تقرير « بيرة وملح » في « حلم » البحث عن المستوطنين

الساعة 08:30 م|16 يونيو 2014

وكالات

منذ اللحظة الأولى التي أعلن فيها الإسرائيليون عن اختفاء ثلاثة مستوطنين قبل أيام، واحتمالات خطفهم على يد فلسطينيين، تشهد مواقع  التواصل الاجتماعي ووسائل الاعلام حرباً طاحنة بين الإسرائيليين والفلسطينيين، منها الجاد ومنها الهزلي. وتظهر أيضاً خلافاً جليّاً حتى بين الإسرائيليين أنفسهم حول الموقف من المستوطنين، عدا عن الشائعات والحرب النفسية.

ففي الوقت الذي يبحث فيه جيش الاحتلال على الأرض، في كل زاوية في الخليل والمحافظات الفلسطينية عن المفقودين الثلاثة، يعكف آخرون على شرح ما يحدث للعالم، في محاولة لكسب تعاطف الرأي العام العالمي

. وعلى نسق هاشتاغ "أعيدوا بناتنا" الخاص بالطالبات النيجيريات اللاتي اختطفتهنّ جماعة "بوكو حرام" وانتشر على "فيسبوك"، اختار الإسرائيليون هاشتاغ "أعيدوا أبناءنا" الذي اعتمده جيش الاحتلال، لكن شباباً فلسطينيين ردوا على نفس الهاشتاج بوضع صور لجنود الاحتلال يجرّون فتياناً وأطفالاً فلسطينيين خلال اعتقالهم.

وكانت ادارة "فيسبوك" قد أوقفت الصفحة بداعي مخالفتها لشروط الاستخدام قبل أن تعتذر وتعيدها مجدداً، بينما يزعم مؤسسو المجموعة بأن الصفحة أُغلقت بسبب تبليغات فلسطينية وصفوها بالكاذبة.     

ولا يقتصر الأمر على "فيسبوك"، إذ يتم استغلال "تويتر" و"انستجرام" و"واتس أب" وغيرها من مواقع التواصل الاجتماعي.

وفيما يحاول الإسرائيليون كسب تعاطف العالم، يواجهون جدلاً داخلياً حول سياسة الاستيطان في الضفة، التي يرى فيها الكثيرون من المحسوبين على اليسار الإسرائيلي، بأنها من مسببات الاختطاف، بالإضافة الى عدم الاستماع إلى مطالب المعتقلين الإداريين المضربين عن الطعام وعدم التقيّد بصفقة الافراج عن الأسرى، بحسب ما أكدته عدة مقالات رأي نشرت في الآونة الأخيرة، منها ما نشر في صحيفة "هآرتس".
في سياق متصل، أشارت نفس الصحيفة، إلى وجود استطلاع للرأي أجري قبل اختفاء آثار المستوطنين بأيام قليلة، بيّن تراجع تأييد الرأي العام الإسرائيلي للمستوطنين، ويشترط تأييده لهم بمحاربتهم مخالفي القانون وخاصة المجموعة الارهابية المعروفة باسم "فتية التلال".

ويشير نفس الاستطلاع، الذي عرض في جامعة "أريئيل" حول الاستيطان في الضفة، إلى تراجع معارضة الإسرائيليين لإخلاء أراضٍ، وإلى خشيتهم المتصاعدة من مقاطعة دولية لإسرائيل.
 
وبموازاة الحملة الإسرائيلية، يقوم عرب وفلسطينيون ومؤيدون لهم بنشر صور تفضح ممارسات الاحتلال، من خلال استغلال نفس الحملة ونفس الهاشتاغ.

فعلى نفس الصفحة، التي تنشر عليها صور المستوطنين الثلاثة، وعبارات ومواقف مؤيدة لهم ومتعاطفة معهم، يقوم آخرون بنشر صور لجنود اسرائيليين يعتقلون أطفالًا فلسطينيين وينكّلون بهم، وهذا مثال واحد من أمثلة كثيرة.

ولا يختلف الوضع في "تويتر"، فقد نشر الناطق بلسان جيش الاحتلال صور المستوطنين المفقودين، وعبارات تدعو لإعادتهم، فيما نشر آخرون على نفس الصفحة معطيات حول عدد الأطفال الذين قتلهم الجيش الإسرائيلي، بالإضافة إلى قصص أطفال نكّل بهم الجيش وصور تعذيبهم. ولا يختلف الوضع في موقع نشر الصور "انستغرام" عن سابقيه، فيجد المتصفح  صوراً للفريقين.   

