خبر الشجاعة في الرواية، والضرورة في الانصات- يديعوت

الساعة 09:01 ص|05 يونيو 2014

الشجاعة في الرواية، والضرورة في الانصات- يديعوت

بقلم: أ. ب يهوشع

(المضمون: ؟؟؟ - المصدر).

اولئك الذين يسعون الى الانفصال بسلام عن الفلسطينيين عبر حل "الدولتين للشعبين" يعرفون بان في هذه الصيغة ايضا من شبه اليقين أن تبقى أقلية اسرائيلية في الدولة الفلسطينية. فمثلما توجد أقلية فلسطينية كبيرة في اسرائيل، في هذه الصيغة ايضا ستكون الدولتان مرتبطتان بارتباطات متفرعة، وعليه لا يحتمل انفصال نهائي عن الفلسطينيين. فهم سيبقون دوما جيرانا أقرباء وحميمين. فما بالك أن الأمر صحيح بالنسبة لمن يسعون الى ضم يهودا والسامرة واقامة دولة واحدة، ثنائية القومية، تكون فيها مواطنة متساوية لكل سكانها.

 

إن تواجدنا في يهودا والسامرة لا يشبه تواجد جيش الاحتلال في بلدان بعيدة، مثل الفرنسيين في الجزائر، الامريكيين في فيتنام، البريطانيين في كينيا او الروسي في أفغانستان. فهذه الجيوش يمكنها أن تسمح لنفسها، انطلاقا من المعرفة بانه سيأتي اليوم الذي تنقطع فيه الصلة مع سكان الاراضي المحتلة، بان تسلم بأفعال وحشية ومظالم أو ان تتجاهلها. ولكن ليس هكذا عندنا: فالفتى الفلسطيني الذي رأى أباه مضروبا أو مهانا بلا مبرر، كفيل بان يكون ذات يوم عاملا أو حتى مواطنا في اسرائيل، وندبة الاهامة سيحملها في قلبه لزمن طويل، ولعله يسعى ايضا الى الانتقام.

 

رفضت دوما القول الجارف ان "جيشنا هو الاكثر أخلاقية في العالم". وذلك لان تعبير "الاخلاقي"، الذي يعطى سواء للجماعة ام للفرد، لا يمكنه أن يكون أبدا دائما بل يخضع لاختبار يومي. فالانسان يمكنه أن يتصرف بشكل أخلاقي ليوم ما، وفي الغداة ينتهك قواعد الاخلاق. وعليه فالجيش الاسرائيلي ايضا – الذي هو جيش الشعب وليس جيش من المحترفين – ينبغي أن يفحص نفسه ليلا ونهارا كي يراجع معاييره الاخلاقية وكيف تنجح في اختبار قيمه.

 

وبالتالي، فان علينا جميعنا أن نحترم الدافع الذي للجنود في أن يسمعوا شهاداتهم. لن تكون أي منفعة شخصية لاي منهم. بل العكس. واذا ما رغم ذلك قرروا الادلاء بشهاداتهم على أفعال غير سليمة وتنكيل بالسكان المدنيين، فانهم يفعلون ذلك لايمانهم بان الجيش يفترض أن يعرف بالمظالم والخروقات كي يصلحها. ولا بد أن الجيش الاسرائيلي ليس هو الجيش الاكثر أخلاقية في العالم، اذا ما كان هناك على الاطلاق شيء كهذا، ولكني اؤمن بان معظم قادته وجنوده يريدون أن يحترموا المعايير الاخلاقية.

 

ويجدر أن نذكر حقيقة اخرى: الاحتلال في مناطق يهودا والسامرة لم يتبقَ خارج حدود اسرائيل. فهو يتغلغل داخل اسرائيل نفسها. يد رشيقة على الزناد في الخليل، هي يد رشيقة على زناد منظمات الجريمة الاسرائيلية. عنف المستوطنين ضد الجيش، يجد تعبيره في عنف مظاهرات الاصوليين وغيرهم ضد الشرطة. أفعال الغش في السلب والسيطرة غير القانونية على أراضي الضفة، تؤدي الى افعال مشابهة في حدود الخط الاخضر ايضا.

 

منذ حرب الايام الستة، مرت 47 سنة. كلنا اعتقدنا بأن سيطرتنا على السكان الفلسطينيين ستنتهي باتفاق أو بتسوية سلمية كهذه أو غيرها. ولكن مرت سنوات عديدة جدا، وربما سنوات اخرى بانتظارنا ستستمر فيها هذه السيطرة. والخطر الاكبر على المجتمع الاسرائيلي هو خطر التعب والكبت. فلم تعد هنا قوة وصبر لسماع المزيد من الافعال الظالمة.

 

ان وجود سلطة فلسطينية مستقلة ظاهرا، تحكم جزء من السكان، يتيح لنا غض النظر عما يجري كل يوم في أرجاء يهودا والسامرة. اما آلية الكبت في هذا السياق فهي خطيرة، إذ أنها تعمل ايضا في مواضيع الفوارق الاجتماعية، مظاهر الفساد المحلية، العنف وغيرها وغيرها.

 

وعليه، نشكر هؤلاء الشباب ممن لم يفقدوا الامل في أنه يمكن التغيير واصلاح العلل في المجتمع الاسرائيلي. سنستمع اليهم بروح من التضامن، حمائم وصقور على حد سواء، انطلاقا من الايمان بان السلام والنزاهة هما اهدافنا جميعا.