خبر العدو الذي في داخلنا- هآرتس

الساعة 10:38 ص|04 يونيو 2014

بقلم: موشيه آرنس

(المضمون: في التاريخ سوابق تعلمنا ما حدث لدول ديمقراطية لم تستطع حماية نفسها من أعداء في الداخل. فيجب على اسرائيل أن تتعلم دروس الماضي ويجب عليها أن تُخرج الجناح الشمالي من الحركة الاسلامية خارج القانون - المصدر).

 

اسرائيل لا يعوزها الأعداء – حزب الله في لبنان، وحماس في قطاع غزة، وعصابات ارهاب في سيناء، ومنظمات ارهاب وُضعت قرب الحدود في الجولان بعد نشوب الحرب الاهلية في سوريا، وأبعد من ذلك – آيات الله في ايران. لكن أخطرها العدو الموجود بين أظهرنا ألا وهو الجناح الشمالي من الحركة الاسلامية برئاسة رائد صلاح.

 

ما زال الجناح الشمالي يشتغل منذ سنين بنشاط تآمري يرمي الى القضاء على دولة اسرائيل واقامة دولة اسلامية بدلا منها. وهم يعلنون عن هذا الهدف على رؤوس الاشهاد، ويتقدمون – سواء أصدقتم أم لا – نحو احرازه بجنيد تدريجي للسكان المسلمين في اسرائيل لمكافحتها.

 

فهم يكررون القول لهم إن اسرائيل عدوهم ويحرضونهم على العمل عليها بالعنف ويناضلون بكل طريقة ممكنة لاحباط كل مبادرة الى دمج المواطنين العرب في المجتمع الاسرائيلي. واذا كان يصعب عليكم تصديق ذلك فانظروا الى ما حدث للبدو في النقب. فقد كانوا يرون أنفسهم الى ما قبل ثلاثين سنة اصدقاء دولة اسرائيل وتطوع كثير منهم للخدمة في الجيش الاسرائيلي. إن البدو في الحقيقة مسلمون لكنهم ليسوا متدينين بصورة خاصة ولم يكونوا يرون أنفسهم جزءً من جيش اسلامي يحارب اسرائيل الى أن بدأت الحركة الاسلامية ترسل الى النقب من الشمال رجال دين ومعلمين ونشطاء ينظمون مظاهرات واعمال شغب في ذلك المكان مع نشر دعاية على اسرائيل.

 

أصبح جناح الحركة الشمالي يقود حملة الدعاية هذه في السنوات الاخيرة. ويعمل ناسه في اقناع البدو بأن اسرائيل هي عدوهم وأنه لا يجوز لهم أن يُجندوا للجيش الاسرائيلي، جيش العدو.

 

ويقيم الجناح الشمالي مرة في كل سنة مهرجان دعاية جماعيا على اسرائيل في أم الفحم تحت عنوان "الأقصى في خطر"، ويحاولون فيه أن يقنعوا عشرات آلاف المسلمين الاسرائيليين بأن اسرائيل تخطط لهدم المسجد الأقصى، ويشجعونهم على الاستعداد لبذل مهجاتهم لاحباط هذا "الفعل الآثم".

 

ذُكرت الدعاية الآثمة للجناح الشمالي من الحركة الاسلامية وقدرته على تحريض السكان المسلمين في تقرير لجنة أور التي حققت في أحداث تشرين الاول 2000. وحملت اللجنة الجناح الشمالي المسؤولية عن أحداث الشغب وعن سفك الدماء الذي تلاها. وبرغم ذلك لم تعمل

 

السلطة في اسرائيل على اخراج الحركة التي تُهيج الخصومة، خارج القانون، فاستمرت وزادت نشاطها المعادي لاسرائيل في السنوات التي تلت ذلك.

 

لا يخفي الجناح الشمالي من الحركة الاسلامية صلته بالاخوان المسلمين في مصر، وعلاقاته بحماس في غزة. وهو يؤيد علنا نشاط حماس الارهابي الموجه على اسرائيل. ويوجد أساس معقول لفرض أن المنظمتين بينهما صلات قوية. فقد كان رائد صلاح من الشخصيات البارزة على متن سفينة "مرمرة" في الرحلة البحرية التي بادرت اليها منظمة ارهابية تركية لتأييد حماس.

 

فهل من المنطق السماح لمنظمة تعمل علنا في القضاء على دولة اسرائيل أن تستمر على الوجود باسم الحفاظ على حرية التعبير؟ ربما كان لذلك تسويغ لو كان الحديث عن حركة لا تأثير لها ولا قدرة على إحداث ضرر بالدولة والمجتمع. لكن الجناح الشمالي من الحركة الاسلامية بعيد عن أن يكون منظمة لا تأثير لها، ونشاطه خطير على الدولة ومُضر بها. وقد كان يصعب اخراج الحركة خارج القانون لو حاولت اخفاء أهدافها الحقيقية لكن الجناح الشمالي كما قلنا آنفا بين أهدافه بما لا يحتمل أي شك.

 

في التاريخ سوابق تعلمنا ما حدث لدول ديمقراطية لم تستطع حماية نفسها من أعداء في الداخل. فيجب على اسرائيل أن تتعلم دروس الماضي ويجب عليها أن تُخرج الجناح الشمالي من الحركة الاسلامية خارج القانون.