خبر طرد كبار قادة حماس الى غزة -هآرتس

الساعة 08:34 ص|17 يونيو 2014

بقلم: أمير أورن

(المضمون: إن المعركة التي أعلنها نتنياهو هي لصرف الانتباه عن فشل احباط عملية الاختطاف - المصدر).

 

إن رجال حماس الذين خطفوا الفتيان الثلاثة والمسؤولين عن مصيرهم يستحقون كل عقاب. ويُبين اجتماع اللجنة الوزارية للشؤون الامنية للبحث في اقتراح طرد عشرات نشطاء حماس من الضفة الغربية الى غزة أن الغضب في القدس بسبب العملية وبسبب فشل احباطها يهدد بأن يغلب سلامة التقدير وبأن يجلب على اسرائيل عقابا ذاتيا.

 

حدث مثل هذه الحادثة في كانون الاول 1992 في الوقت الفاصل بين ادارة جورج بوش الخارجة وادارة بيل كلينتون الداخلة. وعلى أثر سلسلة عمليات بلغت ذروتها بقتل شرطي حرس الحدود نسيم طولدانو في اللد استقر رأي حكومة اسحق رابين على أن تطرد الى لبنان 415 نشيطا من حماس. ورُفع استئناف اعتراضا على القرار الى المحكمة العليا فتم تأجيل التنفيذ ثم وافقت المحكمة العليا بعد ذلك.

 

كان ذلك نصرا مشكوكا فيه. فقد عارضوا ذلك في واشنطن بشدة واضطرت اسرائيل الى أن تحدد مدة الطرد لتكون سنة وهي زمن منح المطرودين امكان أن يستعدوا للارهاب عند حزب الله وينشروا النظرية حينما يعودون.

 

ومرت 22 سنة وأصبحت مجموعة جديدة من الوزراء والضباط والقضاة تدير شؤون الدولة، وعاد اغراء التعبير عن خيبة الرجاء بالطرد الجماعي لا الى لبنان هذه المرة بل الى غزة. إن الاساس القانوني ضعيف لأن الضفة وغزة تخضعان الآن للحكومة الفلسطينية نفسها ولهذا يجوز للجيش الاسرائيلي أن ينقل سكانا من منطقة الى اخرى، من نابلس الى رام الله ومن الخليل الى خانيونس.

 

اذا كان ذلك صحيحا فمعناه أن اسرائيل تتنازل عن ادعائها أن الاحتلال والمسؤولية قد انقضيا هناك باخلاء غزة في صيف 2005، فهي لا تطرد نشطاء حماس من الضفة الى كيان آخر وراء الحدود.

 

حتى لو تجاوز ذلك المستشار القانوني للحكومة والمحكمة العليا فانه غير حكيم. لأن محمود عباس سيصعب عليه أن يجدد المسيرة السياسية في هذه الظروف وربما يسعى بنيامين نتنياهو الى ذلك. وسيغضبون في واشنطن لكن نتنياهو لم يعد يهمه ذلك فعلاقاته بادارة براك اوباما لا إصلاح لها. ولا يؤيد خبراء جهاز الامن الطرد في هذه المرحلة ويشيرون الى المعاني السلبية التي ستكون لهذا الاجراء على العلاقات بواشنطن، والقرار الحاسم لقضية لم تُحل بعد بشأن التفرقة بين الضفة وغزة وهي قضية لم يصغ الجيش الاسرائيلي الى الآن موقفه النهائي منها.

 

يفترض أن تصرف المعركة على حماس الانتباه عن فشل احباط العملية. ويُقدر الامنيون أنه يوجد بين عشرات المعتقلين مُطلعون على سر الاختطاف وأن التحقيق معهم قد يثمر معلومات مهمة.

 

تعمل قوات كثيرة اليوم ايضا في منطقة الخليل. وقد زار وزير الامن الداخلي اسحق اهارونوفيتش مقر قيادة الشرطة الخاصة التي عُرفت بأنها وحدة سيطرة وطنية لاطلاق الرهائن، وأثنى على أداء مقاتليها ومهنية استعداداتها. وكرر اهارونوفيتش قوله إن اجراء الفحص عن خلل ابلاغ المكالمة الهاتفية لأحد المخطوفين سيبدأ بعد انتهاء عملية البحث عن المخطوفين فقط.

 

بدا استعداد قوة الشرطة الخاصة التي حلت ضيفا في احدى البلدات في المنطقة، بدا مدهشا ومستعدا ومُحسنا، لكنه كان يشبه للأسف الشديد عيادة مزودة بأفضل معدات القرن الواحد والعشرين، دُعيت لعلاج مرض عضال، وجيش هاي تيك عظيم الامكانات في مواجهة عصابة بلا هاي تيك تركت الالكترونيات التي يمكن أن تشي بها في البيت حينما خرجت في عملية على اسرائيليين. فقد يكون العلاج ناجعا لكن من المؤكد أنه سيكون متأخرا جدا بعد اربعة ايام.