خبر رسالة إلى النائب العام الجديد ...بقلم : خليل أبو شمالة

الساعة 06:00 ص|02 يونيو 2014

ننتظرك بعد اتفاق طرفي الانقسام، وننتظر الإعلان عن هويتك واسمك، وننتظر إعادة الهيبة لنظام القضاء الذي ضحى فيه أصحاب الانقسام ، وتعاملوا معه كأنه إحدى حانات السلطة، وأهدروا كرامة القضاء في صورة جعلتنا ندرك ما معنى أن تقف أمام القضاء والمحكمة ويكون خصمك محسوباً على أصحاب السلطة، أو مقرب من الحاكم، ورأينا كيف تحول منصب النائب العام إلى مجرد وظيفة في نظام حكم يتعامل مع القانون انه خادم لديه، فغابت العدالة وسادت شريعة الغاب ، فإن كنت قوي ومسنود فالقانون ينصفك، وإن كنت ضعيفا ولست مقرباً من الحاكم والسلطان، فلك الله والعدالة أمام الخالق يوم الحساب.


سيدي النائب العام:
مهمات عظيمة تنتظر قراراتك، وملفات كثيرة ينبغي أن تأمر بفتحها للتحقيق فيها، وأسماء كبيرة يطالها التحقيق وربما المثول أمام القضاء، فهل ستكون على قدر ثقة الحاكم، أم ستنتصر لغالبية الناس، وحقوقهم، وتنتصر للحق والعدل، والقانون؟ هل ستعيد للشعب كرامته التي أهدرها الانقسام ومن يقف خلفه، ومن تسبب في استمراره سبع سنوات من الكوارث على كافة المستويات؟؟ هل ستعلن كلمة حق وعدل لتقول "حق الناس لا يسقط بالتقادم ؟؟.

سيدي، موقعك الحساس الذي يعتبر أهم موقع في أي نظام حكم، حيث لا سلطان عليك إلا الله الرقيب الحسيب وضميرك الذي يراهن عليه الشعب، يفرض عليك أن تأمر بالتحقيق في عشرات قضايا التعذيب التي وقعت في مراكز التوقيف وعمليات قتل دون معرفة الأسباب، وحالات وفاة غامضة، وقرارات منح أراض بالجملة لمن لا يستحقها تحت مبررات لم يراجع فيها أحد في ظل الحكم الأحادي، إضافة إلى التحقيق في مصادرة مباني جمعيات واستخدامها لمؤسسات الحكم، أو منحها لمؤسسات موالية لأصحاب الحكم، كما انك مطالب بالتحقيق في عشرات القضايا التي صدر فيها أحكام بخلاف نصوص القانون، ومطالب بالتحقيق في قرارات صدرت بخلاف القانون الأساسي، إضافة إلى التعيينات والترقيات التي تمنع وتحرم كفاءات من المنافسة، إضافة الى انك مطالب بالتحقيق في استخدام النفوذ والتطاول على عباد الله دون وجه حق، وممارسة الظلم، واعتقالات حدثت دون أي شكل من الإجراءات القضائية المنصوص علها في حالات الاعتقال.


وبالمقابل، فإن سيادتكم مطالب بالتحقيق المباشر في آلاف القضايا لمواطنين حرموا من رواتبهم نتيجة لقرارات جائرة ، وقرارات رئاسية تسببت في معاناة آلاف من الفلسطينيين في قطاع غزة، وحرمان سكان غزة من التمتع بحقوقهم سواء في الكهرباء، أو التنقل والسفر أو التطور الاقتصادي والاجتماعي، وإفقار عشرات الأسر الفلسطينية نتيجة لفصل موظفي مؤسسات السلطة بشكل تعسفي، ,التعامل مع السلطة الفلسطينية ومؤسساتها كما لو كانت إحدى ممتلكات أشخاص وعائلات.


سيدي النائب العام
أنت مطالب بفتح ملفات خطيرة ينبغي أن تكون مستعداً لنتائج التحقيق فيها، فهى مؤكد ستطال أسماء ومسئولين ربما يعتبر الاقتراب منهم انتحار لك، أو احد الخطوط الحمراء التي يمنع تجاوزها، ولكن إن لم تكن على قدر من الشجاعة والمسؤولية، وصحوة الضمير ، فانك ستكون شاهد زور، ولن تختلف عن غيرك من أسماء من شغلوا هذا المنصب ولم يكن لهم لا لون ولا طعم ولا رائحة.


هذه ملفات وغيرها هي حتماً ستفتح إن لم تكن على يدك، فإن شعبنا سيفتحها يوماُ ما، وسيحاسب كل من تسبب في نكباته ، فكن سيادتكم صاحب هذه المهمة، وليكن شعارك قلها ولا تفكر بإرضاء السلطان.