خبر قوي بالاقوال -معاريف الاسبوع

الساعة 09:22 ص|16 يونيو 2014

قوي بالاقوال -معاريف الاسبوع

بقلم: بن كاسبيت

(المضمون:خلف النبرة المهددة ونظرية الحرب ضد الارهاب يقف رئيس وزراء قابل للضغط وقع على صفقة شاليط وأطلق 1.027 مخربا عائدين الى المنطقة. والان هو، ونحن، نأكل ما طبخنا- المصدر).

 

1. "أين ايهود اولمرت عندما نحتاجه"، اشتكى أمس واحد من قادة اليمين على مسمعي. "في مثل هذا الوضع من اختطاف ثلاثة اسرائيليين، يجب الرد بقوة شديدة، في اللحظة التي تقرر بان حماس هي المسؤولة عن هذا، فان حماس هي التي يجب أن تدفع الثمن، نقدا وعلى الفور، وبكل القوة". رغم شكوى رجل اليمين هذا، المعروف لكم جميعا، فقد رفض المجلس الوزاري في منتهى السبت افكارا كفاحية طرحت فيه. هذا الزعيم اليميني الذي تحدث معي، بدا يائسا: "نصرالله يفكر الف مرة قبل أن يحاول اختطاف جنود لنا، بعد ما حصل له في 2006"، قال، "هذا هو الطريق الوحيد لردعهم. لا يوجد طريق آخر".

 

أو ربما يوجد: حكومة نتنياهو الحالية تفضل التقدم ببطء. الضغط الذي سيمارس على المسؤولين عن العملية سيكون ضغطا متوازنا يزداد تصاعدا. كل الوسائل المعروفة كالاعتقالات، الاطواق، المحاصرات، العقوبات، تقييد الحركة. لا أي شيء يسقط احدا من الكرسي. هكذا هو نتنياهو. في الاقوال قوي، اما في الافعال فاقل بقليل. بشكل عام هذا يقال في صالحه. فرغم انتمائه لليمين، فان نتنياهو ليس مغامرا، ودرسه في هذا المجال تعلمه بالطريق الصعب (خالد مشعل، نفق المبكى). وخلف النبرة المهددة ونظرية الحرب ضد الارهاب يقف رئيس وزراء قابل للضغط وقع على صفقة شاليط وأطلق 1.027 مخربا عائدين الى المنطقة. والان هو، ونحن، نأكل ما طبخنا.

 

2. الجميع يهاجم الشرطة. حسنا، بالاجمال هذه ليست هامة صعبة. الشرطة هي هدف تشخيصي شبه ثابت في مثل هذه الحالات. الشرطة هي جهاز الامن الاكثر هزالا ومهانة لدينا. فما نستثمره فيه، هو ما نحصل عليه بالمقابل.

 

منذ وقت غير بعيد أجريت جولة مع المفتيش العام يوحنان دنينو في مركز 100 في تل أبيب. والحقيقة هي أني أخذت انطباعا جيدا. نجاعة، حداثة، تركيز في "منح الخدمة للمواطن". كل شيء دقيق، كل شيء محسوب ومعدود. عدة ثوان بالمتوسط حتى الاستجابة، متابعة للمعالجة، نسبة شكاوى العبث وما شابه. الكثير جدا من الجهد توظفه الشرطة في مركزها الهاتفي، الذي هو نافذة العرض التي تربطها بالجمهور، وفي النهاية جندي واحد في الخدمة الالزامية يحول الى الشرطة بالاستدانة لا يفهم حقا همسة الفتى المخطوف الذي اتصل بـ "100"، وأمل في انه ينقذ نفسه وينقذ رفاقه.

 

حتى لو كنا نستثمر في الشرطة مليارات اخرى ونضيف 20 الف شرطي آخر، في النهاية ستوجد مكالمة تصل الى جندي لا يفهم ما الذي سمعه بالضبط، وها هو القصور. أقترح أن نهدأ قليلا، أن نتنفس عميقا، أن نركز الجهد على اعادة المخطوفين ونعالج هذا الغباء في وقت لاحق.

 

3. لا يمكن للمرء الا يتأثر، ينفعل ويثور في مواجهة ثلاثة عائلات، امهات، اعمام، آباء. الهدوء، الابتسام، الاعراب عن الشكر، العيون اللامعة، القوة الداخلية، هذه ميزة بنيوية لاناس مؤمنين يتفوقون فيها على أناس مؤمنين أقل (في إعادة صياغة لاقوال الرئيس المنتخب في خطاب فوزه). ما يحصل في هذه اللحظة حول العائلات الثلاثة، يدفىء القلب. بما في ذلك قلوب التل أبيبيين اليساريين الذين يعتقدون أنه يجب اعادة الجنود الى خلف الجدار وكل من يتبقى في الطرف الثاني، هذه مشكلته. ومرة اخرى، محظور أن ننسى: اختبار العائلات ليس بعد 48 ساعة، بل بعد 48 يوما. ليس بعد اسبوعين، بل بعد شهرين، وسنتين. نأمل جدا الا نصل الى هناك. وتساؤل آخر: في أثناء سنوات أسر جلعاد شاليط، كنت بين القلائل الذين أداروا حملة ضد تحرير مئات القتلة وضد الخضوع لاملاءات حماس. كنت بين القلائل في جمهور"ي"، العلماني، التل أبيبي ظاهرا، الوسطي – اليساري كهذا. من الجانب الاخر، الجمهور الاعتقادي، الصهيونية الدينية، ضم الكثيرين مثلي. وأنا أخاطر في الاعتقاد بان حتى أغلبية ابنائها يعتقدون بان صفقات كهذه تضر الشعب، الدولة، تضرنا جميعا. مشوق أن نعرف ماذا سيحصل هناك أيضا، اذا ما وصلنا الى المساومة.

 

4. إذ في النهاية، توجد جملة قالتها أول امس اميلي عمروسي في احدى المقابلات: "لا ينبغي أن نتهم الفتيان الثلاثة المخطوفين بالذنب في استخدام الركب بالمجان مثلما لا ينبغي أن نتهم فتاة اغتصبت لانها سارت وهي ترتدي تنورة قصيرة". يخيل لي ان كل من يتفق مع اميلي، ينتمي ايضا الى النادي الذي يرفض المفاوضات مع الفلسطينيين، يؤيد استمرار الاستيطان في كل أرجاء يهودا والسامرة، وبالتأكيد ايضا يتجول بالركب بالمجان في منتصف الليل بين القرى العربية.

 

بالمقابل، ثمة من يعتقد بان السكن في المناطق بين ملايين الفلسطينيين الذين يرون فيك محتلا ويتمنون موتك بالعذاب، وكذا التنقل في الركب بالمجان في ارجاء المنطقة، هو نوع من عدم المسؤولية. لا، نحن لا نتهم الفتيان، فقد تصرفوا حسب الانماط السائدة. نحن ببساطة مجرد نتساءل عجبا بتلك الانماط السائدة.