خبر رسالة إلى رئيس .. بقلم: خليل أبو شماله

الساعة 08:23 ص|11 يونيو 2014

كنت أتوقع أن أرى رئيساً جامعاً للشعب الفلسطيني، يلتف حوله كل قوى شعبه وفئاته، ويتعامل معهم بمودة ورحمة، ويعبر لهم عن فرحته بوحدتهم، لكني أرى رجلاً في موقع رئيس، لا أعلم إن كان حقيقةً يرغب بقيادة الشعب الفلسطيني كله، أم أن لديه تصنيف لمن يريد أن يكون رئيسهم?.

غزة يا سيادة الرئيس تحملت وأهلها الكثير، وناضل أهلها الطيبون من أجل حريتهم وكرامتهم وإنهاء الانقسام الذي أنهكهم، ودفعوا أثمانا باهظة باسم الشعب الفلسطيني والأمة العربية، ولم يتوقعوا أن يسمعوا من رئيسهم كلمات تفرق ولا تجمع، وكأنه يتحدث عن شعب أخر، يعيش في بلد غير فلسطين.

لقد قلت عبر وسائل الإعلام المصرية عن موظفي حماس " فليدفع لهم من كان يدفع في السابق رواتبهم" ، وقلت أنكم " السلطة" تدفعوا لغزة 58% من موازنة السلطة في حين أن ما يدفع في الحقيقة لغزة لا يتجاوز 19% من ميزانية السلطة، وأن غزة التي تدفع لها هذا الجزء البسيط يعيش ثماون في المائة من سكانها على المساعدات سواء من وكالة الغوث أو جهات أخرى، وأن نسبة البطالة في غزة تصل إلى 40 %، وهناك ما يقارب المليون نسمة غير قادرين على توفير ثلاث وجبات طعام يومياً.

جاءت لك حماس وموظفوها يطلبون منك بصفتك رئيساً للكل الفلسطيني، ورفضت أن تتعامل مع نفسك بهذه الصفة ورفضت أن تكون الكبير والزعيم.
الفرق بينك سيادة الرئيس وياسر عرفات، أن الثاني كان يريد أن يكون كبيراً وكل من حوله كبار، أما أنت فلا يروق لك إلا أن تكون الكبير الوحيد، وترى الجميع من حولك صغار.

نسيت أنك صاحب قرار توقف موظفي السلطة عن العمل، وتركت لحماس فرصة إدارة مؤسسات غزة ووزاراتها، ثم تتنصل اليوم من مسؤولياتك التي لم يحاسبك عليها أحد حتى الآن.
توقعت ومعي كثيرون أن تكون خطواتك جريئة وتنتصر لغزة فإذا بك تضع شروطاً لفتح معبر رفح وكأنك طرف أوروبي مراقب أو وسيط، وليس رئيساً لشعب ضاق ذرعا من الحصار وتقييد حركة أفراده.

ضربت عرض الحائط كل الأسماء التي رشحتها لك الفصائل بما فيها حركة فتح، واتخذت قرارات بتعيين أسماء وفق رؤيتك الخاصة دون احترام للمشورة والأغلبية.

كيف يمكن لأي عاقل رأن يتفهم تعنت رئيس الشعب الفلسطيني وتصميمه على التفرقة بين أبناء شعبه، فيرفض أن يسارع بخطوات جدية من أجل رواتب لأسر وأطفال وأبناء شهداء ومعتقلين ويكون له اشتراطات أصعب من اشترطات وكالة التنمية الأمريكية usaid؟؟.

سيادة الرئيس : يبدو انك بحاجة ليذكرك أحد، انك لست وصياً على الشعب الفلسطيني، وانك موظف لدى الشعب، فأنت بشر  فإتق يوماً ترجع فيه إلى الله ليسألك عن الأمانة التي حملت، يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتي الله بقلب سليم.