خبر صحفي « إسرائيلي »: تعنت « إسرائيل » بحق الأسرى استدعى خطف المستوطنين

الساعة 07:34 ص|15 يونيو 2014

القدس المحتلة

رأى الصحافي "الإسرائيلي" غدعون ليفي أن حكومة بنيامين نتنياهو "الإسرائيلية" استدعت تنفيذ عملية خطف المستوطنين الثلاثة، بسبب تعنتها بكل ما يتعلق بسياستها تجاه الفلسطينيين.

وكتب ليفي في مقاله الأسبوعي في صحيفة "هآرتس"، اليوم الأحد، أنه "مهما يحدث، وإذا خرجوا (المخطوفون) بسلام أو لا، وإذا كان المسؤول عن تنفيذ العملية الجهاد العالمي أو المحلي، فإنه لا يمكن تجاهل سياق العملية. وربما تكون قد نزلت بصورة مفاجئة على أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية المتطورة بصورة منهكة، لكن ليس بإمكانها مفاجأة أحد".

وشدد ليفي على أن "من يرفض بعناد إطلاق سراح أسرى فلسطينيين، وبعضهم مسجون منذ عشرات السنين، وقبل التوقيع على اتفاقيات أوسلو، وبعضهم تعهدت إسرائيل بإطلاق سراحهم؛ ومن يسجن معتقلين لسنوات بدون محاكمة؛ ومن يتجاهل الإضراب عن الطعام الذي يخوضه الأسرى ’الإداريين’، الذين يحتضر قسم منهم في المستشفيات؛ ومن يعتزم إطعامهم عنوة، ومن يسعون إلى سن قوانين جارفة ضد إطلاق سراحهم – ألا يتظاهروا بأنهم فوجئوا أو تزعزعوا من عملية الاختطاف. هم الذين استدعوها".

وتطرق ليفي إلى الاستعلاء "الإسرائيلي" العنصري تجاه الفلسطينيين، وكتب أن "إسرائيل حررت كل واحد من أبنائها، وتجاهلت باستعلاء طوال سنين خوف المجتمع الفلسطيني على مصير الأسرى. والقلق على الأبناء مسجل كأنه اختراع إسرائيلي حصري ومثله تمجيد أبطال النضال الوطني أيضا. مائير هار – تصيون (الذي نفذ عمليات قتل انتقامية ضد الفلسطينيين) هو بطل قومي بينما أحمد سعدات هو قاتل نذل. وغلعاد شاليط كان شخص منا فقط بينما (الأسير) وليد دقة، الذي يقبع في السجن الإسرائيلي منذ 30 عاما، بسبب عضويته في خلية قتلت جنديا، ومن دون إجازة واحدة ومن دون زيارة اختلاء واحدة، لا يهم أحدا هنا. وجميع آلاف الأسرى الفلسطينيين لا يهمون أحدا.

وخلال الأسبوع الماضي أشغلت مدبرة منزل (عضو الكنيست والمرشح لرئاسة إسرائيل) مائير شيطريت الرأي العام أكثر بكثير من معاناة 125 أسيرا مضربين عن الطعام، الذين يتضورون جوعا منذ 53 يوما. وبين آلاف الأسرى الفلسطينيين يوجد قتلة أنذال، لكن كثيرين آخرين هم أسرى سياسيون وينظر إليهم على أنهم أبطال النضال الوطني الفلسطيني. وهكذا هو الحال في أي كفاح وطني. ويقف خلفهم مجتمع كامل، قلق على مصيرهم ليس أقل مكن قلق الإسرائيليين على مصير أعزائهم".

وأضاف ليفي أنه "بعد التسبب بموت العملية السياسية، أغلقت إسرائيل بوابات سجونها، وكانت الرسالة الإسرائيلية للفلسطينيين واضحة وضوح الشمس: بالإمكان تحرير أبنائكم منذ الآن بعمليات عنيفة فقط. وتم استخلاص الدروس يوم الخميس الماضي. لكن كان لعملية الاختطاف سياق أوسع من تحرير الأسرى".

ورأى ليفي أنه "أسدِل الستار على العملية السياسية، وأسدل معه الستار على الأمل الفلسطيني الأخير بتحرر وطني بواسطة عملية سياسية. وعادة الحياة في إسرائيل والمستوطنات إلى طبيعتها، وهي حياة الحرية والازدهار، والبرامج الحوارية المسلية، التي يمسها الاحتلال بها أبدا. وليس هكذا هي الأمور بالنسبة للفلسطينيين: ليس لديهم شيئا من كل هذا، وأي تأجيل للحل هو بالنسبة لهم استمرار للعيش في المعاناة والإذلال والتنكيل. ومن يعتقد أنهم سيجلسون هادئين بانتظار أن تتكرم إسرائيل وتقرر تغيير ذوقها أو حكومتها، هو واهم ومخطئ. ومن يعتقد أن المستوطنين سيستمرون بالعيش في أمان في المناطق (المحتلة) تنتظره خيبة أمل: إن عملية الاختطاف كانت جرس إيقاظ فقط لما قد يحدث. نعم، إن الطريق الوحيدة المفتوحة أمام الفلسطينيين من أجل تذكير الإسرائيليين بوجودهم وبقضيتهم، هي طريق النضال العنيف، بعد أن تم سد كافة الطرق الأخرى. فإذا لم تطلق غزة صواريخ القسام تكون غير موجودة. وإذا لم يتم خطف تلاميذ معاهد دينية يهودية في الضفة، فإن الضفة تختفي من الوعي الإسرائيلي".

وخلص ليفي إلى أن "عملية اختطاف أو قتل غايتها تحطيم العجرفة الإسرائيلية التي لا تحتمل ولذلك هي ليست مفاجئة. وهذه العجرفة سجلت في الشهور الأخيرة أرقاما قياسية لا يمكن استيعابها: انتبهوا إلى التفاهات التي أشغلت الإسرائيليين. وهذا التذكير الذي نزل الآن على رؤوسنا هو مجرد تمهيد لما هو متوقع إذا استمرينا بالعيش بين خزينة فؤاد (عضو الكنيست بنيامين بن اليعزر) والقبلة في برنامج ’الأخ الأكبر’. لأنه هكذا هي الطبيعة المغيظة للاحتلال: فهو سيلاحقنا حتى لو غرزنا رؤوسنا في الرمال أكثر".