خبر أعيدوا الكرامة الى الرئاسة -اسرائيل اليوم

الساعة 09:12 ص|10 يونيو 2014

بقلم: جدعون ألون

(المضمون: أهم ما ينتظر رئيس الدولة الجديد بعد توليه منصب الرئيس اعادة الاحترام والتقدير لمؤسسة الرئاسة - المصدر).

 

يجب على كل واحد وواحدة من اعضاء الكنيست الـ 120 الذين سيدخلون اليوم وراء الستار في قاعة الكنيست لانتخاب المرشح (أو المرشحة) الذي يفضلونه لتولي رئاسة الدولة، أن يعمل فقط بحسب ضميره وتقديره المستقل للامور. وينبغي ألا يسمع أوامر وتوجيهات رئيس حزبه، ولا يجوز له أن يعمل بحسب تقدير سياسي ضيق ينبع من مواقف المرشح السياسية، ولا يجوز له أن يتأثر بعلاقاته الشخصية بالمرشحين بل عليه أن يزن فقط تقديرا واحدا وهو من هو المرشح الذي يناسب أن يتولى رئاسة الدولة بحسب صفاته وخلفيته وعمله في الماضي واستقامته. ولا يقل عن

 

ذلك أهمية البحث عن المرشحين أيهم عنده القدرة على أن يعيد الكرامة والمكانة اللتين أُخذتا من مؤسسة الرئاسة.

 

ليس من العرضي أن استقر رأي الكنيست الاولى على أن يكون الاقتراع لانتخاب رئيس الدولة سريا. فهذا من القرارات التي لا يجب معها على عضو الكنيست أن يقدم كشف حساب الى جمهور ناخبيه. والسرية ترمي الى تمكين اعضاء الكنيست الى العمل باستقلال كامل دون ضغوط ودون تهديدات ودون محاولات حصول على نِعم أو وعود ما من المرشحين.

 

لست أفهم لماذا جهد قادة أكثر الاحزاب في اعلان أنهم يمنحون اعضاء الكنيست معهم حرية التصويت. فهذه مقولة زائدة لأنه يتوقع أصلا من كل من انتخبه الجمهور أن يقترع بحسب أفضل تقديره لكن بصورة مستقلة تماما.

 

إن المسؤولية الواقعة اليوم كواهل اعضاء الكنيست كبيرة لأن صبغة منزل الرئيس وطبيعته في السنوات السبع القريبة تتعلقان بهم. وقد نثر الكثير جدا من الوحل في الاسابيع الاخيرة على مؤسسة الرئاسة فقد زعموا أنها ليست لها أية أهمية وقالوا إنه يجب الغاؤها وبينوا أنه من الخسارة انفاق عشرات ملايين الشواقل التي تخصص لها كل سنة.

 

لا أقبل هذا النقد فأنا اعتقد أنه يوجد مكان لوجود مؤسسة الرئاسة بشرط أن يرأسها انسان أهل يكون عظيم القدر من جهة صفاته الشخصية، وانسانا يملك قيم العدل والاخلاق وحب الانسان والبلاد واستعدادا حقيقيا لعلاج الانقسامات والاختلافات التي ما زالت موجودة في المجتمع الاسرائيلي. ويجب على الرئيس أن يعرف كيف يبعد نفسه عن الاشتغال بمواضيع سياسية. فعليه باختصار أن يكون رئيسا يفخر به كل مواطن – في العفولة وكفار سابا، وفي معلوت وايلات، يهودي وعربي وشركسي وبدوي، ومهاجر من الاتحاد السوفييتي السابق أو مهاجر من اثيوبيا. وأن يكون واحدا يفخر المواطنون أو ارباب العمل بتعليق صورته ويفرحون أن يزوروا في عيد العرش منزل الرئيس لمصافحته.

 

إن الفضائح التي صاحبت في الاسابيع الاخيرة الصراع على الرئاسة أضرت ضررا كبيرا باسم هذه المؤسسة ومنزلتها. ولا أذكر قط أنه صاحب التنافس في منصب المواطن الاول هذا القدر من القذارة والوسخ حتى حينما كان يوجد مرشحان أو ثلاثة، فقد تم الصراع دائما بصورة حضارية منضبطة دون تراشق بالمجانيق وتبادل للاتهامات.

 

لا شك في أن أول مهمة ستواجه الرئيس الجديد تحسين سمعة منزل الرئيس ومكانته. وليست هذه مهمة سهلة ألبتة. لكن يُرجى ذلك فقط اذا سار المرشح الذي سينتخب اليوم وتولى منصبه في نهاية تموز في الطريق الذي مهده رؤساء حظوا بتقدير وحب كبيرين من الجمهور العريض مثل اسحق نفون وحاييم هرتسوغ وشمعون بيرس.

 

أرى أنه بعد أن ينتخب رئيس الدولة الجديد – بجولة التصويت الاولى أو الثانية – وبعد أن يؤدي اليمين الدستورية في مراسم احتفالية في الكنيست ويتولى منصبه، سيكون مكان لأن تنشيء الحكومة أو الكنيست لجنة عامة يرأسها قاض متقاعد أو شخص آخر يفحص بجد عن عدد من الاسئلة الساخنة في هذه القضية منها: كيف يجب أن تكون صبغة مؤسسة الرئاسة، وهل ينبغي أن تلقى عليها مهمات اخرى، وهل ينبغي نقل حق الانتخاب من الكنيست الى الجمهور العريض، وهل يوجد مكان لأن يستطيع اعضاء كنيست مكلفون المنافسة في الرئاسة (لأن لهم أفضلية كبيرة على مرشحين من الخارج)، أم ينبغي الزامهم بفترة تبريد مدة ولاية واحدة. وليس من الممتنع أن يستدعي الامر ادخال تغييرات حقيقية في مضمون القانون الأساس: رئيس الدولة.