خبر الرئيس أبو مازن بين المطرقة الاسرائيلية وضغوط الشارع الفلسطيني

الساعة 09:43 ص|14 يونيو 2014

أطلس للدراسات

في اللحظة التي عبر فيها الفلسطينيون بغالبيتهم عن فرحتهم العارمة بخبر اختفاء آثار المستوطنين الثلاثة متوجهين لله بالدعاء أن تكون عملية أسر لهم، وأن يسدد خطوات الآسرين ويوفقهم؛ فقد شعرت السلطة وأجهزتها ورئيسها بمشاعر مختلفة، وسيطر عليها الخوف والقلق والارباك والاحراج، فهي تدرك بحكم التزاماتها السياسية والأمنية، وبحكم موقفها النابذ لأعمال "العنف" أنها مضطرة أن تمضي قدماً في التعاون مع إسرائيل على كافة المستويات سراً وعلانية لتطويق العملية وانقاذ المستوطنين، أو الوصول الى أماكن دفنهم والقاء القبض على المنفذين، أو على الأقل التأكد بعدم وصول المستوطنين والمنفذين الى مناطق سيطرة السلطة.

أبو مازن الذي تلقى بالأمس اتصالات من نتنياهو وكيري، وآخرين كثر، لا بد أنه أكد على استعداد السلطة للتعاون في الجهود الخاصة بعملية البحث، كما أنه أصدر أوامره للمستويات الأمنية للعمل والتعاون في هذا الاتجاه.

إنه يوم حالك السواد بالنسبة لأنه يعرف حجم المشاعر الوطنية التي تنتاب الفلسطينيين، لا سيما في ظل اضرابات الأسرى، وبعد أن خذلته إسرائيل في الوفاء بالتزامها بإطلاق سراح أسرى الـ 48، وهو كفلسطيني لابد أنه يشعر بذات المشاعر التي يشعر بها شعبه، كما يدرك حجم الغضب الشعبي الذي سيثيره عليه موقفه المتعاون مع إسرائيل، وحجم الخسارة الشعبية لرصيده ورصيد السلطة بين الفلسطينيين، ومن بينهم أيضاً أبناء حركة فتح الذين يلعنون اليوم الذي يجب أن يدافعوا فيه عن التعاون مع اسرائيل بهدف اقتفاء آثار الخاطفين وتحرير المخطوفين.

مع ذلك؛ فإن الرئيس سيبقى مخلصاً لموقفه ومتمسكاً به بصلابة، مستنداً إلى انه يعمل على حماية الكل الفلسطيني وحماية المشروع الوطني من الانزلاق نحو "العنف والفوضى" التي تريدها اسرائيل حسبما يعتقد؛ وهو يتسلح أيضاً بما يعتقد أنه نظرة كلية للصورة وللمصلحة العامة الفلسطينية، التي لا تتيه تحت ضغط الواقع شديد التعقيد وعنجهية الاحتلال، وتسيطر عليها التفاصيل التي قد تحرفها عن مسارها.

وعلى كل سواء كان الرئيس هو العاقل الوحيد أو المخطئ الكبير؛ فإنه لا شك يعيش في لحظات حرجة وقاسية، وقد تكون مصيرية، ومن الواضح أنه سيدفع ثمناً كبيراً من سمعته ورصيده بين الفلسطينيين، كما ان نتنياهو سيكون حريصاً لأن يوظف العملية ليجبي ثمناً سياسياً إضافياً من الرئيس ومن السلطة، أي انه سيدفع هنا وهناك.