خبر هزيمة سياسية -هآرتس

الساعة 08:58 ص|05 يونيو 2014

بقلم: براك ربيد

(المضمون: انكشفت حكومة اسرائيل بعريها كمن لا تحصي أي دولة في العالم موقفها. ما تبقى لنتنياهو هو أن ينشر بيانات شجب ممتعضة وأن يغرد على التويتر - المصدر).

 

ما يحصل في الايام الاخيرة لمحاولات حكومة اسرائيل مكافحة اقامة حكومة الوحدة الفلسطينية يمكن أن يوصف بكلمتين – هزيمة سياسية. ففي غضون بضع ساعات أعلنت كل القوى العظمى العالمية الواحدة تلو الاخرى الاعتراف بالحكومة الفلسطينية الجديدة. وكانت الولايات المتحدة هي الاولى. وبعدها جاء المشبوهون الفوريون – كاترين اشتون، وزيرا خارجية بريطانيا وفرنسا وبالطبع الامين العام للامم المتحدة. ولكن كانت هناك ايضا دول غازلتها اسرائيل في الاشهر الاخيرة كفتاة معشوقة.

 

فقد روى لنا رئيس الوزراء نتنياهو، وزير الخارجية ليبرمان ووزير الاقتصاد بينيت بعيون بارقة بان الصين والهند بشكل عام ليستا معنيتين بالفلسطينيين وتريدان فقط التكنولوجيا الاسرائيلية، التكنولوجيا الاسرائيلية والتكنولوجيا الاسرائيلية.

 

وللتحبب للرئيس الروسي بوتين انثنت اسرائيل كغصن البان في مسألة الاجتياح لاوكرانيا. ولكن هذا كله لم يمنع وزارات الخارجية في موسكو، بيجين ونيودلهي من نشر بيانات تأييد حماسية للحكومة الفلسطينية. ومع أن الولايات المتحدة والدول الاوروبية اشترطت التأييد بالاعتراف باسرائيل، الا ان الصينيين، الروس والهنود فلم يكن هذا يهمهم على الاطلاق.

 

ومثلما في محاولة نتنياهو احباط الاتفاق المرحلي بين ايران والقوى العظمى، الان ايضا اتخذ سياسة الرفض المطلق لكل تغيير في الوضع الراهن وهجوم علني على كل من يعتقد العكس – حتى لو كان هذا الحليف الاكبر لاسرائيل. فقد أمسكت به اقامة حكومة الوحدة غير مستعد، عديم الاستراتيجية وفاقد الخطة السياسية البديلة. هذه المرة ايضا تلقت دول العالم تذكيرا في أن نتنياهو يتميز بقول ما لا ينبغي فعله، ولكن ليس لديه فكرة خضراء عما ينبغي فعله. لقد انكشفت هذه السياسة ليس فقط كغير ناجعة على الاطلاق، بل وكضارة بمكانة اسرائيل في العالم. وانكشفت حكومة اسرائيل بعريها كمن لا تحصي أي دولة في العالم موقفها. ما تبقى لنتنياهو هو أن ينشر بيانات شجب ممتعضة وأن يغرد على التويتر.

 

هذا ليس واجبا أن يكون على هذا النحو. من المجدي لنتنياهو أن يقرأ المقال الذي نشره قبل اسبوعين العميد احتياط اودي ديكل والمقدم احتياط كوبي ميخائيل من معهد بحوث الامن

 

القومي. فقد اقترح الرجلان على نتنياهو سبيلا لجعل حبة الليمون ليمونادا وان يرى في اقامة حكومة الوحدة الفلسطينية ليس تهديدا بل فرصة. وشرحا بانه بدلا من الاعتراض على الخطوة، ينبغي لنتنياهو أن يستخدمها لاعادة تحريك المسيرة السياسية في صيغة مختلفة – اقامة مؤسسات الدولة الفلسطينية في غزة أولا.

 

ليس متأخرا بعد. على نتنياهو أن يراجع أفعاله وان يفكر كيف وصل الى هذا الحد. اما محاولات اقناع الذات في أن كل العالم ضدنا وكلهم لاساميون لعلها تحسن المزاج، ولكنها لن تجلب الحل. فأحداث الايام الاخيرة يجب أن تكون بالنسبة له صافرة تحذير من العزلة العميقة التي تتدهور اليها اسرائيل. والمبادرة السياسية الاسرائيلية لم يسبق لها أن كانت ضرورية اكثر مما هي اليوم.