خبر التنسيق الأمني أقدس من حق العودة/ حسن عبد الحليم

الساعة 06:21 م|30 مايو 2014

 في مبادرة السلام العربية التي أقرت في مؤتمر بيروت عام 2002، افتض رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، بدعم عربي،  قدسية حق العودة، حين رضي بصيغة «حل متفق عليه وفق قرار 194»، أي أنه قبل بأن يكون حق العودة رهينة للإملاءات الإسرائيلية، لكنه اليوم وبخطوة لا يمكن تفسيرها يضفي صفة القدسية على التنسيق الأمني مع إسرائيل، خلال حديث مع طلاب جامعيين إسرائيليين أمس في المقاطعة.

في الوقت الذي يعقد فيه الفلسطينيون الآمال على  استعادة الوحدة الوطنية وبلورة استراتيجية نضالية بديلة تخرج القضية الفلسطينية من النفق المظلم، وعلى صدى أصوات وآلام الأسرى في إضرابهم الأسطوري، وفي ظل استمرار إسرائيل بعمليات الاعتقال والمداهمة والاغتيالات، وفي الوقت الذي تتصاعد فيه حملات المقاطعة ضد إسرائيل، يخرج رئيس السلطة الفلسطينية بتصريح صادم حول قدسية التنسيق الأمني.

أوسلو بالأساس غير قائمة إلا في ذهنية السلطة الفلسطينية، ولم تبق منها إسرائيل شيئا سوى التنسيق الأمني. ولن يتمكن رئيس السلطة الفلسطينية من استمالة المجتمع الإسرائيلي الذي ينزح بشكل مطرد نحو اليمين المتطرف، ولن يسانده هذا «اليسار» الإسرائيلي المنافق، فهو لا يقل صهيونية عن اليمين، ويدور في فلكها،  وله في عضو حزب العمل حيليك بار مثالا، فبعد لقائه  معه بأسبوع شارك «بطلة» القوانين العنصرية ميري ريغيف في اقتراح قانون لتقسيم الاقصى..

 المقدس هو حق العودة لا التنسيق الأمني، وبما أن النكبة والتهجير أساس القضية فهذا يعني أنها ينبغي أن تكون أساس الحل، ولن يكون هناك حل إلا باعتراف إسرائيل بمسؤوليتها عن النكبة وأثارها وتعبيرها عن استعدادها لمصالحة تاريخية، وهذا غير وارد في الآفق المنظور، فما نشهده هو مغالاة في الإنكار والتنكر وسباق مع الزمن لتهويد الرواية والمكان.

لا يوجد استعداد في إسرائيل للسماح بقيام أي كيان سياسي مستقل في الأراضي المحتلة عام 1967،  لكنها  تسعى لإدارة الصراع وفرض الأمر الواقع  في انتظار تغير الأوضاع علّها تجد قائدا فلسطينيا يقبل بشبه دولة تمليها عليه وتكون تابعة ويكون تابعا.  لكن سيناريو الرعب بالنسبة لها هو الدولة ثنائية القومية، وربما آن الأوان للمضي في هذا الخيار وخوض حملة دولية ضد إسرائيل بصفتها كيان «ابرتهايد»، وتشجيع المقاطعة وفرض العقوبات عليها، وممارسة كل الضغوط الممكنة وعلى رأسها النضال الشعبي لتفكيك هذا الكيان العنصري.