رسالة مفتوحة للرئيس محمود عباس

خبر النائب الاشقر لعباس: دع حكومة الوفاق تُقلع وتُكمّل مشوار المصالحة

الساعة 08:53 ص|10 يونيو 2014

غزة

وجه النائب عن كتلة التغير والإصلاح إسماعيل الأشقر رسالة "مفتوحة" الى الرئيس الفلسطيني محمود عباس ابو مازن، ويتحدث مضمونها حول حكومة الوفاق الوطني وعثرات تطبيق المصالحة.

 

نص الرسالة...

رسالة مفتوحة للرئيس محمود عباس

فرحنا كما فرح الكل الوطني بطي صفحة الماضي الأليم، وطي صفحة الانقسام البغيض الذي آلمنا كما آلم الكل الوطني الشريف ، وشكرنا موصول لكل من كان له سهم في إنهاء الانقسام وتوحيد صفوف شعبنا ، فلا تفسدوا علينا فرحتنا وتعودوا بنا للوراء ، لا تفسدوا علينا مصالحتنا وتعودوا بنا إلى سنين الانقسام ، ونعلم أن العقبات والتحديات كبيرة وكثيرة ونعلم أن الجرح الوطني عميق مع الاحتلال ، ونعلم أن سنين الانقسام وما نتج عنها أمرٌ ليس بالسهل التخلص منه في جرة قلم ، ونعلم أن الكثير ممن حولنا وعلى رأسهم الإرهاب الصهيوني لا يريد الخيرَ لشعبنا ويرده شعباً منقسماً على ذاته حتى يسهل عليه حكمه والتحكم في مصيره ومستقبله ، ونعلم أن ما يخطط لهذا الشعب والقضية من الأعداء وهم كثر أمرٌ بالغ الصعوبة والتعقيد وإن مكرهم لتزول منه الجبال.

ولكن بإرادتنا القوية وعزيمتنا الحرة ووحدتنا الوطنية الحقيقية نستطيع معاً أن نتخطى الصعاب ، ونتحدى ملمات الدهر ومصائبه ، ولكن بروح وطنيةٍ جامعة ، وفهم وطني حقيقي ، نفسر الاتفاقيات والتفاهمات الوطنية بفهم وطني حقيقي مسؤول ، يقدم فيه مصلحة الوطن والمواطن على التفسيرات الحزبية والفئوية التي تعود بنا إلى التحزب المقيت ، والاحتراب والاقتتال الداخلي والدخول في مناكفات ومصطلحات الانقسام ، من هو شرعي ومن هو غير شرعي وغيرها من المصطلحات الصعبة والمقيتة ، فأمامنا الكثير الكثير من الملفات الصعبة والمعقدة ، ولعل ما أنجزنا خطوة واحدة على طريق الألف ميل ، فالكل يسأل ما مصير انعقاد الاطار القيادي المؤقت والقرارات المصيرية التي سيتخذها لتحديد مستقبل مصير شعبنا وقضيتنا ، أين المرسوم الرئاسي بإعادة تفعيل المجلس التشريعي الذي أمامه وقت قصير للبت في المراسيم الرئاسية والقرارات بقانون ، والقوانين التي سنت في المجلس التشريعي الفلسطيني بغزة ، والتي انبنت عليها مصالح وحقوق للناس ، فضلاً عن تعديل قانون الانتخابات المتفق عليه في ملف المصالحة وغيرها الكثير الكثير أمام المجلس التشريعي ، أين نحن من إعادة بناء وهيكلة وتوحيد الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية وقطاع غزة والتي عقيدتها وطنية ، أين نحن من إعادة بناء وهيكلة منظمة التحرير الفلسطينية على أسس وطنية عبر مجلس وطني جديد وبرنامج سياسي توافقي يحافظ على الحقوق والثوابت ، أين نحن من المصالحة المجتمعية وترميم ما خلّفه الانقسام ، أين نحن من الانتخابات وتهيئة الأجواء وإطلاق الحريات وإعادة بناء الثقة بين الكل الوطني ، وهل كبت الحريات يؤسس إلى شراكة وطنية حقيقية وهل كبت وقمع الحريات يؤسس إلى انتخابات نزيهة والتي ستكون بعد ستة أشهر كما هو متفق عليه ، وهل الاعتقالات والاستدعاءات في الضفة الغربية والاعتداء على أبناء شعبنا المتضامنين مع أسرانا البواسل يؤسس لفهم وطني حول نصرة أسرانا البواسل والتضامن معه ، هل ضرب نواب الشعب الفلسطيني أصحاب الحصانة الوطنية والدبلوماسية من قبل مجموعة من زعران التنسيق الأمني وطنية ؟؟هل الاعتداء على زوجة الأسير القائد عباس السيد وزوجات أسرانا وأبنائهم لنصرة المضربين عن الطعام ومنعهم من الصراخ في وجه الاحتلال وطنية؟؟ أسئلة كثيرة لا حَصر لها تدور في خلد كل مواطن وشريف، ولكن لا نجد إجابة عليها يا سيادة الرئيس. 

لذلك نتمنى عليك أن تتحلى بالشجاعة والوطنية، وأن تترك حكومة الوفاق الوطني تقلع وتنجح وتطبق الاتفاقيات بفهم وطني صحيح جامع لا يفرق فيه بين مواطن ومواطن ولا بين موظف وموظف، الوقت قصير والتحديات كثيرة والهموم والأوجاع صعبة وعميقة. 

أقول لكم يا سيادة الرئيس إن فشل حكومة الوفاق الوطني هو فشل لكم بالدرجة الأولى وفشل للكل الوطني بالدرجة الثانية والشعب والتاريخ لن يرحم من يتلكأ في مصيره أو حقوقه وثوابته أو حتى في أقوات أبنائه وأرزاقهم.

سيلعن التاريخ من يتآمر عليه ويتلاعب بمصيره، أمامنا ممر إجباري واحد للكل الوطني وفرصتنا وحيدة أن نتقدم إلى الأمام بخطوات ثابتة وواثقة بنصر الله ، ولينصرن الله من ينصره ، نحو مصالحة حقيقية تؤسس لشراكة وطنية حقيقية ، وإلا أنصحك يا سيادة الرئيس إن لم تستطع أن تتحمل كل ذلك ، أن تسلم الراية لغيرك وسيذكرك التاريخ ، أنك طويت صفحة الانقسام وأنك سلمت الراية لغيرك بسلام .