خبر « إسرائيل » تستعد لبناء جدار أمني على طول الحدود مع الأردن

الساعة 05:35 م|08 يونيو 2014

القدس المحتلة

كشف قائد كتيبة إيلات في جيش الاحتلال، الجنرال روعي الكابيتس، أن جيشه يستعد لبناء جدار فاصل إلكتروني على طول الحدود الشرقية مع الأردن (حوالي 500 كيلومتر)، كما فعلت مع الحدود المصرية؛ لمواجهة "أخطار التسلل الى "إسرائيل".

 

وقال خلال محاضرة له في معهد الأمن القومي في "تل أبيب"، إن المشروع يحتاج إلى ميزانية ضخمة ولكنه يرفض أي تبرير لتأخير تخصيصها.

 

وأضاف "الكابيتس"، أن كتيبته العسكرية العاملة في منطقة إيلات الجنوبية تعتبر الحدود الشرقية مع الأردن سببا للقلق في الفترة المقبلة.

 

ويتابع: "المملكة الأردنية صديقة ودية لـــ "إسرائيل"، والتعاون معها أفضل من التعاون مع مصر، ولكن الحدود المشتركة معها مخترقة تماما. ويمكن للملايين من اللاجئين الذين وصلوا إلى الأردن من سوريا والعراق، أن يشكلوا تهديدا أمنيا واضحا لـــ "إسرائيل"، فمن غير المستبعد أن يكون بينهم عناصر عدائية تحمل الأسلحة وتهدد أمن إسرائيل".

 

ورأت مصادر أمنية ان وزارة الحرب الصهيونية باشرت في التخطيط لإنشاء الجدار الشرقي، على أمل أن تسبق ما أسمته "الإرهاب" هذه المرة.

 

ويقول الجنرال روعي الكابيتس: "أعرف أن الأمر يبدو وكأنه شعارا، لكن الحقيقة هي أن الهدوء هنا يضلل ويمكن للأمور أن تتغير في لحظة واحدة. ففي هذه المنطقة يوجد ما يكفي من الجهات ذات النوايا السيئة، وهذا لن يتغير قريبا".

 

يذكر أن "إسرائيل" كانت بنت جدارا امنيا ضخما على طول الحدود مع سيناء المصرية، بطول 240 كيلومترا، ومنذ الانتهاء منه انخفضت نسبة التسلل عبر سيناء إلى الحد الأدنى.

 

وأعربت قيادة جيش الاحتلال عن ارتياحها بأن هذا الجدار أثبت نجاعته خلال السنة الماضية بشكل كبير، وحسب الجنرال الكابيتس فإنه مقتنع بأن السبب الرئيسي للهدوء السائد على الجبهة المصرية يعود إلى استكمال بناء الجدار الفاصل على امتداد الحدود مع مصر، والمحافظة على النشاط العسكري الناجع في المنطقة. ويضيف: "بنيناه عمليا كخطة طارئة لمواجهة عشرات آلاف طالبي العمل الذين وصلوا إلى "إسرائيل" من أفريقيا، ولكن أحد عائداتها الرئيسية كان في المجال الأمني، حيث أن المتسللين وأعمال التهريب كانت تشكل قاعدة دائمة للإرهاب".

 

وحسب رأيه، فعبر الطريق التي يسلكها المهرب يمكن أن يصل، أيضا، "المخرب"، حسب تعبيره. ويمكن إخفاء مواد ناسفة في كل كيس حشيش. ومن حظ إسرائيل أنه عندما وصلت موجة المهاجرين من الجنوب، لم يكن "الجهاد الإسلامي" في سيناء استعد لترجمة الثغرة اللامتناهية على امتداد الحدود إلى "عمليات إرهاب" ملموسة ضد أهداف إسرائيلية. وباستثناء العملية التي تم تنفيذها في آب 2011، على شارع 12، والتي قتل خلالها ثمانية إسرائيليين تم توجيه كافة العمليات ضد الجدار أو من فوق الجدار.

 

وقال إنه على مدار السنوات الثلاث الأخيرة تم تنفيذ 14 عملية، من بينها عشر عمليات إطلاق للنيران باتجاه ايلات. وتعني هذه المعطيات أن الجدار شكل حاجزا حقيقيا على الحدود مع مصر. فإلى جانب صد "الإرهاب"، أو على الأقل منع دخوله إلى "الأراضي الإسرائيلية"، ساهم الجدار في وقف ظاهرة المتسللين نهائيا.

 

وحسب معطيات جيش الاحتلال لعام 2011؛ دخل "إسرائيل" 10.455 متسللا من سيناء، بينما اجتاز الحدود منذ مطلع العام الجاري سبعة متسللين فقط، وتم ضبطهم جميعا. ويعتبر الجيش ظاهرة المتسللين بمثابة وجع رأس على مستوى دولي، لكن وجع الرأس الأكبر والذي يترسخ في السنوات الأخيرة في سيناء، يكمن في تنظيمات الجهاد العالمية، بما في ذلك تنظيم أنصار بيت المقدس الذي يعتبر أشدها عنفا. ويتحمل هذا التنظيم المسؤولية عن غالبية العمليات التي نفذت تنفيذها السنوات الأخيرة ضد إسرائيل والسلطات المصرية في سيناء.

 

ويضيف الجنرال أن التهديد الذي يشكله هذا التنظيم، وأمثاله في سوريا، يشكل مصدر أزعاج إلى حد جعل شعبة الاستخبارات تعتبر الجهاد العالمي واحدا من التحديات الأمنية الخمسة التي تواجهها "إسرائيل".

 

وترى "إسرائيل" أن القدس ستكون المستهدفة من قبل هذا التنظيم بعد الانتهاء من القاهرة ودمشق،وجعل هذا المفهوم الجيش الإسرائيلي يغير طريقة عمله، حيث تمت اقامة الجدار كما تم تغيير طابع القواعد العسكرية والقوات الفاعلة، بحيث لم يعد يجري الاعتماد على قوات الاحتياط وإنما على القوات النظامية، إلى جانب قوات محددة الهدف بين الحين والآخر.