شائعات وحرب نفسية
وفي ظل الجدل العام عبر مواقع التواصل الاجتماعي التي يصعب ضبط ما ينشر فيها، تسري الكثير من الشائعات حول المختطفين، ويتم تناقل بعضها من خلال رسائل نصية عبر الهواتف النقّالة أيضاً، وهو الأمر الذي يقول الإسرائيليون إنه بات يرهق نفسياً عائلات المستوطنين الثلاثة.

بعض الشائعات تحدثت عن  تنفيذ الجيش لعمليات تخليص "المختطفين"، ومنها ما تحدث أنه نجح في "تحريرهم"، وبعضها تم تداولها باسم الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي، وفي كل مرة يضطر الناطق إلى تكذيبها، والتأكيد أن لا أساس لها من الصحة ويطالب الجماهير بالتروي وتحمّل المسؤولية، وعدم إشاعة معلومات غير صحيحة.

أبو النار وأبو حسن وشارلوك هولمز

بين ما يحدث على الأرض من قيام الجيش بالبحث عن المستوطنين الثلاثة في الضفة الغربية وخاصة في الخليل، والحملات الجديّة عبر "فيسبوك"، نجد أن السخرية حاضرة أيضاً، أبرزها تهكّم عرب وفلسطينيين على الناطق بلسان جيش الاحتلال، آفيحاي إدرعي الذي كتب على صفحته: "هدفنا: إعادة الشبان الثلاثة المختطفين".

مهند الفرا كتب لأدرعي مستوحياً أجواء المونديال: "أنت الهدف جووووول"، ليكمل ريان زهير الفكرة بـ"عقبال ما نسمع بخطفك يا رب"، ويضيف أسيد ياسين "عقبال عندك تلحقهم ولما تصيروا أربعة بتقدروا تلعبوا مع بعض طرنيب (من ألعاب ورق الشدة)".

أما حمزة مصالحة، فكتب له  ساخراً: "خف علينا يا شارلوك هولمز"، وعلّق علاء خالد على هدف إدرعي بأنه مثل "حلم ابليس في الجنة".

وعلى ذكر الحلم، كتب محمد جميل البر "لمعرفة مكان الجنود الصهاينة المختطفين ما عليك إلا ارسال كلمة (حلم) أو (DREEM) إلى الرقم 37005. مع تحيات حملة احكي واضحك واقهرهم".

ومن وحي "باب الحارة" التي يكثر الحديث عن جزئها السادس مع اقتراب شهر رمضان، علّق أمجد حمادي "صاروا بلغوطه عند عمي أبو حسن، وطلعو من الخليل عن طريق قنوات جر المي بمساعدة أبو النار و أبو صياح"، ووافقته بذلك ليلالم يوسف، التي كتبت "الشلاليط (قصدها جمع شاليط) الثلاثة متخبيين عند ابو حسن بالغوطة".

وعلّقت سناء البرقاوي "هههههه يااي رجع اذا بترجع يا رووح امك"، فيما كتب ابراهيم سيلين "إدرعي بالمرة وانت عم تبحث عن جنودك في شيكل وقع مني دور عليه وبما انكو تعبانين وعم بتدوّروا دوّر ع الطائرة الماليزية".

وذُكر أهل الخليل في أكثر من موقع في التعليقات، فكتبت معلّقة اسمها فرح "على الرباعية على الرباعية وعلّموا عليكو الخليلية. ولكم إلي بخاف من الغول بطلعلو. قهر الجيش الذي لا يقهر أكبر من المحيط الهندي والأطلسي".  

وأضاف حمزة ادريس: "ههههه هاد ولد بخاف يطلع برا تل ابيب. تعال الخليل وشوف شو بدو يصير فيك"، فيما كتب أحمد الريماوي: "ولك يا افيخاي انتو وقعتكم مع خلايله والله ما عمركم بتلاقوهم وزي ما دخلتو ع ارضنا بكيفكُم رح تطلعوا منها بكيفنا ... ويا افيخاي إضرب عن الطعام وإشرب بيرة وملح ...الأسرى الاداريين رح يطلعوا مقابل مستوطن واحد وأول أسير رح يطلع هو أحمد اشراق الريماوي... ولما يطلعوا جميع الأسرى بتوخذوا مستوطنينكم".

لكن من المعلقين، مثل رشاد طافش، من يرون بأن قضية "الاختطاف" ما هي إلا لعبة إسرائيلية، فكتب: "انتوا كذابين ما في حد مختطف هاد كله لإثارة البلبلة"، ويؤيده في ذلك جاد سلطان بأنه "كله كذب و لعبه من بني صهيون لتمرير المخططات الشيطانية من تهويد وحرف النظر عن قضية الأسرى وضرب المصالحة وتشويه السلطة الوطنية"، على حد تعبيره.