خبر ما الذي يحدث تحت الجبل.. اسرائيل اليوم

الساعة 09:02 ص|30 مايو 2014

 

بقلم: نداف شرغاي

(المضمون: اختلاف بين عضو لجنة منع تدمير الآثار في جبل الهيكل (باحة المسجد الاقصى) ومدير سلطة الآثار في منطقة القدس فيما يجري في الفراغ تحت باب الرحمة - المصدر).

هل تخطط الاوقاف أن تُعد في واقع الامر مسجدا خامسا شرقي جبل الهيكل، في الفراغ تحت الارض تحت باب الرحمة؟ تعتمد لجنة منع تدمير الآثار في جبل الهيكل على صور حديثة نشرت في صفحات فيس بوك جماعات مسلمة وتزعم أن هذا هو الواقع حقا. وقد أعد المسلمون في السنوات الاخيرة كما تعلمون مسجدين جديدين في جبل الهيكل مع إضرار شديد بالآثار في الجبل يضافان الى الاقصى والى قبة الصخرة (التي ليست هي مسجدا في الأصل لكنها أصبحت كذلك في واقع الامر): وهما المسجد "المرواني" في اسطبلات سليمان والاقصى القديم تحت المسجد الاقصى.

وجه مراقب الدولة كما تذكرون نقدا شديدا لسلوك سلطات الدولة بازاء ما يجري في السنوات الاخيرة في جبل الهيكل. لكن التقرير الذي كتبه في ذلك الشأن مُنع نشره.

تقول الدكتورة ايلات مزار من الجامعة العبرية، وهي عضو في لجنة منع تدمير الآثار في جبل الهيكل، إنه أخذ يسجل في القاعة الكبيرة تحت باب الرحمة "تطور مهم جديد يثير شكوكا ثقيلة".

ويزعمون في سلطة الآثار في مقابل ذلك أنه لا يوجد أي جديد فيما يجري هناك وأنه يتم في هذا الفراغ نشاط تدريسي محدود فقط للمسلمين دون أي مس بالآثار.

إن الفراغ المذكور قد استعملته في الماضي الحركة الاسلامية الاسرائيلية والشيخ رائد صلاح وأغلق بأمر لواء قبل عشر سنوات. وتم فيه في السنوات الاخيرة نشاط تدريسي اسلامي، لكن حدث في الاشهر الاخيرة، كما تقول مزار، أن "جرى ترميم المكان وأضيء اضاءة حديثة، وأُدخلت الى داخله بسط ووضعت عليه حراسة مسلمة تمنع الوصول اليه واقتراب الزوار من المكان".

وتخشى مزار أن يكون "المسلمون يحولون المكان بالتدريج الى مسجد ويستولون عليه للمسلمين فقط". وتقول: "هذا تطور خطير جدا حتى لو كان ذلك يتم بموافقة وأخطر اذا كان يتم بلا موافقة".

تسمي مزار الواقع الغالب اليوم على شرق جبل الهيكل بكلمة واحدة شديدة الوقع، تسميه "مُهينا". فهي تقول إن "جبل الهيكل ولا سيما جزئه الشرقي، يشبه في هذه الايام شيئا بين مزبلة ضخمة وموقع بناء نشيط، ولا يُذكر منظره بموقع تاريخي وأثري ذي أهمية عالية لكل باحث عن الثقافة، كجبل الهيكل".

وتتهم مزار قائلة: "يفعل المسلمون في جبل الهيكل ما تشاء لهم أهواؤهم. ولا توجد رقابة واشراف أثري جدي. والمنطقة حول باب الرحمة مطمورة بمواد بناء وبقايا مواد بناء من الحجارة المنحوتة وحجارة الرصف بعضها في رزم وبعضها من غير رزم، والحصى.

"تعمل الجرافات بلا نهاية في الموقع الأثري الأهم في ارض اسرائيل إن لم نقل في العالم كله خلافا لكل قواعد علم الآثار التي تحظر عمل هذه الآلات الثقيلة في موقع حساس جدا".

