خبر تهويد القدس لم يتوقف يومًا منذ 47 سنة .. والحصيلة 60 ألف وحدة استيطانية

الساعة 04:57 م|07 يونيو 2014

القدس المحتلة - وكالات


قال ناشط فلسطيني في القدس المحتلة إن سلطات الاحتلال واصلت العمل ليلا ونهارا على تهويد القدس الشرقية المحتلة منذ احتلالها قبل 47 عامًا، ولم تتوقف حتى في فترة المفاوضات التي شهدت تجميدا للاستيطان.
وقال مدير مؤسسة "المقدسي " في القدس المحتلة معاذ الزعتري في تصريحات خاصة لـ "قدس برس": "إن ما تتعرض له القدس هذه الأيام من مخططات متسارعة لتهويدها وأسرلتها وفصلها عن الحيز الفلسطيني يجب أن تدق ناقوس الخطر"، داعيا في المقابل إلى "وقفة جادة تجاه مدينة القدس وحقوق المواطنين الفلسطينيين المقدسيين، ومن خلال خطة تحرك دائمة وليس من خلال شعارات رنانة لا طائل منها ولا فائدة".
  بناء 60 ألف وحدة استيطانية وكشف الزعتري، عن أن دولة الاحتلال ومنذ بداية احتلالها لمدينة القدس، عملت بشكل كبير على تهويد واسرلة القدس الشرقية، وفرضت القوانين الإسرائيلية على المدينة وعلى المواطنين الفلسطينيين، ولم تتوقف يوما عن مساعيها الجادة من أجل تهويد واسرلة ما تبقى من مدينة القدس.
وأضاف أن سلطات الاحتلال في هذا الإطار، استولت على مساحات واسعة من أراضي المواطنين المقدسيين، واستجلبت أكثر من 220 ألف مستوطنين للاستيطان في القدس الشرقية، وبنت أكثر من 60 ألف وحدة استيطانية على أراضي القدس الشرقية، وفصلت الأحياء العربية في المدينة عن بعضها البعض وحولتها إلى كانتونات معزولة غير متواصلة جغرافيا ونصبت الحواجز والجدران لمنع تواصلها بشكل كامل.
وتابع القول "إن سلطات الاحتلال استبدلت الأسماء العربية للشوارع بأسماء عبرية ضمن سياسات ممنهجة، وفي الأعياد اليهودية تتحول القدس الشرقية إلى سجن كبير، يتم فيها سجن المقدسيين داخل أحبائهم، وتغلق الشوارع، وتستباح المدينة من قبل المستوطنين، وكل هذا بكفة واستهداف المسجد الأقصى بشكل يومي وممنهج بكفة أخرى".
وأكد أن عمليات الاستيطان تجري على قدم وساق منذ 47 عاما، ولم تتوقف نهائيا ولا ليوم واحد حتى في الفترة التي جرت فيها المفاوضات، سواء كان من خلال إعلانات أو بدون إعلانات عن مخططات استيطانية.
وأضاف سلطات الاحتلال واصلت ليلاً ونهارًا عمليات البناء الاستيطاني منذ احتلال القدس الشرقية عام 1967، وواصلت التهجير الصامت، ومصادرة الأراضي حيث لم يتبقى للمقدسيين سوى 11 في المائة فقط من مساحة القدس الشرقية.
وأشار إلى أن الأحياء الاستيطانية باتت ملاصقة للأحياء الفلسطينية بسبب تمدد هذه الأحياء بحجة النمو الطبيعي، بحيث لم يعد بالإمكان تمييز الأحياء العربية عن الأحياء الاستيطانية.
ووصف التجمعات الاستيطانية بكتل سرطانية في جسم القدس المحتلة، والتي تبدأ عادة بعمارة ثم مجمع ثم مشروع كامل، لافتا إلى أن مستوطنة جبعات زئيف بدأت بـ 200 وحدة استيطانية واليوم يوجد بها 125 ألف وحدة استيطانية، ولك أن تتخيل كيف سيصبح حجمها هي وغيرها بعد عشر سنوات، بحجة النمو الطبيعي والذي ينمو على حساب المكان الفلسطيني.
وقال "إن هذا العدد الكبير من الوحدات الاستيطانية، والعدد الكبير من المستوطنين الذين يسكنون في القدس الشرقية، يجعل إمكانية حل قضية القدس من خلال المفاوضات أمرا مستحيلا، فهل نتخيل أن إسرائيل ستخلي كل هذه المستوطنات".
