خبر الاهداف الخفية -يديعوت

الساعة 09:25 ص|16 يونيو 2014

الاهداف الخفية -يديعوت

بقلم: اليكس فيشمان

(المضمون: تنتهز اسرائيل فرصة الاختطاف لتعالج بنى حماس التحتية في منطقة الخليل ولتثير الصراع بين فتح وحماس - المصدر).

كلما مر الوقت لم يبق مكان كبير للتفاؤل بمصير المخطوفين الثلاثة.

إن الصورة التي تطورها الأنباء المنشورة عن عملية الاختطاف هي صورة تنظيم جدي مهني يعرف عمل الخداع والتضليل والاخفاء جيدا. ولم يكن مكان الاختطاف الذي اختير وهو مفترق ألون شفوت القديم، عرضيا: فالمحطة هناك هي الوحيدة في تلك المنطقة التي لا يوجد فيها جنود يقومون بدوريات أو موقع عسكري يشغله الجنود حتى منتصف الليل كما في مفترق غوش، ولا شك في أن الخاطفين راقبوا المكان وعرفوا مجرى الامور حوله، ولا سيما أنه يوجد على بعد نصف كيلومتر من هناك اللواء الميداني عصيون ولهذا توجد في المحيط حركة سيارات عسكرية.

يرى رئيس الوزراء أن الجهة التي تقف وراء تنفيذ الاختطاف هي الذراع العسكرية لحماس. والخليل معروفة ايضا من الماضي بأنها مكان لتنظيمات سرية من حماس كان من الصعب جدا على جهات الاستخبارات أن تصل اليها. فيجوز لنا أن نفرض أن هذا الاختطاف هو من نوع العمليات

التي يعلمها القادة في الذراع العسكرية لحماس في البلاد والخارج. ومن المنطق جدا أن نفرض ايضا أن يضطر رجال هذه الذراع في مرحلة ما الى أن يقرروا ماذا ستكون المرحلة التالية – هل يندمجون في المنطقة ويستخفون أم يبدأون تلمس تفاوض بواسطة طرف ثالث. ومع ذلك من المنطق جدا أن نفرض أن قيادة حماس السياسية خاصة – اسماعيل هنية وخالد مشعل – لم تعرف بالعملية قبل ذلك.

الى جانب الجهد لحل اللغز، تستغل اسرائيل الفرصة للقيام بمعركتين أخريين. وقد نفذت اسرائيل اعتقالات واسعة في يهودا والسامرة بغرض تتبع آثار الخاطفين. لكن اعتقل مع الـ 85 من رجال حماس الذين اعتقلوا والذين لهم صلة مباشرة بتحقيق الاختطاف أو لهم صلة بعمل حماس في المنطقة، اعتقلت ايضا النواة الصلبة لقيادة حماس السياسية واشخاص مشاركون في تجديد البنيتين التحتيتين السياسية والاجتماعية للمنظمة.

منذ أن أنشئت حكومة الوحدة أصبح يوجد شعور في اسرائيل – اعتمد على معلومات – بأنه أخذت تُبنى بنى حماس التحتية مجددا ولا سيما الاجتماعية التي هي أساس قوة المنظمة على الارض تحت غطاء حكومة الخبراء. ولم تُمكّن المحادثات في التسوية الدائمة ونجاح السلطة في الساحة الدولية، اسرائيل من القيام بعلاج جذري عنيف لتلك البنى التحتية السرية لحماس في منطقة الخليل. فلو أن اسرائيل اعتقلت عشرات القادة من حماس وفرضت طوقا على مناطق واسعة قبل اسبوع لصرفت السلطة الفلسطينية ووقفت الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي معها. واليوم تسكت السلطة وحينما يسكت أبو مازن لا يعني الصراع والاختطاف أحدا في العالم. فهذه فرصة لاسرائيل لتعالج بنى حماس التحتية في الخليل – وهذه معركة تستحق أن يُجند لها احتياطيون يشغلون اماكن القوات النظامية على طول الحدود.

أبو مازن في حيرة شديدة فقضية الأسرى موضوع يُجمع عليه المجتمع الفلسطيني وهو ما يلزمه في ظاهر الامر بأن يُظهر تأييد الاجراء الذي نفذته حماس. بيد أن اجراء الاختطاف القاسي سحب البساط من تحت قدميه وترك السلطة في شلل. "طعنتنا حماس في الظهر"، قال صباح أمس عدنان دميري، متحدث قوات أمن السلطة. ويعبر هذا القول عن شعور قيادة السلطة فيما يتعلق بفعل الاختطاف الذي يهدد بتعويق واحد من أكبر نجاحات أبو مازن الدبلوماسية.

وهنا تنتهز اسرائيل الفرصة لاجراء معركة اخرى ذات معنى سياسي. فقد حشدت حكومة الوحدة الفلسطينية زخما في الرأي العام الدولي والسبيل الوحيد لاحداث انقسام بين حماس وفتح

والاوروبيين هو جعل حماس تسلك سلوكا عنيفا، فالمنظمة لم تنفذ اختطافا فقط بل هي تزعزع الاستقرار في قطاع غزة ايضا. وقد هاجمت اسرائيل أول أمس تسعة اهداف لحماس في قطاع غزة ولم ترد حماس على ذلك. لكن اذا استعمل الجيش الاسرائيلي في اثناء العمليات في الخليل قوة على مبنى يعتصم فيه رجال من حماس فقتلهم، واذا عاد الجيش الاسرائيلي فهاجم القطاع من الجو فلن تستطيع حماس الاستمرار على عض شفتيها. ولن تذرف اسرائيل دمعة واحدة اذا أتيحت الفرصة لضرب غزة واعادة حماس الى صورتها الصحيحة بصفتها جسما ارهابيا. وفي اللحظة التي تبدأ حماس اطلاق النار فيها سنكون في ذروة ايام معركة تساعد العالم على أن ينسى أنه وُجدت هنا حكومة وحدة غير عنيفة.

ليس من الصدفة في تقديري أن نصب الجيش الاسرائيلي قبة حديدية في أسدود، فمن المتوقع أن تخطيء حماس في مرحلة ما وقد فعلت ذلك. والتوقع مستعد الآن لرد الجيش الاسرائيلي. إن اسرائيل تتابع منذ زمن تسلح حماس بمئات الصواريخ البعيدة المدى التي تهدد تل أبيب. وهي ترى أنه توجد هنا فرصة ذهبية للقضاء على صورة حكومة الوحدة ولعلاج مخزون القذائف الصاروخية.