خبر الغارديان: 30 ألف جندي عراقي فروا أمام 800 مسلح

الساعة 07:06 م|12 يونيو 2014

وكالات

اعترف مسؤولون عراقيون لصحيفة "الغارديان" البريطانية، أن فرقتين من الجيش العراقي قوامهما 30 ألف جندي، فرتا من أمام 800 شخص من المسلحين، الذين فوجئوا بالسهولة التي سيطروا فيها. وقالوا إن الجنود أدراوا ظهورهم وتركوا لهم القواعد العسكرية.

 

وأضافت الصحيفة أن المقاتلين التابعين لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش"، تجولوا في شوارع الموصل بدون أية معوقات، فيما اختنقت الشوارع بالسيارات وازدحمت على طول الطريق بين كركوك والموصل، وقال "أبو عبدالله" الذي وصل مدينة أربيل الكردية، "فجأة انسحب الجيش ولم يبق جيش ولا شرطة، فقط المقاتلون الذين لا نعرف من هم لأنهم ملثمون".

 

وتنقل عن سائق سيارة أجرة اسمه شيرزاد، كان ينقل الجنود الهاربين من الموصل إلى مناطق الأكراد، إن "سوق السلاح انخفضت أسعاره بسبب تخلي الجنود عن أسلحتهم".

 

ونُقلت كميات كبيرة من الأسلحة المنهوبة من الجيش العراقي لسوريا، حيث أصدر تنظيم داعش شريط فيديو ظهرت فيه الأسلحة هناك، ولهذا يفهم الحصار السهل الذي فرضته قوات التنظيم على مدينة دير الزور في الوقت الذي دخلت فيه بسهولة لمدينة صدام حسين، تكريت وأقامت نقاط التفتيش، فيما دخلت مدينة بيجي النفطية.

 

وأكدت مصادر في الحسكة للصحيفة أن كميات كبيرة من الأسلحة وصلت محملة بالشاحنات للحدود السورية مع العراق، وكان في استقبالها القيادي في التنظيم عمر الشيشاني.

 

وأشارت البيانات التي صدرت عن التنظيم ووضعت على الإنترنت أو اليوتيوب بأن الهجوم على الموصل يعني بداية النهاية لمعاهدة سايكس- بيكو التي قسمت البلاد العربية وقسمت الورثة العثمانية.

 

ومنذ العام الماضي والتنظيم يعمل بهذا الاتجاه حيث قام بالتحرك في مناطق شمال سوريا والأنبار في غرب العراق، وفي الطريق لهذا الهدف استطاع الحصول على الأسلحة التي أعطته الثقة بالنفس، لكن الموصل تعتبر الجائزة الكبرى، وهو إنجاز بالتأكيد سيضعف سلطة رئيس الوزراء نوري المالكي وجهوده ليؤمن ولاية ثالثة له في الحكم، ويشل مؤسسة الجيش الذي نظر إليه باعتباره المؤسسة الوحيدة المتماسكة في البلاد، كما أدى لانهيار دعاوي الأمريكيين أنهم أقاموا جيشا موحدا.

 

وقالت الصحيفة إن هجوما مضادا متوقعا من البيشمركة، القوات الموالية لحكومة كردستان الإقليمية. ونقل عن الجنرال هالغورد حكمت المتحدث باسم هذه القوات: "الانهيار المفاجئ للجيش العراقي لم يترك لنا أي خيار إلا ملء الفراغ في بعض المناطق لأننا لا نريد فراغا أمنيا".

 

 

وبدوره اتهم المالكي بعض الجنرالات بالإهمال في محاولة منه لحرف اللوم عنه. مع أن الحكومة الأمريكية القت اللوم على سياسات المالكي الذي تعامل بقسوة مع مطالب السنة، ودعا متحدث باسم الرئيس الأمريكي باراك أوباما، جوش إرنيست كل الأطراف في العراق للتحرك وحل المشاكل العالقة.

 

ويرى المحلل جيسون بيرك الذي كتب من ضمن متابعات الصحيفة أن تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام (د.ا.ع.ش) لم يتوقع سقوط الموصل، فقد كان يفضل الأساليب الهجومية والمعارك السريعة ومن ثم الانسحاب. وفي هذه المرة فتح هروب الجيش العراقي نافذة للسيطرة، بحسب الصحيفة.

 

وسيواجه زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي عددا من الأسئلة حول الاستمرار في احتلال والاحتفاظ بمناطق، ولكن الموصل ليست أول مدينة تقع في يد البغدادي فمنذ بداية العام الحالي سيطر د.ا.ع.ش على الفلوجة والرمادي ويسيطرون منذ أكثر من عام على الرقة.