خبر رئيس فوق كل الاختلافات- اسرائيل اليوم

الساعة 09:11 ص|12 يونيو 2014

بقلم: أوري هايتنر

يعترض روبي ريفلين، رئيس دولة اسرائيل العاشر، تحدٍ كبير هو اعادة بناء مؤسسة الرئاسة لا أقل من ذلك. ولا أقصد فقط المعركة الانتخابية غير الودودة هذا اذا لم نشأ المبالغة (وأنا على الخصوص أرى الوجه الايجابي فيها لأنه يخيل إلي أن قضية فؤاد هي علامة طريق في نضال المجتمع الاسرائيلي للقضاء على الفساد)، بل أقصد سوء حال مؤسسة الرئاسة وتحولها من مؤسسة تجسد الحياة الرسمية الاسرائيلية وترمز اليها الى منصب آخر في الجهاز السياسي.

في مجتمع مستقطب منقسم فيه اختلافات في الرأي عميقة تبرزها الحياة السياسية والاعلامية بطبيعة الامر وتزيد الانقسامات عمقا، عمل الرئيس أن يكون الجهة الرسمية التي ترمز الى الوحدة والمشترك والسرديات المؤسسة للمجتمع والقيم والاخلاق؛ وعليه أن يكون فوق الاختلافات وأن يعالج الجروح احيانا ويعزي المصابين ويمنح المنبوذين الاحترام ويُقرب المقصين ويُبرز الانجازات ويحذر من الاخفاقات. يجب عليه أن يكون شخصية رفيعة رسمية.

يمكن أن نقسم رؤساء اسرائيل الى قسمين – من حاييم وايزمن الى حاييم هرتسوغ، ومن عيزر وايزمن فمن بعده. فأما الأولون فأحسنوا شغل مناصبهم الرسمية. ولم يشأ عيزر وايزمن أن يكون رمز الحياة الرسمية بل أراد أن يكون الرئيس دون أن يكون رئيسا. وقرأ القانون ورأى أن القانون فارغ من المضمون. فلم يُكتب فيه ما الذي يجب على الرئيس فعله بل كُتب أنه "رئيس الدولة" فقط. وقال اذا كان الامر كذلك فسأملؤه بالمضمون الذي أفهمه. وكان المضمون الذي صبه مضمون سياسي (في الداخل والخارج) يدبر سياسة خارجية مستقلة بموازاة رئيس الوزراء المنتخب.

ولا حاجة الى اكثار الكلام على المغتصب مرة بعد اخرى الذي دنس بيت الرئيس. لكن ينبغي أن نذكر أنه كان يسير في طريق وايزمن الى أن نشأت القضية فقد كان رئيسا سياسيا في الداخل والخارج. لكن شمعون بيرس كان هو الذي بالغ اكثر من الجميع في هذا الطريق. إن شمعون بيرس بصفته انسانا ذا منزلة دولية غير عادية كان ينبغي أن يجند كامل تأثيره لهجوم حقٍ لمواجهة صناعة الكذب التي تواجهها اسرائيل اليوم. لكن بيرس الذي لم يتخل قط عن حلمه أن يكون رئيس الوزراء لم يصمد للاغراء واستغل منزلته استغلالا سيئا ولادارة سياسة خارجية بديلة دون أية صلاحية. وقد قاد في الشأن الفلسطيني وفي الشأن الايراني ايضا سياسة تعترض على سياسة الحكومة القانونية في اسرائيل. وبذلك أضر ضررا شديدا بالديمقراطية وأضر باسرائيل ضررا سياسيا شديدا.

 تقوم الحياة السياسية على احزاب تعبر كاسمها عن اختلاف الآراء في الشعب وهذا أمر جيد لأن الاختلاف في الرأي هو روح الديمقراطية. لكنه يوجد مكان للوحدة الوطنية مع الاختلاف في الرأي، وعمل الرئيس أن يرمز الى قيمتي دولة اسرائيل – الصهيونية والديمقراطية؛ فعلى رئيس اسرائيل العاشر أن يعيد الى المجد بهاءه وأن يعيد بناء مؤسسة الرئاسة.

 

إن ريفلين قادر على فعل ذلك فحينما كان رئيس الكنيست أدار الكنيست بصورة رسمية وبنزاهة وصدق. وقد ذبّ عن مكانة الكنيست وكرامتها، ورفض أن يكون سمسارا للائتلاف الحكومي ولحزب رئيس الوزراء. وذبّ عن مكانة المعارضة. وفتح الكنيست للشعب تارة اخرى بعد أن حظرت سلفه دخول الكنيست ببناطيل الجينز. وهو انسان شعبي وذو حس دعابة. والصفات التي اظهرها في عمله السابق جوهرية ومهمة لعمل الرئيس، فهل يصمد للتحدي؟.