خبر اذا صحا أبو مازن والغرب فقد- اسرائيل اليوم

الساعة 08:35 ص|17 يونيو 2014

اذا صحا أبو مازن والغرب فقد- اسرائيل اليوم

يكون انجاز سياسي لرئيس الوزراء

بقلم: دان مرغليت

(المضمون: ليست المعركة التي تشنها اسرائيل على حماس في الضفة الغربية هي معركة حسم استراتيجي لكن اسرائيل تستطيع بها أن تسجل انجازا تكتيكيا في مواجهة الفلسطينيين وقتا طويلا - المصدر).

 

ظهر أمس بنيامين نتنياهو وموشيه يعلون وبني غانتس متعبين شيئا ما فأدلوا بتصريحات قصيرة للجمهور شهدت على أن أمامهم طريقا طويلا. وهم لم يجددوا شيئا في ظاهر الامر بل لم يسهموا حتى في نظرة واحدة الى تقدم الجهات الامنية في مطاردة خاطفي الفتيان. وكان الكلام الذي أدلوا به من مقر قيادة منطقة الوسط يرمي الى أن يقع على آذان صاغية في موضوعين:

 

الموضوع الاول هو أن المواطن الاسرائيلي مطلوب إليه أن يتذرع بالصبر. فعليه ألا يضغط ولا يكثر من الكلام قائلا "وماذا بعد" وهو الشيء المعروف جدا منه. وألا يشير الى يوم خال من الانباء الدراماتية على أنه يوم ضائع ويدل ذلك على أن القادة الثلاثة يأخذون في الحسبان أنه يوجد امكان عملي لأن تستمر العملية أكثر مما توقع الجمهور في البدء وأنه ينبغي اعداده لذلك وقول إن ذلك ليس عبثا. إن عدم صبر الاسرائيلي من اوساط الناس معروف أنه عبء على كل قيادة وطنية. ولماذا طول المدة؟ لأن "عودوا أيها الأبناء" ليست عملية بل عمليتين الاولى وهي المباشرة والشديدة هي محاصرة خلية حماس القاتلة مع أمل أن يوجد الفتيان المخطوفون أحياءً. وسيُنال هذا الهدف لكن ليس من المؤكد أن يكون في مدة قصيرة.

 

ينبغي أن يضاف الى ذلك تفرع عملية اخرى على العمل العسكري ترمي الى ضرب بنية حماس التحتية في يهودا والسامرة. وتدل موجة الاعتقالات على مبلغ كونها بُنيت حتى قبل أن يبارك أبو مازن انشاء حكومة وحدة فلسطينية، ومبلغ التعجيل بها منذ كان الاتفاق.

 

ولذلك ومع كل عدم ارتياح الجمهور من ذلك، تُستغل حادثة الاختطاف بصورة منطقية لطرد كثير من نشطاء حماس من يهودا والسامرة. وأبو مازن وفتح معنيان بذلك ويشيران اليه سراً.

 

لكن حتى لو لم يبلغ الطرد منتهاه فلا شك أنهم في السلطة الفلسطينية سيتقبلون "عودوا أيها الأبناء" بالمباركة اذا ما أضعفت بنية حماس التحتية في المنطقة التي تديرها السلطة.

 

هاتف أبو مازن أمس نتنياهو وندد بالاختطاف. وكانت المكالمة الهاتفية ترمي الى أن تشير لاسرائيل اشارة خفية أن تستمر على تطهير يهودا والسامرة من أكثر بؤر حماس في المناطق. ولذلك أمر اجهزته الامنية باعطاء معلومات لاسرائيل وعملت بحسب ذلك، ويريحه ايضا أن يتم الامر تحت مظلة امريكية واوروبية تلتزم برفض كل عمل ارهابي.

 

ويتصل الموضوع الآخر بتوجه نتنياهو الى المجتمع الدولي ليؤيد عملا اسرائيليا على حماس، وهو يطلب مساعدة واسعة لكن من المنطق أن نفرض أنه يدرك أنه لن ينجح في الغاء الاستعداد الامريكي لمحادثة حكومة الوحدة الفلسطينية، لكنه يستطيع أن يُضعف هذا التعاون الامريكي الفلسطيني مدة ما، وقد تنضم الى ذلك بعض الدول الاوروبية ايضا.

 

ليس الحديث عن حسم استراتيجي. فواشنطن تسد أذنيها وأبو مازن لا يتجرأ على مواجهة حماس كما تفعل مصر. لكن قد يكون نتنياهو قادرا على تسجيل انجاز تكتيكي في مواجهة الفلسطينيين وقتا طويلا، بل قد يكون ذلك عن ارادة امريكا ومصر والسلطة في رام الله، الصامتة. فمن الخسارة أن تفوت تلك الفرصة.