خبر عريقات: التسجيل الذي جرى نشره أخرج من سياقه

الساعة 06:54 ص|13 يونيو 2014

غزة

 

نفى الدكتور صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين أن يكون هناك خلاف شديد قد وقع بينه وبين الرئيس محمود عباس، دفعه للاستقالة من منصبه، لعدم أخذ الرئيس بتوصياته ومن بينها الانضمام لمحكمة الجنايات الدولية، وهاجم خلاله رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بوصفه «مجرم حرب سافل وساقط»، في الوقت الذي كشف فيه عن اجتماع قريب للجنة الوزارية الخاصة لبحث الانضمام إلى المزيد من الهيئات والمواثيق الدولية، وبينها «محكمة الجنايات».

وقال عريقات في تصريح صحافي نشره على صفحته الخاصة على موقع «فيس بوك» أن ما نشر من تسجيل صوتي له حول المفاوضات جرى اجتزاءه.

وأضاف «أنا قلت الكلام الوارد في التسجيلات في إطار ندوة عامة عقدتها، وما جرى هو اقتطاع أجزاء من كلامي وتوصيلها بطريقة تخرجه عن سياقه».

عريقات وهو عضو في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ورئيس طاقم المفاوضات الفلسطيني قال أن «هناك تحريف في الكلام هدفه تشويه الحقائق». وقاد عريقات مفاوضات السلام مع الجانب الإسرائيلي برعاية أمريكية، التي انطلقت في تموز/ يوليو من العام الماضي، وانتهت في نهاية نيسان/ أبريل الماضي، دون أن تقدم أي نتائج ملموسة.

وكثيرا ما حمل عريقات الجانب الإسرائيلي وبالأخص رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مسؤولية تعثر المفاوضات، على اعتبار أن الائتلاف الحكومي الذي يقوده نتنياهو لا يريد السلام.

وكان عريقات من القيادات الفلسطينية التي أوصت بعد تنصل إسرائيل من استحقاقات مرحلة المفاوضات، بعدم إطلاق الدفعة الرابعة من الأسرى، بالانضمام إلى المعاهدات الدولية الـ 15.

وسبق نفي المسؤول الفلسطيني أن نشر تسجيل صوتي على العديد من المواقع الفلسطينية، منسوبا للدكتور عريقات يتحدث فيه عن بعض ما كان يجري في المفاوضات من كواليس، إضافة إلى حديثه عن الحوارات التي كانت بينه وبين الرئيس عباس، والتي حسب التسجيلات اعتلاها الخلاف في جهات النظر، دفعته للاستقالة.

ومن بين ما جاء في التسجيلات طلبه من الرئيس عباس الانضمام إلى معاهدة روما ومحكمة الجنايات الدولية، والتي من خلال هذه الاتفاقيات تستطيع السلطة الفلسطينية والتي أصبحت دولة باعتراف الأمم المتحدة محاكمة قادة الاحتلال الإسرائيلي على أنهم مجرمي حرب.

وجاء على لسانه «عندك إمكانية (يوجه حديثه للرئيس) تخلي نتنياهو ميسفرش لأي محل في العالم، إلا من مطار بن غريون إلى مطار نيويورك». ويضيف وهو يصف نتنياهو «مجرم حرب ساقط وسافل وخليه يستلم من النهر للبحر»، وكذلك وصف نتنياهو بانه «منحط أيدلوجي»، وذلك وهو يعلق على المطالبات الإسرائيلية بضم المناطق الفلسطينية.

وجاء في التسجيل أن نتنياهو لم يبق للرئيس عباس أي سلطة، ويضيف وهو يطالب بالالتحاق بمحكمة الجنايات «أنا شو عندي إشي أخسر». ويشير إلى أن نتنياهو «ما في منه فايده» وذلك بشأن قناعته بعملية السلام، ويؤكد أن الإدارة الأمريكية والرئيس باراك أوباما يعلمان ذلك.

ويشير إلى أن فلسطين ليست لكل شخص ولد في فلسطين، بل «لكل إنسان عربي مسلم»..

