خبر اختبار التجميد للبيد- هآرتس

الساعة 09:07 ص|12 يونيو 2014

بقلم: آري شبيط

عرض يئير لبيد هذا الاسبوع خطة سياسية. مُبارك. وصحيح أن الخطة ليست أصيلة بصورة مميزة (فشاؤول موفاز يزعم وبحق أن أسسها مأخوذة من خطته). وصحيح أن الخطة لا تلائم كلام قاله لبيد في خلال المعركة الانتخابية وبعدها ايضا. لكن وقوع الامر متأخرا أفضل من ألا يقع ألبتة. والمخطط الصحيح غير الاصيل افضل من مخطط خلاق لا يقول شيئا. وحقيقة أن الشخص الذي بحث عن المال أصبح يبحث الآن عن برنامج عمل سياسي هي حقيقة مباركة وهي تشهد بأنه حتى وزير المالية يدرك الآن أننا اذا لم نبدأ طي الاحتلال وطي المستوطنات مبكرين فلن يكون هنا موجود ولن يكون هنا مستقبل. ولم نكن قط قريبين هذا القرب من نقطة عدم العودة التي تليها دولة واحدة وصراع أبدي واسرائيل الفاسدة الصورة.

لكن لبيد لا يستطيع أن يمحو من الذاكرة السنة الاخيرة. فقد بُنيت آلاف الوحدات السكنية في يهودا والسامرة منذ كان انشاء حكومة نتنياهو – لبيد – بينيت في نيسان 2013. وكل واحدة من هذه الوحدات السكنية هي مسمار آخر يُدق في جسم حل الدولتين النازف. وكل واحدة من هذه الوحدات السكنية مسجلة باسم الشخص الذي جاء ليحدث تغييرا هنا لأن سارة نتنياهو لم تُرد نفتالي بينيت في الحكومة. وبنيامين نتنياهو لم يُرد اوري اريئيل وزيرا للاسكان، لكن لبيد فرض على الزوجين نتنياهو بينيت واريئيل ايضا. وبدل أن يقود الى الحكومة كتلة وسط – يسار قوية (كان يمكن أن تضم الحركة وكديما وربما حزب العمل ايضا)، اختار انشاء محور هاذٍ مع حزب المستوطنين المتطرفين. وبدل أن يشكل حكومة تحرر اسرائيل من سلطة غوش ايمونيم، سلّم مقاليد الحكومة الى غوش ايمونيم. ولذلك يتحمل لبيد مسؤولية شخصية كاملة عن زخم البناء الذي لم يسبق له مثيل في المستوطنات في الـ 14 شهرا الاخيرة. ويوجد مستقبل هو الذي مكّن البيت اليهودي من السيطرة على اجهزة الدولة تلك التي تعمل الآن بكامل الجد لسلبنا جميعا المستقبل.

في المكان الذي يقف فيه التائبون لا يقف فيه حتى الصدّيقون الخالصون. لكن التائبين يجب أن ينطقوا بالتوبة. فلا يكفي أن يهمس لبيد في الغرف المغلقة قائلا إنه يريد أن ينضم الى الحلف الذي أخذ ينشأ بين اسحق هرتسوغ وتسيبي لفني. بل يجب على لبيد أن يتحمل المسؤولية عن الخطأ الاستراتيجي القاسي الذي اخطأه بعد الانتخابات الاخيرة. وعليه أن يعترف بأن الحلف بين الاخوة كان فكاهة سيئة. وعليه أن يبرهن بالاعمال على أنه يتحول تحولا فكريا ويستبدل كراهية الحريديين التي تنتج نواباً، بعمل جدي ومنهجي وغير ذي شعبية لانهاء الاحتلال.

إن الاختبار هو اختبار واحد وهو التجميد. فالمسيرة السياسية القديمة بمنزلة ميت يسير على قدميه. والمسيرة الجديدة لم تولد بعد. والفترة بين هاتين المسيرتين خطيرة لأنه لا يوجد فراغ في الشرق الاوسط ولا يوجد فراغ في الصراع الاسرائيلي الفلسطيني، وحينما لا توجد محادثة يزداد خطر التصعيد. ولذلك توجد حاجة الى عمل سريع صارم يستبدل الحراك السلبي للمواجهة السياسية بحراك ايجابي للتقدم نحو وضع الدولتين. ويوجد فعل واحد فقط يمكن تنفيذه في خلال زمن قصير ألا وهو تجميد البناء في المستوطنات المعزولة وراء خط الفصل. ولن يفضي هذا التجميد الى سلام فوري، لكنه سيوقف النزف القاتل لحل الدولتين. وسيُقر حال الفترة التي يمكن فيها تحديد مسيرة سياسية من نوع آخر.

وهكذا اصبحت الكرة الآن مرة اخرى في رمات افيف ج، فاذا كان لبيد يقصد حقا ما قاله هذا الاسبوع فعليه أن يطلب تجميد البناء فورا. واذا اجتمع حزب يوجد مستقبل والعمل وميرتس والحركة وكديما حول هذا المطلب فسيتلاشى الشلل السياسي. واذا استمر لبيد في مقابل ذلك على كونه عبدا لأخيه بينيت فلن يكون مستقبل ليوجد مستقبل ولن يكون مستقبل لرئيسه.