صور عشرات من بين 1700 ضابط وجندي عربي ذُبحوا. وقد زعزعتنا الصور نحن ايضا برغم أن ذلك الجيش أطلق علينا قبل عشرين سنة 39 صاروخ سكاد. لماذا؟ يسمون ذلك باللغة العبرية رحمة ويُعرفونه في العالم بأنه انسانية.

 

بقي أن نأمل الآن فقط أن تندد منظمات حقوق الانسان التي تندد على الدوام باسرائيل وبالمستوطنين، بهذه الظاهرة الفلسطينية المريضة في الشبكة. لكننا فقدنا لسبب ما في 1993 في اوسلو السذاجة بصورة نهائية. لا يوجد من يُحادَث ما بقي المجتمع الفلسطيني يرى الارهابيين أبطالا.