خبر يعرف بت القرار في الغرفة المغلقة -هآرتس

الساعة 10:37 ص|04 يونيو 2014

بقلم: ألوف بن

(المضمون: يُتهم نتنياهو بالضعف والعجز عن القرار لكنه حازم صارم صاحب قرار في تحكمه بأجهزة الامن السرية كالموساد و"الشباك" اللذين ينفق عليهما بسخاء من الميزانية العامة دون رقابة أو نقد - المصدر).

 

يوصف رئيس الوزراء في الاكثر بأنه زعيم ضعيف يحجم عن القرارات وأنه مشغول بتمضية الوقت في السلطة وبارضاء أهواء زوجته. وقد عزز هذا التصور التنافس الحالي في رئاسة الدولة

 

الذي فشل نتنياهو فيه في أن يجد مرشحا يوافق هواه واضطر الى أن "يؤيد" روبي ريفلين: فها هو ذا بيبي المبلبل والضعيف الذي تضربه الأمواج السياسية، يظهر مرة اخرى.

 

هكذا هو نتنياهو في الساحة العامة. لكن يظهر نتنياهو مختلف في الغرفة المغلقة حينما لا يُرى، يعرف القرار وادارة الصراعات المكتبية. وتؤثر قراراته على مخصصات "الوسائل الخاصة" واجهزة الاستخبارات في الدولة أكثر من المسألة التي لا أهمية لها وهي هل يحل في بيت الرئيس ريفلين أم دان شختمان أم داليا ايتسيك. ويشارك في سر هذه القرارات قليلون وتُتخذ دون أي نقاش أو رقابة عامة.

 

لنبدأ بـ "الوسائل الخاصة". فقد كشف المدير العام لوزارة الدفاع دان هرئيل للصحفيين عن أن كلفتها ستبلغ هذه السنة 4.5 مليار شيكل. وسيزاد عليها في السنة التالية 600 مليون شيكل اخرى – وهذا نسبة زيادة سنوية تبلغ 13 بالمئة، لا يستطيع الجيش الاسرائيلي والوزارات المدنية حتى أن تحلم بها. وبين هرئيل أن هذا المبلغ صارم ولا يُمكّن نتنياهو الذي تخضع هذه "الوسائل" لمسؤوليته المباشرة، من المس بها. ولم يكن الكشف عن ذلك هفوة بل كان يرمي الى تقوية ادعاء الجيش أنهم ينتقدونه انتقادا غير عادل على الدهون والورم، في حين يوجد التبذير في جهات اخرى مخبأً في ميزانية الدفاع.

 

تظهر من الارقام التي كشف عنها هرئيل استنتاجات مهمة أولها أن نتنياهو لا يؤمن بأن اسرائيل تستطيع أن تمنع أو تحبط أو تدمر المشروع الذري في ايران، ولهذا ينفق على "الوسائل الخاصة" التي ترمي الى ردع هذه التهديدات. ونرى بحساب بسيط أن "زيادة الامن الاستراتيجي" لاسرائيل تبلغ نحوا من نصف بالمئة من الانتاج الوطني الخام، وتزداد كل سنة. والثاني أن الاجسام التي يخضع رؤساؤها لرئيس الوزراء مباشرة تتمتع بأفضلية في لعبة القوة الداخلية التي تتجلى في وفرة المخصصات والحصانة العامة. فلا يزعم أحد أن لاسرائيل ما يكفي ويزيد من "الوسائل الخاصة"، ولا تهتم وسائل الاعلام بأجور ومخصصات تقاعد مطوريها ومُستعمليها.

 

ويدلل نتنياهو على نحو مشابه الجهازين السريين: الموساد و"الشباك"، اللذين زادت ميزانيتهما على الدوام منذ أن عاد الى الحكم. وفي السنة الماضية وهي آخر سنة توجد عنها معطيات، زادت ميزانية المنظمتين بنحو من 10 بالمئة. لا يمكن أن نُخمن أن الزيادة لم تقف هذه السنة ايضا. إن التقسيم الداخلي بينهما غير معلوم ولهذا ليس واضحا هل يخصص المال الذي يحوله نتنياهو في الأساس لتقوية التحكم بالفلسطينيين واعمال التعقب الداخلي في اسرائيل

 

("الشباك")، أم لحرب الظلال مع ايران وحزب الله وحماس (الموساد)، أم للغايتين معا. من الواضح فقط أن تمير فردو ويورام كوهين لا يحتاجان الى النضال من اجل الميزانية كوزير الدفاع ورئيس هيئة الاركان، فهناك من يهتم بهما في القيادة العليا ولا تُنقر وسائل الاعلام والجمهور في نفقاتهما وشروط خدمة العاملين فيهما.

 

يُكلفنا الموساد و"الشباك" ثلثين بالمئة من الانتاج الوطني الخام. فهل هذا كثير أم قليل؟ فهل لاسرائيل ما يكفي من الاستخبارات والعمليات السرية أم تحتاج الى مزيد؟ وهل محاربة الايرانيين وحلفائهم بخلايا تصفية وحيل اخرى وحكم الفلسطينيين من وراء الستار أرخص وأنجع من استعمال قوات عسكرية باهظة الكلفة وغير منظمة ومرشحة للتورط؟ أم ربما عكس ذلك؟ إن هذه الاسئلة لا تثار ألبتة لنقاش سياسي واعلامي وعام.

 

يحب نتنياهو السيطرة على الاجسام السرية وحريته في توسيعها واستعمالها. ولهذا أصر ايضا على أن يُرئس مواليه لجنة الخارجية والامن التي تُجيز الميزانيات الخفية، ويعلم كبار مسؤوليه أكثر من المواطن العادي بـ "الوسائل الخاصة"، والموساد و"الشباك". إن نتنياهو لا يهمه في الحقيقة حينما يسخرون من انتخابه الرئاسي لكنه لا يريد أحدا يثير اسئلة غير مريحة في مجالات عزيزة على قلبه.