خبر خبراء: إسرائيل تعتمد خطة أمنية لا عسكرية بحثا عن المستوطنين الثلاثة

الساعة 04:27 م|16 يونيو 2014

الاناضول

قال خبراء ومحللون عسكريون فلسطينيون إن إسرائيل تعتمد على خطة أمنية ومعلومات استخباراتية للبحث عن المستوطنين الثلاثة، الذين اختفت آثارهم منذ خمسة أيام، في مدينة الخليل (جنوب الضفة الغربية)، أكثر من اعتمادها على عملية عسكرية واسعة النطاق بالضفة الغربية.

ويشن الجيش الإسرائيلي حملة عسكرية واسعة في مدينة الخليل، منذ الخميس الماضي، اعتقل خلالها العشرات من قيادات ونواب بالمجلس التشريعي الفلسطيني وعناصر حركة حماس بالخليل وعدة محافظات، بعد أن اتهم رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو الحركة بخطف المستوطنين.

اللواء المتقاعد والخبير العسكري واصف عريقات، أشار إلى أن الرواية حتى الآن من جانب إسرائيلي فقط، وأن إثباتها بحاجة لتأكيد من جانبين، وأضاف: "إذا صحت أنها عملية خطف فهي توصف بأنها عملية بارعة وتمت بدقة متناهية بكل التفاصيل".

وقال عريقات، لوكالة الأناضول،: "الخاطفين بإمكانهم إخفاء المخطوفين"، مشيراً إلى أن هناك تجارب سابقة في قطاع غزة حيث أخفت المقاومة (الجندي الإسرائيلي جلعاد) شاليط خمس سنوات، ولم تستطع الأجهزة الأمنية الإسرائيلية ولا الجيش بكل قدراته أن يكتشف مكانه.

وتابع: "كان هناك عمليات اختطاف في الضفة، وقد عجزت إسرائيل عن اكتشاف مكانهم، وعندما اكتشف مكانهم قتلوا خلال المداهمات، وبالتالي إسرائيل تدرك جيدا إذا ما قام طرف فلسطيني بمثل هذه المهمة فإنه قادر على الاستمرار، خاصة ونحن نتحدث وقد مر خمسة أيام على اختفاء المستوطنين في ظل الوجود العسكري والأمني الاستخباري الإسرائيلي وأجهزة الرقابة والرادار وكل ما تملكه إسرائيل من معدات، إلا أنها لم تتمكن من الحصول على أي تفاصيل".

ومضى قائلا: "أعتقد أنه من المبكر القول بأن العملية وقعت من طرف فلسطيني، فالرواية الإسرائيلية برمتها يلفها الغموض والتشكيك".

ولفت عريقات إلى أن جغرافية الضفة تعد أحد العوامل التي قد تساعد على إخفاء المختطفين، مضيفا: الجغرافية أحد العوامل، لكن ليست كل العوامل، فالفلسطينيين، كما قالت إسرائيل عنهم، قد اكتسبوا خبرة من خلال تعرفهم على سلوك الأجهزة الأمنية الإسرائيلية والسلوك الإسرائيلي بشكل عام ولديهم القدرة على أن يتجاوزا الإمكانيات الإسرائيلية، العالم تطور، ويمكن لمن قام بهذه العملية بهذه الدقة أن يخفي المختطفين.

وفيما يتعلق بالعملية العسكرية التي تشنها إسرائيل على الخليل وباقي المناطق قال: إسرائيل تشن حربا واسعة على الشعب الفلسطيني، فحين يقول نتنياهو إنه حدد هدفه بالخليل ويقوم باجتياح مدن الضفة الغربية وتقوم طائراته بقصف قطاع غزة، هذا يعني أن هناك مخططات إسرائيلية جاهزة وموجودة، سواء كان الحدث رواية كاذبة من إسرائيل أو كان فعل من طرف فلسطيني.

وأضاف:  إسرائيل تنفذ مخططا كبيرا، وهذا ما جاء على ألسنة الإسرائيليين أنفسهم الذين قالوا أن ما تقوم به إسرائيل أكبر من عمليات البحث، فهي لديها أهدافا ومخططات تستغلها وتوظفها في هذه العملية، وهي تقوم حاليا بعملية مشابهة لعملية السور الواقي التي شنتها في انتفاضة الأقصى حين اجتاح الجيش الإسرائيلي لكافة مدن الضفة، السور الواقي فعل واقع على الأرض اليوم.

وفي تعقيبه حول احتمالات إبعاد قادة حماس، الذين اعتقلتهم إسرائيل خلال اليومين الماضيين لغزة، قال عريقات: كل الاحتمالات قائمة، إسرائيل الآن تتخبط، والقيادة الإسرائيلية محشورة بالزاوية ولديها أزمات كثيرة وتحاول تصديرها، وإحدى هذه التصديرات الحرب الواسعة التي تشنها على الضفة الغربية، وسترتد على إسرائيل وستصبح أزمة للقيادة الإسرائيلية وليس العكس.

