خبر اسرائيل لا تُضيع فرصة التجهم- هآرتس

الساعة 10:40 ص|04 يونيو 2014

بقلم: حيمي شليف

(المضمون: سارعت اسرائيل بدل الحفاظ على الصمت وانتظار أن تتفكك الحكومة الفلسطينية، الى نشر سلسلة تهديدات وتضر بها فقط في الرأي العام العالمي - المصدر).

 

يمكن أن نقول على وزن قول آبا ايبان الشهير، في حكومة اسرائيل إنها لا تضيع أبدا فرصة لاضاعة الفرص، من جهة دعائية على الأقل. فقد وقف المجلس الوزاري المصغر أمس ايضا معاضدا للدعاية الفلسطينية كي يصرف ضوء المصابيح القوية عن المصالحة الاشكالية بين السلطة في رام الله وقادة حماس في غزة وتركيزه على رفض اسرائيلي بادي الرأي: "اسرائيل لن تسمح"، و"اسرائيل ترفض"، و"اسرائيل تهدد"، و"اسرائيل ستفرض عقوبات" – هكذا تم بدء التقارير الاعلامية العالمية عن تأدية الحكومة الفلسطينية الجديدة اليمين الدستورية.

 

تعالوا نصدر عن فرض أن هذه الرجولية التصريحية للمجلس الوزاري المصغر لا تنبع من فقدان صلة بالواقع أو من شعور هاذٍ بأن مكانة القدس الدولية سترتفع نتاج رشقة اللاءات التي أطلقتها. فالاستنتاج الذي بقي هو أن ثبات المجلس الوزاري المصغر الصلب موجه الى آذان الجمهورين الموجه إليهما اللذين يرتاحان لذلك وهما الجمهور اليهودي في اسرائيل والنواب الجمهوريون في مجلس النواب الامريكي.

 

لم تمر سوى دقائق معدودة بين اعلان المجلس الوزاري المصغر وبدء القيادة الجمهورية في واشنطن اطلاق النار. فقد دعا رئيس الاكثرية في مجلس النواب اريك كانتور ورئيس لجنة الخارجية إيد رويس الى تعليق المساعدة الامريكية للسلطة الفلسطينية. وفي المعركة التالية من السيناريو المعلوم مسبقا، سترفض الادارة الاستجابة وسيهاجم الجمهوريون استسلامها للارهاب وربما يربطون ذلك ايضا بالتحرير المختلف فيه للأسير الامريكي من أسر طالبان. وستصور اسرائيل، كعادتها في الزمن الاخير بأنها منحازة بل ربما تؤجج حرب اليمين الامريكي التي لا هوادة فيها لاوباما.

 

كان يوجد امكان آخر نظريا على الأقل، وكانت اسرائيل تستطيع الحفاظ على هدوء نسبي، وأن تتبنى توجه لننتظر ونرَ، وأن تدع الفلسطينيين يقومون بالعمل هذا مع فرض أن تقديراتها فيها شيء حقيقي. فعلى حسب تنبؤات خبرائنا سيتبين في غضون ايام معدودة أن الوحدة بين فتح وحماس لا تستطيع الثبات، فاما أن تستمر حماس على تسميم الجو بتصريحات حماسية وإما أن تزيد المنظمة الارهاب واطلاق النار من غزة كي تصد سخرية منتقديها المتطرفين. ولو فعلت اسرائيل ذلك لبدت مثل بالغ متزن مسؤول لم يحجم عن منح امكان ضعيف لتقديم مسيرة السلام، فرصة.

 

ويكون ذلك أصح بأضعاف حينما نأخذ في الحسبان امكان – وينبغي أن نقول إنه امكان حالم – ألا تتحقق التقديرات الاسرائيلية وأن تثبت الحكومة الفلسطينية الجديدة وأن تفي ايضا بالشروط الدولية وهي الاعتراف باسرائيل والاستمرار في التفاوض معها. واذا حدث هذا فستستمر واشنطن على العمل مع الفلسطينيين كما بينت أنها ستفعل ذلك أمس، وسيسير أكثر شعوب العالم خلفها، وستصبح اسرائيل أكثر عزلة ولن تقنع سوى نفسها بعدالتها وتعزي نفسها في حضن صديقتها المخلصة كندا، التي هي صدّيقة وحيدة في سدوم.

 

إن الامر أمر توجه، فهم في اوروبا وامريكا يفضلون احسان الأمل وأن يمنحوا التغيير التدريجي الذي يُقرب حماس من رام الله كما يقترح عباس ولا يُقرب السلطة من غزة كما تتنبأ اسرائيل، أن يمنحوه احتمالا ولو واهيا. ويفضلون في القدس صبغ الصورة باللون الاسود ويصرون على اثارة الريبة في أن خطوات العقاب التي استقر رأي المجلس الوزاري المصغر عليها ترمي في واقع الامر الى اضعاف عباس والى جعل النبوءة الاسرائيلية المتشائمة نبوءة تحقق نفسها.

 

إن عباس تلاعب باسرائيل من جهة الصورة بحل "السير مع والشعور من غير". فقد وضع الزعيم الفلسطيني على بابنا شركاً محكما أسرع وزراء المجلس الوزاري المصغر الى السقوط فيه، ويجب على اسرائيل الآن أن تعتمد على اجراءات متطرفة من حماس كي تخلص من الحفرة التي حفرتها لنفسها. إن الشيء الأساسي هو أن نتنياهو يعتبر خبيرا بالدعاية والجميع متأكدون من أهميتها الكونية لمستقبلنا.

 

* * *