وتشهد الدكتورة مزار ايضا على أن "الفراغ تحت باب الرحمة مغلق"، وتذكر قائلة: "وضع على سطح باب الرحمة حارس مسلم. ووزعت حول المكان مجموعات دراسية تراقب وتمنع الغرباء من الاقتراب من المكان في وقت تجري فيه اعمال بناء بالقرب منه".

وتتابع مزار قائلة: "نحن بصفتنا لجنة نرى هنا خطة دقيقة جدا فلا يوجد شيء عرضي. وهذا إضرار بموقع آثار آخر ذي أهمية كبيرة في جبل الهيكل لا مثيل له، وهو استمرار لتوجه جعل كل منطقة جبل الهيكل مسجدا واحدا كبيرا. ولا يوجد أي منطق سليم يستطيع أن يفسر سلوك الدولة في هذه المنطقة الحساسة جدا".

"شرعي ومقبول"

قلنا آنفا إن سلطة الآثار لا توافق على الرأي السائد بين اعضاء لجنة منع تدمير الآثار في جبل الهيكل، فهم في السلطة يعرضون الصورة بصورة مختلفة. يقول د. يوفال باروخ، مدير منطقة القدس في سلطة الآثار إن القاعة المذكورة وفراغات الباب تستخدم الآن لاجراء امتحانات شهادة الثانوية العامة للمدارس العاملة في الجبل، وأن هذه الحالة الشاذة مشمولة بأمر الاغلاق الذي صدر في شأن هذا المكان قبل سنين كثيرة. "نحن نزور المكان بصورة منتظمة ولا يوجد تغيير هناك ولا توجد اعمال هناك ولا يوجد هناك أصلا مس بالآثار"، يقول د. باروخ.

وفيما يتعلق بالفضلات والاوساخ في الجزء الشرقي من الجبل يقول د. باروخ إن الدولة خاصة طلبت ازالة اكوام التراب والاوساخ في المكان لكنها في كل مرة حاولت فعل ذلك أوقفتها اللجنة بواسطة توجه الى المحكمة العليا، وهي التي استقر رأيها على منع ذلك (الحديث عن تراب بعضه مما نُبش من البئر الكبيرة في اسطبلات سليمان حينما حول المسلمون ذلك المبنى الى مسجد. فاللجنة تعتقد أنه ينبغي غربلة التراب في ذلك المكان قبل اخراجه من الجبل؛ نداف شرغاي).

ويقول د. باروخ: "من الطبيعي أنه حينما يرى الناس اكوام تراب واوساخ يطرحون قمامة اخرى هناك، وقد حاولنا التوصل الى تسوية مع اللجنة، ونبهتهم رئيسة لجنة الداخلية، عضو الكنيست ميري ريغف ايضا على أن موقفهم خاطيء لكنهم يصرون على ذلك".

ويُبين د. باروخ أن "حجارة البناء في المنطقة يستعملها المسلمون لترميم حائط الجبل الشرقي لا لأي غرض آخر". ويرفض باروخ ايضا زعم أنه لا ينبغي عمل آلات ثقيلة ومنها جرافات في جبل الهيكل، ويذكر أن آلات ثقيلة تتجول ايضا في مواقع أثرية في هورديون وفي قيسارية وأن ذلك الامر "شرعي ومقبول".

ويقول د. باروخ إن كل ما يجري اليوم في الجبل يجري برخصة من لجنة وزارية خاصة ورقابة سلطة الآثار، وتنقل تقارير دائمة الى الجهات ذات الصلة بحسب توجيهات المستشار القانوني.

"الوضع اليوم في جبل الهيكل افضل كثيرا مما كان قبل سبع سنوات أو ثمان"، يقول د. باروخ ملخصا، في ثقة كبيرة.

لا مسجد

جاء على لسان شرطة القدس قولها: "لا يتم أي عمل في الفراغ تحت باب الرحمة، وذلك المكان لا يوشك أن يصبح مسجدا".

وتحدثوا في الشرطة كما تحدثوا في سلطة الآثار عن محاولات حديث مع لجنة منع تدمير الآثار في جبل الهيكل كي تسحب استئنافها الى المحكمة العليا التي تمنع الآن إزالة بقايا التراب من المنطقة الشرقية من جبل الهيكل.