بقرار إلغاء وزارتهم

تقرير عباس يقرر التضامن مع الأسرى!

الساعة 06:05 ص|01 يونيو 2014

رام الله

جاء الإعلان عن نيه الرئيس الفلسطيني محمود عباس إصدار قرار يلغي بموجبه وزاره الأسرى بتحويلها لهيئة تابعة لمنظمة التحرير بمثابة الصدمة للأسرى وعائلاتهم، والذي يتزامن من استمرار إضراب الأسرى الإداريين لليوم 39 على التوالي، ودخول عدد كبير من الأسرى المحكومين في إضرابات مساندة لهم.

وتندر البعض بالقول أن الإنتصار الوحيد الذي فكرت فيه مؤسسة الرئاسة لهؤلاء المضربين بعد كل هذا الوقت من الإضراب وتدهور حالاتهم الصحية في ظل عدم إلتفات إدارة السجون لهم، هو إلغاء وزارتهم و التي تقدم لهم القليل من الإسناد المالي و المتابعة القانونية.

وجاء الإعلان عن هذا التوجه، التي قالت جهات مقربة من القيادة أن الرئيس فكر به جديا و بصدد تنفيذيه، عشية الحديث عن اللمسات الأخيرة المقرر وضعها على الحكومة المنوي الإعلان عنها بالتوافق مع حماس في القطاع تنفيذا لإتفاق المصالحة المعلن الموقع في القطاع في 23 أبريل/نيسان الفاءت.

الشيخ خضر عدنان، القيادي في حركة الجهاد الإسلامي و الأسير السابق، وعضو لجنة الحريات في أتفاق المصالحة قال مؤشر نزول السلطة عند الضغوط الدول المانحة فيما يتعلق بالأسرى و التي استجابت للدعاوي الإسرائيلية بأن الأسرى إرهابيون يتلقون أموالا من السلطة التي تدعمها الدول المانحة، و بالتالي وكأنها حديث قديم وأخاف من يكون فينا كفلسطينيين من يخشى الحديث عن الأسرى وقضيته كخشيته الحديث عن المحرقة النازية تحت الضغط الإسرائيلي، و الدليل على ذلك ما يجري الآن على الأرض حيث لا تضامن مع الأسرى في معركتهم الحقيقة في السجون.

وقال خضر:" ما يجري في السجون معركة و مواجهة حقيقة مع المحتل، وبالمقابل نجد فينا من الفلسطينيين و العرب و المسلمين من ألغوا من قاموسهم المواجهة، وهذه معركة من دم ولحم، وحتى من ينادي بالمقاومة السلمية لم يقف حتى الآن وقفته الحقيقية مع هؤلاء الأسرى".

 

وتابع خضر:" نحذر أن يُسحب نهج التسوية على نهج المقاومة من خلال تشكيل الحكومة الحالية، تحت مسمى التوافيق الوطني، وأن تكون هذه الحكومة سقفها أقل مما نتطلع إليه كأسرى وكشعب أيضا".

نخشى تحويلهم لطوابير المحتاجين

وحذر خضر على خطورة هذه الخطوة على الأسرى تحويلهم لطوابير المحتاجين، متسائلا عن مصير أسرى من الحركات الغير منضوية تحت منظمة التحرير كأسرى حماس و الجهاد الإسلامي، ومصيرهم في هيئة تابعة لمنظمة التحرير، أو مصير أسرى الجبهة الشعبية و التي تعيش خلافا مع قيادة المنظمة الآن.

لم يكن الإعلان عن تحويل الوزارة إلى هيئة تابعة لمنظمة التحرير هو المس الوحيد بحقوق الأسرى ففي أغسطس/أب الفائت , فالإعلان عن تشكيل لجنة خاصة من وزارة المالية لدراسة إمكانية تقليص مخصصات الأسرى والمستحقات التي يتقاضونها سواء كانت على شكل راتب رسمي أو أتعاب محاميين أو منحة الإفراج في سبيل تقليصها للتخفيف عن الميزانية العامة للسلطة.

وكانت الحكومة تراجعت عن هذا القرار بعد معارضة شديدة من قبل الأسرى ونادي الأسير و المؤسسات العاملة على قضايا الأسرى في حينه.

ويبدو أن الأمر من خلال قرار تحويل هذه الوزارة إلى الهيئة تابعة لمنظمة التحرير، كما في العديد من الملفات الأخرى ذات الطابع الخلافي بين السلطة وبين إسرائيل و المجتمع الدولي، على غرار قضية اللاجئين و الشهداء و الجرحى.

ويتقاضى أكثر من 500 ألاف أسير في سجون الإحتلال رواتب من ميزانية السلطة تصرف لهم من قبل وزارة الأسرى التي تأسست عام 1997 بقرار من الرئيس ياسر عرفات، من خلال وزارة المالية تفوق 10 ملايين شيكلا شهريا بحسب أرقام الوزارة ذاتها.

 

وبحسب ما تم تسريبه عن القرار فإن الهيئة ستتبع منظمة التحرير الفلسطينية، وتتصف بصفة "المستقلة"، وهو ما يتيح المجال لكل من حركتي حماس والجهاد، على حد وصف القائمون على القرار، بالإنضمام للمنظمة.

إلا أن حركة حماس رفضت الأمر جملة وتفصيلا، وقالت أن موقفها نابع من اعتبارات وطنية ونضالية، والأوضاع التي يمر بها الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي.

طعنة لكل الجهود المبذولة

ووصف النائب عن حركة حماس، والقيادي فيها فتحي قرعان هذه المساعي "بالطعنة لكل الجهود المبذولة لمساندة الأسرى".

وطالب قرعاوي أن تقابل هذه الاستماتة في إلغاء الوزارة بالإصرار والوقوف أمام هذه الخطوة وكشف الأسباب الخفية لهذا الإصرار والجهات المستفيدة من ذلك .

وقال النائب الحمساوي أن أن السلطة غير معنية بالمطلق أن يحقق هؤلاء الأسرى أي انجاز يشار إليه بالبنان ويعتبر انتصاراً للجهة التي ينتمون إليها.

من جانبها أصدرت العديد من المؤسسات الحقوقية العاملة على قضايا الأسرى، وعلى رأسها مؤسسة الضمير بيانات حذرت من خطورة هذه الخطوة وأثارها على أوضاع الأسرى داخل السجون.

وقالت مدير المؤسسة سحر فرنسيس ان قرار إلغاء وزارة الأسرى يعتبر خطوة سلبية في ظل هذا التوقيت الذي يخوض فيه الأسرى الإداريين إضرابا عن الطعام، و الدور الهام الذي تقوم به وزارة الأسرى في طرح قضيتهم محليا ودوليا.

وأضافت كان يجب عدم مناقشة مثل هذا القرار ، وإنما العمل على تعزيز دور وزارة الأسرى ودعمها بكافة السبل التي تتيح دعم قضية الأسرى ودعم مشروع التحرر.

وبحسب فرنسيس فإن هذه الخطوة جاءت بضغط من الدول المانحة وخصوصا الجهات الأوروبية التي تعتبر دعم الأسرى دعم للإرهاب وإذعانا للضغوط وافقت السلطة على إغلاق وزارة الأسرى تحويلها، مشككة بالدور الذي ستلعبه هذه الهيئة خاصة في ظل الوضع الحالي لمنظمة التحرير لأنها غير فاعلة على الصعيد السياسي