خبر اوباما يعيش في النكران -معاريف

الساعة 09:00 ص|02 يونيو 2014

اوباما يعيش في النكران -معاريف

بقلم: عاموس غلبوع

 (المضمون: اوباما أهمل النزاع الاسرائيلي الفلسطيني، شبه جزيرة القرم من ناحيته لم تُضم، وعند تناوله سوريا لم يتلفظ بكلمتي "الاسد" أو "الجهاد"، محزن أن يكون هو رئيس الدولة الحليفة الأساس لاسرائيل - المصدر).

في اجتماع الجمعية العمومية للامم المتحدة العام الماضي شدد الرئيس الامريكي براك اوباما على أن سياسته الخارجية ستركز على موضوعين مركزيين: الموضوع النووي الايراني والنزاع الاسرائيلي الفلسطيني. لا سوريا ولا أي موضوع آخر، فقط هذان الموضوعان.

وبالفعل فقد عالج النزاع الاسرائيلي الفلسطيني وزير خارجيته بشكل "مهووس ومسيحاني". وها هو يوم الاربعاء الماضي ألقى اوباما خطابا سياسيا أمام خريجي اكاديميا الضباط في ويست بوينت. وكان المروجون لخطابه  يؤكدون بأن الرئيس سيُري كل منتقديه، من اليمين ومن اليسار، بأن السياسة الخارجية والامنية للولايات المتحدة صحيحة، ناجحة وتحظى بالانجازات. قرأت باهتمام كل الخطاب، فما هو الامر المركزي الذي كان ينقصه؟ النزاع الاسرائيلي – الفلسطيني والجهد الامريكي غير العادي لمحاولة حله. ولا حتى كلمة واحدة! نعم، ذُكرت كل أنواع النزاعات في العالم، بما فيها بورما ودول في افريقيا، باستثناء ذاك النزاع الذي شدد الرئيس الامريكي بلسانه هو في 2013 على أنه سيشكل محورا مركزيا في سياسته الخارجية.

 

          دون تحليل الخطاب بأسره، أريد أن أركز على أمرين بارزين آخرين هما ايضا سقطا من حديث اوباما، أو للدقة: تجاهلهما ورسم واقعا غير صحيح في مراكز التوتر في العالم.

 

          نبدأ باوكرانيا. وصف ما يجري في اوكرانيا، حسب اوباما، هو وصف شبه مثالي: روسيا العدوانية شجبها العالم؛ صندوق النقد الدولي يساعد على استقرار الاقتصاد الاوكراني؛ المراقبون يوجهون أنظار العالم لرؤية ما يجري في الاجزاء غير المستقرة من اوكرانيا ورئيس جديد انتُخب. كل هذا يسمح للشعب في اوكرانيا أن يختار مستقبله دون أن يطلق رصاصة واحدة. ما لم يذكره الوصف الوردي هو أن الكثير من الدول رفضت شجب روسيا لموقفها من اوكرانيا (بما في ذلك الصين، الهند، البرازيل وجنوب افريقيا) وما يقدمه صندوق النقد هو قطرة في بحر.

 

          ولكن ليس هذا هو الأساس. كلمة القرم لا تظهر. فهل روسيا ضمت على الاطلاق شبه جزيرة القرم؟ حسب الرئيس الامريكي، يبدو أن لا... وبشكل عام يوجد الآن عشرات القتلى في المعارك في شرق اوكرانيا، ومن الصعب أن نعرف ماذا سيؤتي به اليوم هناك – ولكن بالنسبة لاوباما هذا على ما يبدو غير موجود.

 

          ننتقل الى سوريا. اوباما يعد في خطابه: "سنساعد الشعب السوري للوقوف ضد الدكتاتور الذي يقصف ويُجوع شعبه"، "سنجند الدعم لاولئك في المعارضة السورية الذين يعرضون البديل الأفضل للارهابيين وللدكتاتوريين الوحشيين"، "مع العالم العربي واوروبا سندفع نحو حل سياسي للازمة".

 

          بالعبرية الاكثر بساطة يُعد هذا بلبلة للعقل بحيث أنه لا يمكنك أن تفهم مما قيل أي شيء حقيقي. ولكن دعنا من هذا. ماذا ينقص هنا؟ إنتبهوا الى أن اسم الاسد لا يُذكر. يوجد دكتاتور ودكتاتوريون، ولكن ليس الرئيس الاسد باسمه. حتى الآن أكثر من 170 ألف نسمة قتلوا في جرائم حرب في سوريا، ولكن اوباما لا يقول عن ذلك كلمة واحدة صريحة.

 

          وبالنسبة للارهاب؟ الرئيس لا يذكر كلمة "جهاد" أو منظمات الجهاد المنتشرة في أرجاء العالم. بالنسبة له توجد فقط القاعدة و"المتطرفين". لماذا؟ إذ بالنسبة لادارة اوباما لا يوجد هناك شيء يسمى ارهاب اسلامي.

 

          هكذا الرئيس الامريكي، زعيم العالم الحر يهرب من حقائق الواقع غير اللطيفة. محزن على نحو خاص أنه رئيس الدولة التي هي حليفتنا الأساسية.