بالصور مشردون في بلادهم.. المرض والفقر يلقيان بعائلة غزية في « الشارع »!

الساعة 11:59 ص|08 يونيو 2014

غزة

هجرة ليس بعدها هجرة، ومعاناة ليس بعدها معاناة، تكاثرت الهموم على المواطن طارق محمد وعائلته فمن مصيبة المرض إلى مصيبة الفقر، تلك النوازل اضطرتهم لافتراش الأرض بعد أن طردوا من بيتهم المستأجر لعدم سداد الأجرة التي تراكمت عليهم بعد سوء أوضاعهم الاقتصادية.

لم تجد عائلة بن حمد الحضن الدافئ ولا اليد الحانية لا من حكومة ولا مؤسسة ولا أية جهة تدعي المسؤولية تجاههم؛ لذلك كله اتخذت العائلة من السماء غطاءً ومن رصيف الأرض وسادة لأطفالها.

خمسة أطفال لا يتعدى عمر كبيرهم خمسة أعوام إلى جانب أمهم وأبيهم باتوا يعيشون حياة اللجوء في وطنهم في مشاهد ترجع فيها الذاكرة إلى حيث النكبة الفلسطينية، حيث قطع من القماش غطت عورة تلك العائلة على قطعة 3  في 3 من الرصيف تلك القطعة تعتبر بالنسبة لهم المبيت والمطبخ والحمام وغرفة الضيافة.

ومما زاد من طين تلك العائلة بله أنها أصيب ثلاثة من أطفالها بمرض نادر وهو "نقص الإفراز الإنزيمي الخاص بتنظيم السكر في الدم" الأمر الذي أرهق العائلة إقتصادياً ما جعلها تستدين من أجل إنقاذ الأطفال الثلاثة من الموت المحقق، تلك الاستدانة التي كانت لصالح علاج الأطفال واستئجار منزل عرضت رب العائلة للسجن لعدم إيفائه بسداد الديون التي وصلت لأكثر من 80  ألف شيكل.

طيلة الأعوام الثمانية الماضية كان رب العائلة يتنقل بين سجون الشرطة الفلسطينية وذلك بسبب شكاوى الدائنين؛ حاول التواصل مع جهات حكومية وأهلية بهدف إغاثة الملهوف إلا أن تلك المحاولات باءت بالفشل، بل وفي بعض الأحيان عرضته للإهانة، كما قال.

يقول طارق "30 عاماً" وهو يرتكز على عمود خيمته :"أعيش أوضاع كارثية ومأسوية، وأتساءل أين نحن من الحكومات الفلسطينية ووزارات الشؤون الاجتماعية ووكالة الغوث وتشغيل اللاجئين، لدي خمسة أولاد ثلاثة منهم مرضى ولا أقوى على إعالتهم".

ويضيف:"طردت من المنزل الذي استأجرته بسبب الديون، وتواصلت مع جميع الجهات لنجدتي أنا وعائلتي ولكن دون جدوى، أين حقنا في حياة كريمة أنا وأسرتي".

وتابع:"والله لا يوجد في بيتنا ما نقتات به ليوم واحد، أليس من حقي على الحكومات والمؤسسات المأكل والملبس والمسكن، حاولت العمل والبحث عنه إلا أنني لم أجده للأسف".

ويتضح من حديث طارق "أبو محمد" أنه يعاني من مشاكل نفسية صعبة جراء الأزمة الإنسانية الاقتصادية والمرض الذي أصاب أولاده وهو ما أكدته زوجته بقولها :"العائلة كلها أضحت تعاني من مشاكل نفسية صعبة بسبب الظروف المأسوية التي تعيشها".

وتضيف أم محمد :"أولادي من المتفوقين على محافظة خانيونس إلا أنهم سيحرموا من الدراسة بسبب سوء الأوضاع الاقتصادية، ونحن بحاجة إلى مبالغ مالية بهدف علاجهم من المرض الذي أصابهم، ونحن الآن بلا مأوى ونفترش الأرض أمام المؤسسات الدولية أملاً بأن تتحرك لإنهاء معاناتنا".

وتتقاضى العائلة فقط مساعدة نقدية بسيطة من الشؤون الاجتماعية إلا أن تلك المساعدة لا تقاس أمام النفقات التي تحتاجها العائلة لسداد ديونها وعلاج أطفالها المرضى.

 وتأمل عائلة أبو محمد أن تساهم الجهات المعنية والمسؤولة وأوجه الخير بإغاثتهم وإعالتهم ولو بالنذر اليسير وصولاً لتحقيق حياة كريمة تليق بإنسانيتهم.

 

 


عائلة مشردة
عائلة مشردة
عائلة مشردة
عائلة مشردة
عائلة مشردة
عائلة مشردة
عائلة مشردة
عائلة مشردة
عائلة مشردة
عائلة مشردة
عائلة مشردة
عائلة مشردة
عائلة مشردة
عائلة مشردة
عائلة مشردة
عائلة مشردة
عائلة مشردة
عائلة مشردة