خبر الاحتفالات تهزم الاحتجاجات في البرازيل بعد أول فوز بالمونديال

الساعة 05:15 ص|13 يونيو 2014

وكالات

 

اندفع البرازيليون للشوارع احتفالاً بعدما انتصر منتخبهم الوطني في المباراة الافتتاحية لكأس العالم لكرة القدم اليوم الخميس لكن احتجاجات عنيفة تناثرت هنا وهناك لتذكر بأن عدداً كبيراً من أبناء البلد المضيف لا يزالون غاضبين من إنفاق المليارات على استضافة البطولة.

وارتدى ملايين المشجعين أزياء الفريق البرازيلي المميزة بالألوان الأصفر الزاهي والأخضر والأزراق وهتفوا فرحاً بالفوز على كرواتيا بثلاثة أهداف مقابل هدف في ساو باولو واستمرت احتفالاتهم مع حلول الليل.

وساد الحزن لوقت قصير في عموم البلاد بعدما تأخرت البرازيل بهدف سجلته كرواتيا لكن الألعاب النارية أطلقت والأبواق ضربت والطبول دقت حين أنهت البرازيل المباراة منتصرة 3-1.

ورغم القلق من المرور ومن حالة الاستاد في ساو باولو الذي تأخر تجهيزه لستة أشهر ولم يتم اختباره بشكل جيد قبل المباراة فإنه لم ترد تقارير أولية عن أي مشاكل لوجيستية كبرى..وانطفأ نحو ربع أنوار الملعب لفترة قصيرة أثناء المباراة لكنها سرعان ما عادت للعمل.

وقالت ناتيا سوزا وهي مشجعة تسكن في ساو باولو "رغم كل الجدل.. هذه هي كأس العالم ونحن البرازيليون. نحتاج لأن ننسى أي شيء عن ذلك الآن لنشجع البرازيل."

وحتى التفاف الجمهور البرازيلي حول منتخبه الوطني على أرضه بعد عام من احتجاجات محورها استضافة النهائيات فإنهم لم يحسنوا استقبال رئيسة البلاد ديلما روسيف خلال حفل الافتتاح.

وهزت احتجاجات ضخمة في الشوارع البلاد في العام الماضي ورغم أن حجمها تراجع كثيراً مؤخراً إلا أن مسؤولين يتوقعون أن يحاول مئات من المتعصبين الاحتجاج من جديد.

واشتعلت الاحتجاجات في عدد كبير من المدن مستضيفة البطولة وعددها 12 مدينة بينها ساو باولو وريو دي جانيرو وبيلو هوريزونتي ، وشهدت بعض الاحتجاجات تجمعاً لأكثر من ألف شخص بينما لم يزد العدد في أخرى على بضع مئات.

وقبل ساعات فقط من انطلاق المباراة الافتتاحية اندلعت اشتباكات بين قوات الشرطة ومتظاهرين ، وقال متحدث باسم الشرطة العسكرية في ساو باولو إن الشرطة أطلقت الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية لتفريق أكثر من 100 متظاهر كانوا يحتجون على الإنفاق الحكومي على الحدث الرياضي الكبير.

وبعد ساعتين تجمع المتظاهرون ثانية واشتبكوا مع الشرطة مرة آخرى وألقوا الحجارة وأشعلوا النيران في بعض النفايات ، وقالت الشرطة إن خمسة أشخاص على الأقل أصيبوا خلال هذه الاشتباكات.

وكان المحتجون يحاولون قطع طريق يؤدي إلى استاد كورنثيانز ارينا الذي استضاف مباراة الافتتاح بين البرازيل وكرواتيا.

واعتقل أكثر من عشرة أشخاص في بورتو اليجري بجنوب البلاد.

ويقول برازيليون إن البلاد ستمضي قدماً بمجرد بدء المنافسات خاصة إذا ارتقى فريقهم لمستوى التوقعات وفاز بالبطولة للمرة السادسة وهو رقم قياسي.

وقال روجيريو سوزا وهو مشجع في ساو باولو: "انتظروا فقط حتى تبدأ البرازيل في الفوز. حينها سترون الناس في الشوارع" رغم أنه حذر من أن الفشل قد يؤدي لمزيد من السخط.

وأضاف: "يحصي البرازيليون الألقاب فقط. لا أحد يهتم بالمركز الثاني. اذا لم يفوزوا بالكأس على أرضهم.. ستنهمر الانتقادات."

وترفض الرئيسة روسيف الشكوى من الانفاق الضخم والتأخير في اعداد الاستادات والمطارات وتراهن أن البرازيل ستقدم عرضا مبهرا داخل وخارج الملعب.

لكن قائمة المشاكل المحتملة طويلة. ففي الواقع ربما يثبت في النهاية أن استضافة كأس عالم ناجحة أصعب على البرازيل من الفوز بها.

ويبدو الخطر الرئيسي بالنسبة للجماهير والحكومة هو احتجاجات الشوارع العنيفة.

وهناك خطط لاحتجاجات واضرابات عمالية في 12 مدينة ستستضيف البطولة بينها إبطاء في العمل عن طريق بعض عمال المطار في ريو دي جانيرو رغم أن التهديد بإضراب طويل في مترو الأنفاق في ساو باولو تراجع.

وكست بعض الأعمال في ريو أبوابها ونوافذها بألواح خشبية في وقت متأخر من يوم أمس الاربعاء تحسبا لاندلاع أعمال عنف. وتستضيف ريو دي جانيرو سبع مباريات في كأس العالم بينها المباراة النهائية ، والاستاد نفسه كان مصدراً للقلق.

ولم يتم تسليمه فقط متأخراً بستة أشهر وبتكلفة بلغت 525 مليون دولار - وهو ما يزيد بنحو 150 مليون دولار عن الميزانية المحددة - لكن بسبب التأخير ستكون مباراة الخميس الأولى في الاستاد بكامل طاقته.

وقالت ليزبيث سيلفا التي تعمل في مدرسة في ساو باولو "أصلي من أجل ألا يحدث أي شيء خطأ. تسمع عن كل هذه المشاكل.. لكن لا تزال ترغب في تشجيع البرازيل."

ويتخطى الأمر في البرازيل كأس العالم نفسها.

وتسعى روسيف لاعادة انتخابها في أكتوبر وخروج البطولة بشكل سيء من المرجح أن يؤدي لتراجع شعبيتها وهي تحت التهديد بالفعل. وتظهر الاستطلاعات أنها تتقدم حالياً بنحو عشرة في المئة من النقاط على منافسها المحتمل إذا امتد التصويت لجولة ثانية مثلما تتوقع الغالبية.

وأي مشاكل لوجيستية واضطرابات قد تؤذي بشكل أكبر سمعة البرازيل بين المستثمرين التي عانت منذ تراجع نهضة اقتصادية استمرت لعقد كامل عقب تولي روسيف الرئاسة.

وعلى الأقل هناك عامل وحيد من المتوقع أن يكون متعاونا اليوم الخميس وهو الطقس ، وتتوقع الأرصاد سماء صافية وحرارة تبلغ 24 درجة مئوية وهو طقس دافيء بالنسبة لشتاء النصف الجنوبي من الكرة الأرضية.

والمنتخب البرازيلي - الذي يقوده المهاجم نيمار البالغ عمره 22 عاما - مرشح بقوة للفوز على كرواتيا.

ومع تقدم البطولة قد تساعد أيضاً حماسة الجماهير الأجنبية - التي تتوافد بالفعل بأعداد كبيرة على المدن المستضيفة - على تخفيف التوتر بين البرازيليين أنفسهم.