خبر انتصار المعتدلين -يديعوت

الساعة 10:38 ص|03 يونيو 2014

انتصار المعتدلين -يديعوت

بقلم: شمعون شيفر

(المضمون: معسكر لبيد – لفني، الذي يحتفظ بنصيب محترم من الائتلاف، نجح في صد كل خطوة متطرفة ردا على الوحدة الفلسطينية، لان خطوة كهذه كان يمكن لها أغلب الظن أن تعمق فقط غرق اسرائيل في هذا الوحل الاعلامي، وتعرضها مرة اخرى بصفتها الطرف العنيد والرافض للسلام - المصدر).

 

بعد عدة أشهر، بعد الانتخابات في الكونغرس الامريكي، عندما لا يكون أحد يتذكر أن فتح وحماس كانتا ذات مرة خصمين، سيعودون في الولايات المتحدة الى النزاع الاسرائيلي – الفلسطيني، وعندها ربما سيفرضون ايضا عقوبات على اسرائيل. في هذه المرحلة لا بد سيتذكرون في البلاد هذه الايام، الايام التي قضت نحبها فيها المحادثات بشكل نهائي وسيحاولون التفكير كيف حصل هذا. او عندها سيكتشفون انه في الوقت الذي تغير فيه الشرق الاوسط امام ناظرينا، وفي الوقت الذي كانت أمام رئيس الوزراء نتنياهو امكانية تاريخية لاجراء مفاوضات مع رئيس السلطة الفلسطينية الذي يحظى بتأييد حماس – اختار الانشغال بمحاولات عديمة كل احتمال لالغاء مؤسسة الرئاسة وانتخاب ريفلين.

 

تروي محافل سياسية اطلعت على الاتصالات بين اسرائيل والفلسطينيين بان الادارة الامريكية تتهم نتنياهو بفشل المحادثات. امام رئيس الوزراء بالمقابل، فيفضل مواصلة الحديث الكثير وعمل القليل. والان حان دور التهديدات بفرض العقوبات على الفلسطينيين في أعقاب تشكيل حكومة فتح – حماس. وغني عن الاشارة الى أن هذا الرد لم يترك أثرا على البيت الابيض وبناء على ذلك جاء ايضا الاعلان عن أن واشنطن ستعمل بالتعاون مع الحكومة الفلسطينية الجديدة وستواصل تحويل اموال المساعدات لها. هكذا بحيث أنه في نهاية جولة المحادثات الحالية، خرجت اسرائيل ويدها هي السفلى: شرعت في حرب اتهامات وخسرت فيها في نفس الوقت. اما ثمن هذه الهزيمة فسنحرص على دفعه كما يبدو.

 

امس، في المجلس الوزاري، كانت المحافل المعتدلة هي التي أملت النبرة. معسكر لبيد – لفني، الذي يحتفظ بنصيب محترم من الائتلاف، نجح في صد كل خطوة متطرفة ردا على الوحدة الفلسطينية، لان خطوة كهذه كان يمكن لها أغلب الظن أن تعمق فقط غرق اسرائيل في هذا الوحل الاعلامي، وتعرضها مرة اخرى بصفتها الطرف العنيد والرافض للسلام. الى بينيت، الذي يمثل الجناح المتطرف في المجلس الوزاري، ألقوا بعظمة في شكل وعد بلجنة ربما تتشكل وربما تفحص امكانية الضم ربما للمناطق. لا حاجة لان يكون المرء ثعلبا سياسيا قديما كي يفهم انه من كل هذه الـ "ربما" أن هذا اساسا هو اعلان من الفم الى الخارج.

 

على هذه الخلفية، يقترح وزير الخارجية افيغدور ليبرمان تبني نهج جديد لحل النزاع: ليس مزيدا من المفاوضات الفاشلة مع الفلسطينيين، بل سلسلة من اتفاقات السلام مع السعودية وسلسلة من الدول العربية الاخرى، ينخرط الفلسطينيون في نهايتها. من ناحية ليبرمان، هذا جد بسيط: لاسرائيل، للسعوديين ولدول الخليج يوجد أعداء مشتركون، في شكل النظام في ايران والحركات الاسلامية المتطرفة التي تعمل في المنطقة، في سوريا مثلا. فهل يوجد على الاطلاق احتمال لاتفاق اسرائيلي – سعودي؟ منوط، ولكن ليبرمان على الاقل يقترح هجر الفكرة التي وقف خلفها رؤساء الموساد في الماضي، وعلى رأسهم مئير دغان، وبموجبها يفضل السعوديون أن يروا في اسرائيل عشيقة يقضي الجميع معها وقتا ممتعا ولكنهم يرفضون الظهور معها علنا.