وكانت صحيفة "يديعوت احرنوت" الإسرائيلية قد نقلت عن مصدر سياسي رفيع المستوى قوله، صباح اليوم الاثنين، إن المستويين السياسي والأمني الإسرائيلي يدرسان احتمالات إبعاد قيادات حركة حماس التي جرى اعتقالهم خلال اليومين الماضيين إلى قطاع غزة.

من ناحيته، قال الخبير بالأمن القومي والمحاضر الجامعي بغزة إبراهيم حبيب، إنه:  إذا ما إذا ما صحت الأنباء حول عملية الاختطاف، فسيكون هناك تداعيات كبيرة خصوصا إذا ما طالت فترة اختفاء المستوطنين وفشل الاحتلال بالحصول على معلومات عن وجودهم، وفي ظل عزوف الخاطفين عن الإدلاء بأية معلومات.

وأضاف حبيب، لوكالة الأناضول، : الاحتفاظ بالمستوطنين بالضفة في ظل وجود الاحتلال والتنسيق الأمني سيكون صعبا، خاصة وأن هناك تجارب سابقة للمقاومة لم تستطع خلالها الاحتفاظ بالمخطوفين لديها، ومن قام بخطف المستوطنين لا شك أنه يهدف أساسا لحل قضية الأسرى ولا يسعى لقتل المختطفين، لكن الاحتفاظ بهم أحياء بالضفة قد يكون أمرا عسيرا.

وتابع:  إسرائيل تعتمد على عملية أمنية قبل العسكرية للبحث عن الثلاثة المختطفين في محافظة الخليل بقراها الـ99، لاستكشاف الخيوط الأولى والقريبة من مدينة دورا حيث وجدت سيارة المستوطنين محترقة، وفي الأماكن التي وجدت فيها هواتفهم النقالة، سيكون فيها تفتيشيا وإجراءات أمنية واسعة النطاق وستشهد الخليل أياما عصيبة.

وأشار حبيب إلى أن "من خطط لهذه العملية قام بدراسة استخباراتية معقدة، وله معرفة أمنية واسعة، وقام برصد دقيق للهدف، ويبدو أن خطته سارت دون حدوث مفاجآت".

واستبعد الخبير لجوء إسرائيل لعملية عسكرية واسعة النطاق في الضفة المحتلة، مضيفا: "البنية التحتية للمقاومة مفككة، والمشهد يختلف عما كانت به الفصائل المقاومة خلال انتفاضة الأقصى وخلال عملية السور الواقي على سبيل المثال".

وحول توجيه أصابع الاتهام لحركة حماس بخطف المستوطنين قال حبيب: "إسرائيل اتهمت حماس، والناطق باسم الأجهزة الأمنية الفلسطينية عدنان الضميري قال إن حماس تريد تعكير الأجواء وكأنه يوجه الاتهام هو أيضا للحركة، لكن أعتقد أنه يجب ألا نستبق الأحداث، فإسرائيل لها أجهزة استخباراتية كبيرة ولا يجب أن نحمل المسئولية لأي طرف فلسطيني".

من جانبه، قال اللواء المتقاعد والمحلل العسكري يوسف الشرقاوي:  الجهة التي قامت بهذه العملية - إذا ثبت أنها عملية خطف، - وصلت لتقنية عالية وتكتيك عالي في إدارة العملية من ألفها إلى يائها.

وأضاف:  حتى الآن هناك شح بالمعلومات، لكن تسربت بعض الأنباء عن اختفاء ناشطين اثنين من حماس من الخليل، واتهام إسرائيلي لحماس بتنفيذ العملية.

وبين الشرقاوي أن إسرائيل تعتمد على القوة الاستخبارية الأمنية في كل الضفة الغربية حاليا، أكثر من الاعتماد على القوة العسكرية أو الحملات العسكرية التي بدأتها بالخليل تحت اسم "بيت بيت".

وأضاف:  الاعتماد على الخطة الأمنية أخطر من العمليات العسكرية للجيش، فهي الآن تعتمد على الجهد الاستخباري الأمني الذي لا يراه الناس، كما أن إسرائيل قالت أنها تنسق مع السلطة الفلسطينية بشكل موضوعي في هذا المجال.

ومضى قائلا: إسرائيل تخشى أن يقتل المستوطنين الثلاثة، وكل يوم يمر دون تحقيق نجاح إسرائيلي يعجل في نهاية مفجعة وتراجيدية لاختفائهم.

وفي تعقيبه على ما تمارسه إسرائيل على الأرض، من حملات اعتقال ومداهمات، وتنسيقها مع السلطة الفلسطينية في البحث عن المستوطنين قال المحلل العسكري: المستوطن ليس له قيمة أكثر من كل الفلسطينيين، فمهما بلغت الضغوطات على السلطة عليها أن تقف لجانب شعبها لا أن تقدم المعلومات للعدو.

ولم يستبعد الشرقاوي توجيه ضربة لقطاع غزة، خاصة بعد أن وجه نتنياهو الاتهام لحركة حماس بخطف الجنود.