خبر السياسة" حاضرة في تشجيع غزة لـمنتخبات مونديال 2014

الساعة 12:08 م|15 يونيو 2014

غزة - وكالات


هلّل الفلسطيني "أحمد نعيم"، كثيرا لفوز "إيطاليا"، على "إنجلترا"، فجر اليوم الأحد.

لكن هذا التشجيع الحار، لم يكن بسبب مهارة "الإيطاليين"، وخبرتهم الكروية، وأهدافهم الجميلة، بل "نكاية" في "إنجلترا"، التي تسببت في "ضياع" أرض فلسطين التاريخية، وساندت اليهود على إقامة دولتهم على ترابها.

وعلى غير عادة الجماهير في أنحاء العالم، التي قد ترفع شعار "المتعة واللعب النظيف"، في تشجيعها للمنتخبات، تلعب السياسة دورا كبيرا في تأييد الفلسطينيين، للفرق الكروية.

و"نعيم"، البالغ من العمر (47 عاما)، واحد من هؤلاء الذين يرون في السياسة الوجه الآخر لكرة القدم، فما أن أعلن الحكم عن فوز ايطاليا على انجلترا حتى صفق كثيرا، لفوز "ايطاليا" على "إنجلترا"، التي تذكره بـوعد "بلفور".

وفاز منتخب إيطاليا فجر اليوم الأحد، على نظيره المنتخب الإنجليزي، بهدفين مقابل هدف، في المباراة  التي جمعت بينهما في ملعب "أرينا دي أمازونيا" في البرازيل في ثالث أيام مونديال 2014.

ويقول نعيم في حديث لوكالة الأناضول الأناضول إن إنجلترا، تذكّر الفلسطينيين بمأساتهم التاريخية، وأنه فور انتهاء المباراة بفوز ايطاليا هلل فرحا.

وتابع: " إيطاليا تُشجع إيطاليا تُشجع القضية الفلسطينية.. لن ننسى ذلك اليوم الذي أهدى فيه منتخبها بطولة كأس العالم عام 1982 للشعب الفلسطيني، الذي كان يتعرض لعدوان إسرائيلي في مُخيمات لبنان".

ولو أن إنجلترا فازت في المباراة لشعر الشاب "سامي رجب" (28 عاما)، بغيظ شديد على حد وصفه فهو لا يحبذ تشجيع الكرة الإنجليزية لأسبابٍ سياسية.

ويتابع رجب في حديثٍ لوكالة الأناضول: " أنا أكره كل شيء يذكرني بالسياسة البريطانية تجاه فلسطين، حتى الكرة.. يكفي وعد بلفور".

 و"وعد بلفور" هو الاسم الشائع المطلق على الرسالة التي أرسلها وزير الخارجية البريطاني آرثر جيمس بلفور بتاريخ الـ2 من نوفمبر/ تشرين الثاني 1917 إلى اللورد ليونيل وولتر دي روتشيلد، وقال فيها إن "الحكومة البريطانية تنظر بعين العطف إلى إقامة مقام قومي في فلسطين للشعب اليهودي، وأنها ستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية".

وفي كل عام يحيي الفلسطينيون ذكرى "بلفور" بدعوات تطالب بريطانيا بتقديم الاعتذار على تداعيات وآثار الوعـد.

ومع أن الكرة "أهداف ومتعة"، كما يؤكد الموظف الحكومي معاذ سليم (45 عاماً)، إلا أن السياسة تكون حاضرة في تشجيع المنتخبات المشاركة في كأس العالم.

ويتابع سليم لوكالة الأناضول: " نحن نميل كفلسطينيين إلى تشجيع المنتخبات التي تساند قضيتنا، فلا يمكن لنا أن نشجع منتخب "أمريكا"، حتى لو قدّم كرة جميلة، فلا يمكن أن ننسى الدعم الذي تقدمه أمريكا لإسرائيل، التي تواصل انتهاكاتها ضد الفلسطينيين ليل نهار، بل إن خسارتها تعد فرحا لكثير من الرافضين لسياستها في فلسطين والمنطقة العربية".

والسياسة هي الوجه الآخر للكرة كما يرى الطالب الجامعي "معاذ محمد" "19 عاما"، فتشجعيه للمنتخبات يعود بالدرجة الأولى إلى تصنيفها كداعمة للقضية الفلسطينية أم لا.


ويميل "عبد الكريم عبيد" "32 عاما" لتشجيع البرازيل، والمنتخبات الإفريقية لكونها كما يقول داعمة للقضية الفلسطينية، وقضايا الأمة العربية بشكل عام.

وأضاف: " منتخبات كروسيا وأمريكا وإنجلترا لا يمكن أن نشجعها بشغف، قد نميل للكرة الجميلة في كثير من الأوقات أيا كان المنتخب، ولكن سرعان ما يفرض الاسم نفسه، والسياسة والكرة يلتقيان في كثير من التفاصيل".

وانطلق الخميس الماضي مونديال البرازيل 2014"" في نسخته الـ20 ويستمر حتى الـ 13 من يوليو/تموز القادم، بمشاركة 32 منتخباً.

ويتوافد الغزيّون على المقاهي التي تتباري، في خطب ود عشاق كرة القدم الأوروبية، وجذب جماهيرها، من خلال توفير شاشات عرض ضخمة لمتابعة مباريات "مونديال 2014".

وتتنافس المقاهي في غزة بجذب عشاق كرة القدم من خلال عرض أعلام الفرق المشاركة في المونديال، وصور أشهر اللاعبين، وبث إعلانات تضج بالإثارة والحماس.

وتجاوبا مع هذا الحدث الكروي العالمي، قدّمت الصحف الفلسطينية اليوميـة الأربع (القدس، والأيام، والحياة، وفلسطيـن) ملاحق رياضية خاصة لقرائها، بعناوين مُثيـرة ولقاءات ممُيـزة، عن "المونديال"، ومتابعة أخبار البطولة وتحليل مبارياتها.

ويرى الغزيون في المونديال متنفسا يبعدهم عن أجواء الحصار والواقع الإنساني والاقتصادي الصعب.