  تهجير وترحيل وأكد الزعتري، أن السياسات الإسرائيلية، أثرت بشكل مركزي على عمليات التهجير والترحيل التي تستهدف المواطنين المقدسيين وعلى النمو الطبيعي الديمغرافي لفلسطينيي القدس، لا سيما منع عمليات البناء وسحب الهويات وسلبهم حق الإقامة داخل حدود القدس، حيث أجبرت هذه السياسات الكثير منهم إلى الهجرة السلبية إلى خارج حدود القدس أو إلى الضفة الغربية المحتلة.
واشار إلى أن ما بين 150 ألف إلى 170 ألف مواطن مقدسي، هم عمليا يتواجدون بفعل هذه السياسات خارج حدود القدس وخارج جدار الفصل العنصري، وهذا العدد الكبير من المقدسيين يشكل عبئا على الاحتلال والذي يخطط للحد من عودتهم إلى داخل القدس من خلال سحب هوياتهم وحق الإقامة والسكن بزعم إقامتهم خارج حدود المدينة التي اصطنعها الاحتلال وبالتالي تهجيرهم.
  مدينة منهكة وقال إن صورة القدس الشرقية يعد 47 عاما من احتلالها تبدو حزينة ومنهكة بفعل سياسات الاحتلال، وتحتاج إلى مقومات كبيرة ويتعاون كامل من كل القطاعات حتى تستطيع النهوض من جديد.
وأضاف أن المدينة تعاني من شلل اقتصادي كبير بعد طرد عمقها الاقتصادي الطبيعي المتمثل في المقدسيين الذين أجبرتهم سياسات الاحتلال على السكن خارج حدود القدس، وفصلها عن الضفة الغربية، ومنع المواطنين الفلسطينيين في الضفة الغربية من الدخول إلى القدس بسبب الحواجز والجدار، وتحويل المدينة إلى "كانتونات".
وأشار الزعتري إلى أن القدس الشرقية شهدت في السنوات الثلاث الأخيرة، مزيدا من سياسات التهويد والأسرلة، أخطرها محاولات الاحتلال تقسيم المسجد الأقصى زمنيا عبر إتاحة المجال للمستوطنين للدخول إلى المسجد تحت مسمى السياحة من الساعة الثامنة وحتى صلاة الظهر بشكل يومي ومبرمج لتقسيمه.
وأضاف أن بلدية الاحتلال، تصف باحات المسجد بأنها ساحات عامة، يحق لكل مواطن التواجد فيها في أي وقت يشاء وكما يشاء وبالوضع الذي يريده، بدون أي مراعاة لحرمة هذه الباحات.
ولفت إلى تصاعد حملات الاعتقالات ، حيث تسجل يوميا ما بين 30 إلى 50 خالة اعتقال في مختلف أنحاء القدس، ومداهمات للمنازل ومنع للحريات ومنع الصلاة في المسجد الأقصى، والاغلاقات والحواجز وتقطيع أوصال الأحياء العربية ومنع الدخول من حي إلى حي إلا بعد الخضوع لعمليات تفتيش على الحواجز المنتشرة بين الأحياء العربية.
  إفقار المقدسيين وأكد الزعتري، أن نسبة الفقر في صفوف المقدسيين تزيد عن 85 في المائة، مشيرا إلى أن البيانات التي أصدرتها منظمة حقوق المواطن حول معدلات الفقر في صفوف المقدسيين والتي قدرتها بنحو 75 في المائة ليست دقيقة.
وأضاف بيانات المنظمة تعتمد على بيانات مؤسسة التأمين الوطني الإسرائيلية، والتي لا توثق سوى من يقوم بالتسجيل في سجلات هذه المؤسسات، وهناك الكثير من المقدسيين لا يسجلون في سجلات التامين الوطني وبالتالي لا يتم الإعلان عن هذه الحالات.
وأشار إلى معادلة متناقضة، فدخل الفرد في الضفة الغربية أعلى من معدل دخل المواطن المقدسي، ومع ذلك فإن نسبة غلاء المعيشة في القدس تزيد بخمسة أضعاف عن الضفة الغربية.
وضرب مثلا، أن أجرة البيت في القدس الشرقية تتراوح ما بين 800 إلى 1000 دولار شهريا، وهي أعلى من أجرة المنزل في دبي وأمريكا، وهي مبالغ لا يستطيع المواطن المقدسي دفعها، وتهدف لمنع الفلسطيني من البناء والنمو الطبيعي.
وأكد أن هناك عائلات مقدسية لا تملك قوت يومها، ومع ذلك يرفضون ملايين الدولارات مقابل التخلي عن مدينتهم مع أنهم لا يملكون دولارا واحدا.
