خبر مخابرات الاحتلال يجمع قطع اللغز..هكذا يعمل الشاباك لتعقب آثار المفقودين!!

الساعة 08:24 ص|14 يونيو 2014

غزة

عملية اختطاف التلاميذ الثلاثة، على ما يبدو، والتي حدثت في الضفة الغربية أول من أمس الخميس حوالي الساعة العاشرة ليلاً، والتي لم تكتشف إلا صباح الجمعة لسوء الحظ؛ الأمر الذي أدى إلى فقد الاجهزة الاستخباراتية وقوات الأمن وقتاً نفيساً في مهمة تعقب آثار المختطفين والطريق التي سلكها الخاطفون لإخفائهم.

ويشبه عمل المخابرات عمل تجميع قطع الصورة المبعثرة، وذلك أنهم لا يملكون إلا قطعاً صغيرة متفرقة، ومع ذلك يقول التاريخ ان جهاز الأمن العام الذي يقود الجهود الاستخبارية لتقفي آثار المختطفين، يمكنه أن يخرج الماء من الصخور الصماء حتى ولو بعد حين، وقضية نحشون فاكسمان هي أحد الأدلة على ذلك، حيث واصل الشاباك في حينه بإصرار تعقب آثار الجندي المختطف في قطاع غزة، بعد خروج شريط فيديو يظهر فكسمان بين أشجار النخيل في غزة، ولم يتنازل الشاباك في حينها، وفتش تحت كل حجر في القطاع تقريباً بحثاً عن أي معلومة استخبارية إلى أن عثر على سائق سيارة أجرة ساعد في الاختطاف، وقد كشف التحقيق معه معلومات ذات جودة عالية جداً، فقد نجح محققو الشاباك باستخراج معلومات عن المكمن الذي أخفي فيه الجندي، ورسم دقيق جداً للمبنى وتفاصيل حول الغرفة التي يحتجز فيها فاكسمان، وحتى عدد الحراس الذين في المبنى، غير أن عملية الانقاذ قد فشلت، وقتل فاكسمان ومعه ضابط مشارك في عملية الإنقاذ، وأصيب سبعة من الجنود، واليوم أيضاً وبنظرة الى الوراء يمكن التقدير أن المعلومات التي جمعها الشاباك كانت محمودة.

المخابرات التقليدية تسلم البضاعة

في عملية الاختفاء التي اكتشفت أمس تتصاعد التقديرات بأنها فعلاً عملية اختطاف، الهدف منها ابقاء المختطفين أحياء للتمكن من المساومة عليهم مقابل الافراج عن أسرى، غير أنه وعلى ما يبدو تشوش شيء ما، ولكن المختطفين ظلوا أحياء، الأمر الذي يسهل عملية جمع المعلومات من خلال علامات يتركها المخطوفون أو أخطاء يرتكبها الخاطفون ويتعقب آثارها الشاباك، وفي حال أن الشبان ليسوا على قيد الحياة فإن مهمة تعقبهم ستكون أصعب كثيراً.

وقال موقع أطلس للدراسات ان الشاباك يستخدم الأسلوب التقليدي القديم الجديد، والذي لا يمكن الاستغناء عنه في عهد التكنولوجيا الحديث، حيث ينشر الشاباك كماً كبيراً من العملاء على طول الضفة الغربية وعرضها، والجهد الاساسي للمخابرات هو محاولة التسلل الى الخلايا الارهابية والتنظيمات المستبعدة، واستخدامهم في لحظات الحسم الدقيقة، وتكون التنظيمات الارهابية على علم بجهود الشاباك المبذولة لاختراقها، لذلك فإنهم يتخذون تدابير وأساليب وقاية مشددة واستخدام العملاء يجب أن يتم بطريقة مدروسة لضمان عدم "حرقهم".

الأداة الاضافية الثانية، وهي التكنولوجيا وتطور استخدام أجهزة الهاتف النقال، والذي يعطي المخابرات تواصلاً مباشراً على مدار الساعة، تطوير مخابراتي يؤسس رموزاً تمكن من الحصول على معلومة من اتصال أرضي أو نقال، ابتداءً من تسجيل صوتي أو فيديو أو SMS أو إعلان إعلامي في وسائل صحفية معلنة أو مخفية عبر الانترنت والبريد الالكتروني أو حتى عبر مواقع التواصل الاجتماعي مثل الفيسبوك والتويتر.

وفي حالة اختطاف الشبان الثلاثة؛ فإن المطلوب من الشاباك تجميع قطع الصورة اللغز والبحث عن شظايا معلوماتية ضرورية ورمزية في عالم التعاون الاداري بهدف التوصل الى الخاطفين أو الى الشبان المخطوفين؛ والمقصود هنا عملية معقدة على رجال المخابرات فيها أن يعرفوا كيف يعتصرون الماء لاستخراج المعلومة المهمة والضرورية لتجميع أجزاء اللغز.

والى جانب الجهود الاستخبارية هذه ينضم ضغط الأجهزة الأمنية والمستوى السياسي في اسرائيل على السلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية لتعقب أثر المفقودين بالبحث عن رموز أو معلومات تدل على الخاطفين، بالإضافة إلى تفقد السيارة التي وجدت في المنطقة، وتفحص التوثيق عبر كاميرات المراقبة على طول طريق الاختطاف واستخدام وسائط تكنولوجية أخرى، وإحدى التحديات الحقيقية هي الحفاظ على السرية حول المعلومات التفصيلية التي عثر عليها الى الآن خشية وقوعها في أيدي الخاطفين أو من يساعدهم، لذلك فإن العملية الاستخبارية ترافقها أخرى فسيولوجية (نفسية) تهدف الى تضليل العدو بهدف اعاقته.