خبر جيرة سيئة- يديعوت

الساعة 09:41 ص|01 يونيو 2014

جيرة سيئة- يديعوت

"من دعاه"؟

بقلم: سمدار بيري

(المضمون: بعد أن فروا الى الاردن للنجاة بحياتهم وتركوا كل ماضيهم وأملاكهم في صالح زعران النظام السوري، يمكن للمرء أن يخمن بان اللاجئين لن يصوتوا لبشار. ولكن من يحصيهم؟ فهو المنتصر، وهو سيكون الرئيس التالي لسوريا - المصدر).

 

إحمر وجه عبدالله ملك الاردن دفعة واحدة حين لاحظ السفير السوري في عمان بهجت سليمان، في الطابور الطويل للمصافحين. فيوم الاثنين الماضي وقف كل من هدب ودب من المحليين، السفراء، السياسيين والعسكريين، للاستقبال بمناسبة العيد الوطني للمملكة. الملك، الملكة الحسناء ونجلهما البكر حسين، ولي العهد، أخذوا نفسا عميقا كي يقدموا العناية الشخصية لكل ضيف.

 

وفجأة خلل. فقد وثقت الكاميرات الملك امام السفير السوري، يدير الرأس ويؤشر لرئيس البروتوكول في القصر للمثول فورا. "من دعاه؟" حقق جلالة الملك. استدعوا رئيس المكتب ووزير الخارجية. وفي الغداة صدر بيان قاطع: بعد أن حُذر من سلوكه الفضائحي في المملكة وحبذ التجاهل، نعلن عن السفير سليمان كشخصية غير مرغوب فيها، وعليه المغادرة في غضون 24 ساعة. أما دمشق فلم تتجلد وبعد لحظة من الطرد من عمان أبلغت المفوض في السفارة الاردنية بالبقاء في البيت.

 

ولكنهم لا يحطمون الاواني. عمان "توصي" دمشق بتعيين سفير يكون دبلوماسيا مهنيا و "يعرف كيف يتصرف". اما سوريا فستحرص (حاليا) على الا تقتحم الجماهير (مرة اخرى) السفارة الاردنية، والحدود تبقى مفتوحة. هذا هو الانتقام السوري من المملكة الفقيرة: تيار اللاجئين تضاعف في الايام الاخيرة.

 

غير أنه نحو مليون ممن يكتظون في المخيمات، تلقوا إذنا خاصا من السلطات الاردنية للمشاركة في اللعبة "الديمقراطية" في الانتخابات للرئاسة في سوريا. ومن تمكن من أخذ جواز سفره، صوت منذ الان في السفارة بلا سفير. فبعد أن فروا للنجاة بحياتهم وتركوا كل ماضيهم وأملاكهم في صالح زعران النظام السوري، يمكن للمرء أن يخمن بان اللاجئين لن يصوتوا لبشار. ولكن من يحصيهم؟ فهو المنتصر، وهو سيكون الرئيس التالي لسوريا.

سليمان لم يتم اختياره صدفة سفيرا في الاردن. عندنا أيضا يعرفونه من منصبه السابق كرئيس للاستخبارات العسكرية. مغرور ومطيع، نجا من محاولات تصفية. المنصب في عمان يعتبر ترفيعا له. فمنذ اندلعت الاضطرابات في سوريا جعل مكاتبه في عمان غرفة حرب استخبارية واشتكى من انهم "يقاطعونني وينكلون بي". وأدارت عيناه ملاحقة للفارين الكبار. وبلّغ عن المغادرات من المملكة شمالا، وأدار "صالونا سياسيا" مع كل من وافق على الوصول اليه – معارضين محليين ورجال اعلام – للتحريض ضد القصر، ضد إمارات النفط في الخليج وبالاساس ضد السعودية.

 

عندما اقترح الملك على بشار الرحيل، نظم السفير سليمان وفد تأييد للقصر في دمشق. واستخف السفير السوري بعبدالله بصوت عال. ففي صفحته على الفيسبوك شهّر بالملك "الذي يتصرف حسب إملاءات واشنطن وتل أبيب". ويطلب الشارع الاردني بشكل عام طرد السفير الاسرائيلي، كما قال، وهاجم قادة الجيش الاردني بسبب مناورة دولية كبيرة لهجوم مفاجيء ضد سوريا.

 

ماذا بعد؟ حسب سليمان، أقام الاردن في الصحراء معسكر تدريب لمعارضي بشار. والسعودية تزودهم بالسلاح، والمدربون من بريطانيا ومن فرنسا. ووزير الدفاع تشاك هيغل أجرى لديهم زيارة محفوفة بالسرية. ولكن العالم كعادته يسير على طول الحدود، وفي عمان وفي دمشق يحذرون من أن يسموا هذا أزمة.

 

يوصي السفير المطرود لمحبي الاستطلاع البحث في سبب طرده الان بالذات. وأعضاء برلمان في الاردن يطالبون باغلاق معبر الحدود. والاردن يستعد لمنع تسلل الارهابيين من الاراضي السورية. هذه لعبة بأوراق مفتوحة. الطائرات تقصف واللاجئون يفرون، ومنذ الان يقام مخيم جديد لهم. بعد قليل سيعدون الاصوات، وبشار يبقى.