خبر ليس في جيب أحد -يديعوت

الساعة 08:59 ص|11 يونيو 2014

بقلم: أفيعاد كلاينبرغ

(المضمون: ثمة أسباب وجيهة للافتراض باننا حتى لو لم نتفق معه، فان الرئيس المنتخب لن يحرجنا ولن يوقع علينا العار. اذا واصل التصرف بتواضع وكافح في سبيل السياسة المناسبة، يمكنه أن يكون أكثر من رمز. اني أتمنى له النجاح - المصدر).

 

إذن يوجد لنا أخيرا رئيس، رؤوبين ريفلين. من جملة الخيارات التي عرضت لا بد أنه لم يكن الخيار الاسوأ. فريفلين هو رجل مبادىء. بمعنى انه من حيث المبدأ كل المرشحين كانوا رجال مبادىء غير أن لريفلين كان ايضا سجل يمكن أن يسند الكلمات العالية.

 

لريفلين توجد مبادىء. وهي معروفة. وهو يتمسك بها. وهذه المبادىء تتضمن تلك المفاهيم السياسية التي أعارضها بشدة. فريفلين يؤيد ضم المناطق لاسرائيل. وأعتقد أن هذا الموقف لا يستوي مع الرغبة في وجود دولة ذات اغلبية يهودية صلبة. من جهة اخرى، في الوقت الذي يريد فيه معظم مؤيدو الضم أن يأكلوا الكعكة وان يبقوها كاملة – بمعنى ان يضموا المناطق دون أن يمنحوا حقوقا للسكان بمعنى استمرار الوضع الحالي الذي لا يطاق – يعتقد ريفلين بانه يجب منح حقوق المواطن للعرب الذين يضمون والعيش مع أغلبية صغيرة نسبيا.

 

اعتقد أن هذا نهج مغلوط، بل وخطير، ولكن خلافا لمفاهيم الابرتهايد لدى قسم من شركائه في الطريق ليس مرفوضا أخلاقيا. ولفرحتنا، فان منصب الرئيس ليس منصبا تنفيذيا. ما كنت اريد ريفلين رئيسا للوزراء. أما رئيسا؟ فلماذا لا.

 

معقول الافتراض بان ريفلين سيبدي هنا وهناك ملاحظات تكون ساخرة في نظري. انا سأتعايش مع هذا. فاذا كنت أتوقع من رجال اليمين ان يبتلعوا كرئيس رجلا يساريا (وكل شيء نسبي) مثل بيرس – شخص لم يكن الامتناع عن الاعراب الرأي ابدا منارا لطريقه – أعتقد انه يجدر بي أن اقبل بذات القدر من الانفتاح انتخاب رجل يميني مثل ريفلين.

 

في مواضيع اخرى مواقف ريفلين بالتأكيد تثير العطف. فهو ليس فقط نظيف اليدين ولم يثرى في ظروف غير واضحة في اثناء خدمته العامة بل انه مؤمن كبير بالبرلمانية ايضا. سمعته يتحدث عن السياسة المناسبة في نظره ولم يكن بوسعي الا أن اتفق معه: كنيست مستقلة، نقدية، تصر على رأيها – بالتأكيد.

 

يؤمن ريفلين بالسياسة النزيهة والعادلة، التي يجري فيها نقاش فكري مفتوح. وهو يؤمن بالرسمية. أنا أيضا، أفترض ان مواقفه لن تضيف له النقاط لدى رئيس الوزراء. وهذا سبب آخر للترحيب بتعيينه. فمن الافضل رئيس يعرف كيف يتنازع مع أصحاب الفخامة على مبادئه من كلب مدلل يهز ذيله على صوت سيده ورب نعمته، أصحاب المئة وأصحاب الرأي.

 

ريفلين، في صالحه يقال، ليس رجل أحد – على الاقل في السنوات الاخيرة. وهذا مفرح. في عالم أصبحت الوساطة فيه اسم اللعبة، حيث قدر اكبر من السياسيين يتميزون بعمود فقري مرن، بالذبذبة الدائمة بين الاحزاب والايديولوجيات وبالعلاقات الغريبة مع اصحاب المال، ثمة شيء مواسٍ في "تصلب" ريفلين، في عناده على العمل حسب مبادئه. عنده أنت على الاقل تعرف أين تقف؛ على الاقل تعرف على ماذا مستعد لان يدفع ثمنا.

 

كما أن التواضع الذي أدار فيه ريفلين حملته يعجبني. فهو لم ينتفخ، لم يعلن أنه الحل لكل مشاكل الامة. لم يعطِ العلامات لمصوتيه مثل اللاسياسيين الذين بعض من الجمهور سحر بهم للحظة. في عصر نتنياهو، التواضع هو فعل تآمري. سبيل الملك (الملك بيبي، هذا يعني) هو الصراخ بأصوات عالية ببضاعتك، وتعظيم الاحابيل. لم يكن لريفلين أحابيل، وحتى عندما أشاح الملك بأنفه لم يتأثر ريفلين.

 

ثمة أسباب وجيهة للافتراض باننا حتى لو لم نتفق معه، فان الرئيس المنتخب لن يحرجنا ولن يوقع علينا العار. اذا واصل التصرف بتواضع وكافح في سبيل السياسة المناسبة، يمكنه أن يكون أكثر من رمز. اني أتمنى له النجاح.