ومن بين ما جاء في التسجيل بعد أن هاجم عريقات نتنياهو على أنه دمر عملية السلام قال «بلا مؤاخذة أبو مازن غلطان كمان».

وقال أنه بسبب عدم أخذ الرئيس بنصحه بشأن المفاوضات، قدم استقالته مرتين. وفي التسجيل يقول كبير المفاوضين الفلسطينيين «هذه المنطقة لن تقوم لها قائمة دون دولة فلسطين على الخارطة».

ومنذ أن انتهت المفاوضات بنهاية نسيان/ أبريل الماضي، لم تقدم الإدارة الأمريكية أي حلول مرضية للفلسطينيين لتمديدها لرفض إسرائيل تلبية شروط هذه المفاوضات، بتجميد الاستيطان وإطلاق سراح الدفعة الرابعة من الأسرى.

وأكد مسؤولون فلسطينيون في أوقات سابقة أن هناك توجهات للانضمام إلى مزيد من المنظمات الدولية كرد على تعنت إسرائيل، وعلى اعتبار الأمر حق فلسطيني بعد الحصول على صفة «دولة مراقب» في الأمم المتحدة. وفي هذا السياق ذكرت وكالة «معا» المحلية أن اللجنة الوزارية التي عينها الرئيس عباس تعتزم الاجتماع نهاية الشهر الحالي في رام الله، لدراسة المسائل المتعلقة بالاتفاقيات الجديدة التي انضمت من خلالها فلسطين للهيئات الدولية، وكذلك الاتفاقيات الجديدة المنوي توقيعها.

ونقلت عن مصادر دبلوماسية فلسطينية القول أن اللجنة التي يرأسها وزير الخارجية رياض المالكي، وعضوية الدكتور عريقات والسفير الفلسطيني في الأمم المتحدة رياض منصور، والوزارات ذات العلاقة بالهيئات الدولية المنوي الانضمام لها سوف تلتقي في الأيام من 25 إلى 27 من حزيران/ يونيو الجاري في رام الله.

وكشفت المصادر أن السلطة حضرت مجموعة أخرى للالتحاق بالوكالات الدولية المتخصصة والتي تتجاوز الـ 500 هيئة ووكالة دولية.

وتشير المصادر الى أن كل يوم تصبح هناك اتفاقية دولية جديدة كاتفاقية الاتجار بالأسلحة الخفيفة ATT، لافتا إلى أن فلسطين تحتاج فقط إلى رسالة يبعث بها الرئيس إلى الأمين العام للأمم المتحدة كي تصبح عضوا فيها.

وحسب المصادر فإن السلطة تعد فريقا قانونيا كي يقوم بكتابة التقارير التي تنسجم مع تشريعات تلك الهيئات. وأضافت «الالتحاق بالمحكمة الجنائية الدولية فنيا سهل جدا، لكنه بحاجة إلى قرار سياسي من قبل الرئيس عباس».

ومن خلال هذه الاتفاقية تقول المصادر «نستطيع مطاردة قادة إسرائيل كمجرمي حرب، دون مقدرة إسرائيل أن تقدم اي طلب ضدنا لأنها ليست طرف فيها».

وتستعد فلسطين للالتحاق باتفاقية تغيير المناخ، واتفاقية قانون البحار، وتضيف المصادر الدبلوماسية أن هاتان الاتفاقيتان مهمتان جدا لفلسطين، لا سيما قانون البحار والذي من خلاله سوف يتم فيه الطلب بحقوق فلسطين بالثروات في قاع البحار.

والتحقت فلسطين بخمسة عشر ميثاق ومعاهدة دولية مطلع نيسان/ أبريل الماضي، ومنحها ذلك مؤخرا لأول مرة كدولة التصويت في انتخاب أعضاء لجنة حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، باعتبارها طرفا في الاتفاقية، وسيكون لفلسطين الحق في التصويت أيضا قبل نهاية الشهر الحالي في المؤتمر الدولي الخاص بحقوق المرأة وحقوق الطفل.