خبر كفَّ عن دفن الرأس في الرمال- معاريف

الساعة 08:18 ص|09 يونيو 2014

كفَّ عن دفن الرأس في الرمال- معاريف

بقلم: بن كاسبيت

 (المضمون: الرجل الذي سأل في الحملة الانتخابية "اين المال"، توصل أخيرا الى الفهم: المال، قال لبيد، مدفون بين ايتمار ويتسهار. المال الذي كان يفترض أن يذهب الى جهاز التعليم، الصحة، الرفاه، لنا جميعا - المصدر).

 

مساء أمس، بينما كنا نحاول المناورة بين الشقق والتصريحات المالية للاجئي الواقعية المنافقة المسماة "السباق للرئاسة" قام يئير لبيد بعمل ما. برأيي، بتأخير طفيف، ولكن يفضل دوما متأخرا على ألا يكون على الاطلاق. فقد وقف على منصة "ندوة هرتسيليا" والقى بخطاب سياسي حاد ودقيق. كانت فيه عناوين رئيسة أيضا: على اسرائيل أن ترسم الحدود المستقبلية لذاتها، بقواها الذاتية. على اسرائيل أن تكف عن الاستثمار والبناء في المستوطنات المنعزلة خلف جدار الفصل.

 

على اسرائيل أن تكف عن المناكفة مع الولايات المتحدة الامريكية، وأن ترمم هذا التحالف الحيوي، وأن تعالج المشاكل الداخلية. على اسرائيل أن تكف عن الحديث عن ضم المناطق ودق اصبع في عيون باقي العالم مع استمرار البناء المكثف من فوق ومن تحت كل تلة في المناطق. الرجل الذي سأل في الحملة الانتخابية "اين المال"، توصل أخيرا الى الفهم: المال، قال لبيد، مدفون بين ايتمار ويتسهار. المال الذي كان يفترض أن يذهب الى جهاز التعليم، الصحة، الرفاه، لنا جميعا.

 

صحيح، غدا ستنتخب الكنيست (أخيرا) رئيسا، ولكن برأيي، خطاب يئير لبيد هذا، الذي يمثل اليوم حزبا من 19 مقعدا بدونه لا وجود للائتلاف، أهم من ذلك بعض الشيء. يخيل

 

لي أنه بين سطور لبيد توجد عدة مدركات: بداية الفهم بان الحلف مع نفتالي بينيت استنفد نفسه وضرره بات يفوق منفعته بكثير. استيعاب بانه من الليمونة التي تسمى بنيامين نتنياهو لم يعد ممكنا استخلاص عصارة الليمون. والتعرف على الموضوع السياسي الذي تقوم أو تسقط عليه الحكومة، الدولة والمجتمع. لم يعد ممكنا دفن الرأس في الرمال. لا يمكن الشقاوة مع نفتالي، واللعب بالتظاهر بالمفاوضات، والهمس بانه لا يوجد من يمكن الحديث معه والتصرف كالمعتاد. إذ أنه اذا لم يكن هناك مع من يمكن الحديث، فيجدر المحاولة للقيام بعمل ذاتي. فباستثنائنا نحن والفلسطينيين، يوجد عالم كامل هناك في الخارج، مستعد لان يقبل اسرائيل وشرعيتها وذلك اذا ما تصرفت فقط حسب القواعد الدولية واثبتت نقاء اليدين السياسي. يخيل لي أن لبيد بات هناك أخيرا.

 

لقد صب لبيد دلو ماء بارد على أفكار الضم لنفتالي بينيت، أوضح لنتنياهو بان هذه هي خطوطه الحمراء وترجم مناشداته لنتنياهو لعرض خريطة، الى تصريح علني. لا، الحكومة لم تحل امس، ولكن عندما تحل، فاننا سنتذكر ايضا هذا المساء.

 

والان، لنعد الى بقعة الوحل الرئاسية. بضعة مدركات: حسن أن المبادرة الهاذية، المدحوضة والغبية "لنقل انتخاب الرئيس الى الشعب"، أو فكرة "تأجيل الانتخابات لاسبوع – اسبوعين"، ماتت أمس ميتة عاجلة ودفنت أمس دفنة حمار. الرئيس يجب أن تنتخبه الكنيست. والاجراء يجب ان يكون شفافا، مرتبا ومتعمقا. مسيرة القضايا والمكتشفات في الاسابيع الاخيرة حققت محصولا جميلا: كل المرشحين تقريبا (باستثناء مئير شطريت) عرضوا أمس تصريحات مالية، بعضها مفصل (مثل داليا ايتسيك)، بعضها لا (دورنر). ولكن هذه الخطوة في الاتجاه الصحيح. كل من يريد أن يتنافس على منصب رئيس الدولة أو رئيس الوزراء أو رئيس الكنيست يجب برأيي أن يعرض تصريح مالي كهذا وان يضع نفسه أمام استماع مهني متعمق من لجنة خاصة تعين لهذا الغرض قبل سنة من عملية الانتخابات. أي لجنة هذه يجب أن تكون؟ الجواب بسيط: مثل لجنة تيركل، فقط بالعكس. كما يذكر، لجنة تيركل لم توافق على الاطلاق على تناول نتائج كلبان ليبسكيند في موضوع سلب الاراضي للواء يوآف غالنت، قبل اقرارها ترشيحه ببصمتها.