خبر الدولة الفلسطينية- حاجة اسرائيلية -هآرتس

الساعة 09:01 ص|11 يونيو 2014

الدولة الفلسطينية- حاجة اسرائيلية -هآرتس

بقلم: دانييل ابراهام

مستثمر أمريكي ومؤسس "مركز السلام في الشرق الاوسط" في واشنطن

(المضمون: اسرائيل ملزمة بان تحسم. عليها أن تحل النزاع كي تكون دولة يهودية. من اجل الحفاظ على أغلبية يهودية فان اسرائيل بحاجة ماسة لحدود معترف بها ومتفق عليها، تفصل بينها وبين الدولة الفلسطينية المستقبلية في الضفة الغربية وفي غزة. وكلما حصل هذا بشكل أسرع، هكذا سيكون مستقبل اسرائيل اكثر أمنا - المصدر).

 

تتميز الساحة الاسرائيلية – الفلسطينية الان بجدال معادٍ يركز في مسألة "من المذنب" في فشل المفاوضات، وما هو معنى اقامة حكومة التكنوقراطيين في رام الله. ولكن يخيل أن على حقيقة واحدة يتفق الجميع: أجراس السلام لا تقرع، وبالتأكيد ليس الان. هذه الحقيقة ليس فقط لا تجعل الحاجة الى التصدي للتحدي الاهم الذي تقف امامه اسرائيل – حل المسألة الفلسطينية – أقل الحاحا بل وتؤكدها: فالسبيل الى التصدي لهذه المشكلة سيحسم مستقبل اسرائيل.

 

وأنا استخدم كلمة "مستقبل" بحذر. فوضع اسرائيل اليوم بل وغدا، هو وضع جيد. اكثر من جيد. الاقتصاد يزدهر ولا يوجد خطر حرب فوري. ولكن من لديه عينان في رأسه يمكنه أن يرى بان مستقبلها كدولة يهودية موضع خطر. ولا سيما لان معنى استمرار الوضع الراهن هو أن عدد العرب الذين يعيشون داخل حدود اسرائيل سيزداد.

 

1.7 مليون نسمة، اكثر بقليل من 20 في المئة من 8.2 مليون مواطن اسرائيلي هم عرب. 2.4 مليون فلسطيني آخر يعيشون تحت حكم اسرائيلي في الضفة الغربية. اضافة الى ذلك، كون اسرائيل تسيطر على المجال الجوي والحدود البحرية لقطاع غزة، فان العالم يرى 1.7 مليون عربي يعيشون هناك كمن يوجدون ايضا تحت حكم اسرائيلي. الميزان في خلاصته: في اسرائيل يعيش 6.1 مليون يهودي و 5.8 مليون عربي (بعضهم مواطنو الدولة وبعضهم الاخر يوجدون تحت حكم اسرائيلي).

 

عدد العرب يزداد بسرعة أكبر من عدد اليهود. واسرائيل تقترب من المساواة في الاعداد بين اليهود والعرب الذين يعيشون تحت حكم اسرائيلي. البروفيسور سيرجيو دي لا فرغولا من الجامعة العبرية، المرجعية الرائدة في العالم في مواضيع الديمغرافيا اليهودية والعربية، توصل الى استنتاج بانه حتى العام 2020 سيكون اليهود اقلية في الارض التي تتضمن اسرائيل، الضفة الغربية وقطاع غزة. كما يقضي دي لا فرغولا ايضا بانه حتى بدون قطاع غزة، حتى العام 2020 سيشكل العرب 44 في المئة من السكان الذين يعيشون تحت حكم اسرائيلي. وعليه، فليس بعيدا اليوم الذي يفوق فيه عدد سكان الدولة العرب عدد اليهود.

 

بوب ديلن غنى عن "الازمنة المتغيرة". ولكن عندما يحذر وزير الخارجية الامريكي جون كيري من أنه اذا لم تجد اسرائيل السبيل الى المساعدة في قيام دولة فلسطينية وتخليص نفسها من الضفة، فانها ستصبح "دولة أبرتهايد"، فان المعنى هو أن الازمنة تتغير بسرعة اكبر مما يقدر الكثير من الاسرائيليين. وكيري، كما ينبغي التشديد، هو صديق عاطف لاسرائيل.

 

اسرائيل ملزمة بان تحسم. عليها أن تحل النزاع كي تكون دولة يهودية. من اجل الحفاظ على أغلبية يهودية فان اسرائيل بحاجة ماسة لحدود معترف بها ومتفق عليها، تفصل بينها وبين الدولة الفلسطينية المستقبلية في الضفة الغربية وفي غزة. وكلما حصل هذا بشكل أسرع، هكذا سيكون مستقبل اسرائيل اكثر أمنا. وهذه المهامة ملقاة على عاتق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. عليه أن يقود اسرائيل الى مستقبل تكون فيه دولة يهودية تحافظ على طابعها الديمقراطي.

 

الحسم في هذا الشأن هو الحسم الاهم الذي يتعين على الجمهور الاسرائيلي أن يجريه: ان يكون دولة يهودية أو دولة نصفها يهودي ونصفها عربي. اذا كنتم تريدون دولة يهودية عليكم أن تصروا على أن يلبي رئيس وزرائكم ارادتكم. المستقبل منوط بكم.