خبر ليسوا نازيين جدد بل يهودا نازيين.. هآرتس

الساعة 09:01 ص|30 مايو 2014

بقلم: أوري مسغاف

(المضمون: طغيان الاعمال العنصرية في اسرائيل دون أن يردعها رادع لأن المركز في اسرائيل واليسار غير مهتمين أو هما عاجزان عن مواجهتها - المصدر).

اخطأ عاموس عوز مرة اخرى لأنهم ليسوا نازيين جدد بل يهودا نازيين. إنهم أبناء تيار مميز أحسن إشعياء ليفوفيتش التنبؤ به بعد النصر الكبير فورا فيه العنصرية والقتل والكراهية الشديدة التي تصدر عن تصور ديني – مسيحاني يغذيه مشروع الاحتلال والاستيطان.

من المؤكد أنهم في الهامش في هذه المرحلة. لكن أثبت التاريخ أن السؤال هو كيف يرد المركز على الهوامش. على أثر هبات الشغب الاخيرة بوحي من ليل البلور، سارع اليمين الاستيطاني الى تصنيف المشاغبين في استخفاف على أنهم "شباب راسمو جداريات". وتظهر في الحافلات ملصقات كثيرة بالعبرية والعربية تقول: "لا تجرؤ حتى على التفكير في يهودية!" ولا تتناول المنشورات والمقالات "الذوبان في الآخر" فقط بل تتناول استعمال العرب في الاعمال وسكن العرب. ويوجد وراء هذا التصور العام ناس وفتاوى ومنظمات وحركات سياسية. فهل يجهد أحد ما في التحقيق والاحتجاز والمحاكمة؟ لن تصبح اسرائيل أبدا مثل المانيا في 1942، لكن من الواجب الاخلاقي منعها من أن تشبه المانيا في 1932.

بدأ النازيون على صورة ايديولوجية هامشية مُختلة كانت تلائم في مرحلة ما مصالح العسكرية البروسية، واليمين السياسي واصحاب الاموال الذين خشوا نمو الاشتراكية. وفي البداية استهانوا خفية بالنازيين وبعد ذلك طمحوا الى استغلالهم لاهدافهم، واصبح الامر متأخرا جدا آخر الامر. أما في دولة الشعب اليهودي فقد اصبح الامر متأخرا جدا الآن. فلا يوجد مكان نوجه اليه الشعور بالعار والخوف. فالمركز غير مبال، واليسار مهزوم خائف يائس مهاجر منكر في داخله كما كانت الحال بالضبط في المانيا في بداية ثلاثينيات القرن الماضي. وتوجد الآن أجيال من الاسرائيليين المحرَّضين تغرقهم الكراهية يملأون الفضاء العام ولا يوجد من يواجههم. فالبشرى لن تأتي من المجموع. وهم يستهينون بعاموس عوز. ففي اليو تيوب مع دافيد النحلاوي وفي الفيس بوك حيث اقترح أحد الاسرائيليين وهو متقاعد من الجيش الاسرائيلي، جمع كتب عوز واشعال موقد بها في عيد "لاغ بعومر".

إن الجو هو الشيء الكبير. فقبل ثلاثين سنة ثارت البلاد حينما قتل شخصان من "الشباك" مخربين أُسرا في اثناء اختطاف حافلة. لكن كل شيء يمر اليوم لأنه حينما لا يوجد حد لا توجد حدود. وهذا هو ثمن الاحتلال وعبادة ادعاء أننا الضحية. يخرج ولد من فتحة معروفة في جدار الفصل ليقطف النبات فتطلق عليه النار فترديه قتيلا. وتعود بنات صغيرات من المدرسة من طريق مزرعة مستوطن فيؤخرهن ساعات رجال شرطة منطقة شاي بعد أن اشتكى صاحب المزرعة أنه قُطف عدد من حبات الكرز هناك. ويقتل حارس في معبر حدودي قاضيا على أثر مناوشة، ويتبين فجأة أن آلات التصوير لم تعمل. وحينما تعمل في الجانب الفلسطيني يجادلون في نوعية التصوير بدل أن يسألوا كيف قتل فتيان في مظاهرة.

إن الشِعيرية اللعينة فقط تعمل ساعات اضافية، فحينما يتبين مثلا أن جنديا من "جهاز الاتصالات" السمين في الجيش الاسرائيلي انضم لاطلاق النار على المتظاهرين متلذذا؛ يطلقون النار ويتكلمون. وحينما تنزلق قدم ناجية من الكارثة عمرها 85 سنة من "أناس الطوائف" التي تتحمس المؤسسة جدا لضمها الى الرحلات الى معسكرات الابادة، وتصاب اصابة شديدة في نهاية جولة في مايدنيك تتبرأ وزارة التربية من المسؤولية وزُعم في كتابها الدفاعي في مواجهة طلب التعويض أن "المدعية اختارت الانضمام الى رحلة الى بولندة بصورة حرة... واذا كانت الحادثة المزعومة المنكرة قد وقعت فقد وقعت بسبب اهمال المدعية التي لم تصرف انتباها الى طريقها". فهذه بيروقراطية تجمد الدم وسذاجة الشر هنا في ارض الآباء.