وقدر حاجة المدينة إلى مليار دولار على مدار سنتين أو ثلاثة ، تخصص لاستصدار تراخيص للبناء وبناء الإنشاءات المختلفة وتفعيل عجلة الاقتصاد المقدسي، وأشار إلى سلطات الاحتلال وفي إطار مخططاتها للتضييق على المقدسيين ودفعهم للهجرة، تشن حربا اقتصادية على اقتصاد القدس، حيث يظهر ذلك في ارتفاع معدلات البطالة في صفوف المقدسيين بشكل كبير، وعدم إتاحة فرص العمل أمامهم، وارتباطه بسوق العمل الإسرائيلي.
وقدر نسبة البطالة بنحو 22 في المائة، مشيرا إلى وجود 75 ألف عاطل عن العمل من أصل 350 ألف فلسطيني يقيمون في القدس الشرقية المحتلة.
وأوضح أن هذا العدد من العاطلين عن العمل، يعني أن نصف المحرك الاقتصادي عاطل عن العمل، إذا استثنينا الأطفال والنساء من مجموع السكان في القدس الشرقية، وهذا يدفع المقدسيين للهجرة بحثا مكان أفضل للعيش ومصاريف اقل.
وكشف عن تراجع عدد المقدسيين في ظل تراجع عدد الولادات بشكل كبير، فهناك عائلات باتت تقتصر على إنجاب ولد واحد، وبعض العائلات لا تخطط حتى لإنجاب ولد واحد بسبب الأوضاع، وعدم وجود أماكن للسكن.
  إهمال التعليم واشار إلى أن قطاع التعليم ليس بأفضل حالا من باقي القطاعات بسبب الإهمال المتعمد من قبل سلطات الاحتلال، بهدف تجهيل النشء الفلسطيني.
وأضاف أن التعليم في القدس يعاني الأمرين حيث يوجد نقص كبير في الغرف الصفية يتراوح متا بين 2000 و2500 غرفة صفية، مشيرًا إلى أن هذا النقص أدى إلى تسرب نحو 50 في المائة من تلامذة القدس، ما بات يهدد بكارثة ثقافية كبيرة.
وأوضح أن نسبة التسرب هذه من أعلى النسب على صعيد منطقة الشرق ألأوسط وعلى الصعيد العالمي، إضافة إلى منع المعلمين القادمين من الضفة الغربية والذين يشكلون كادرا تعليميا كبيرا من الدخول إلى القدس، بسبب عدم منحهم تصاريح دخول إلى القدس، وهذا أدى إلى نقص كبير في المعلمين كما أن هناك مدارس لا يوجد بها معلمين نهائيا، وهذا زاد من حجم المشكلة التي يعاني منها قطاع التعليم ، ويتطلب تدخلا دوليا.
  22 ألف متعاطي للمخدرات وحذر من انتشار ظاهرة المخدرات في صفوف الشبان المقدسيين، متهما أجهزة أمن الاحتلال بالوقوف وراء هذه الظاهرة التي باتت تقض مضاجع المجتمع المقدسي والعائلات المقدسية.
وأوضح أن نسبة تعاطي المخدرات بلغت 22 في المائة وهي من أعلى النسب في العالم مقارنة مع عدد سكان القدس الشرقية.
وأضاف أن عمليات بيع وشراء المخدرات تجري تحت بصر وسمع شرطة الاحتلال، وبغطاء من شرطة الاحتلال التي لا تحرك ساكنا لمحاربة هذه الظاهرة، مشيرا إلى أن من يقوم بالترويج لهذه المخدرات هم من عملاء الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، بهدف تدمير الأجيال الشابة.
  اختلاف المرجعيات وقال "لا يوجد قيادة فلسطينية في القدس، والقيادة الحالية تعيش حالة من التخبط بسبب عدم وجود مرجعية واضحة، بل يوجد عدد من المرجعيات وكل مرجعية تحتاج إلى مرجعية، وهذا ساهم في تضييع حقوق المقدسيين بسبب اختلاف المرجعيات".
وأضاف أن "موقف القيادة الفلسطينية الرسمية ضعيف وهو أكثر مصطلح يمكن وصفه بها، في ظل عدم وجود موقف عربي وإسلامي واضح مما يجري في القدس".
وأكد أنه رغم كل الصعوبات والسياسات الإسرائيلية، "إلا أن حب سكان القدس لمدينتهم كونها ارض رباط هو أكبر دافع وراء صمودهم وتمسكهم بمدينتهم ومحاربتهم للسياسات الإسرائيلية".
وشدد على أن القدس "ستبقى عربية وإسلامية ولن تتوحد مع الاحتلال، ولن تحل قضيتها من خلال المفاوضات أو معاهدة سلام مع الاحتلال الذي نؤمن أنه احتلال زمني واستثنائي سيزول"، حسب تأكيده.