تقرير برك السباحة الخاصة بغزة طريق للغرق ورقابة مقلصة..!

الساعة 03:30 م|28 مايو 2014

غزة-خاص

عاد "نور" من غرفة تغيير الملابس بعد ساعة من السباحة ليتفقد شقيقه محمد البالغ من العمر 13 عاماً .. تفاجأ بعدم وجوده بين لأطفال داخل البركة وخارجها .. صرخ نور بأعلى صوته دون صدى .. مجموعة من الأطفال بعمر الزهور أشاروا إلى بركة السباحة حيثُ يوجد محمد .. حينها لم يستوعب نور ما يجري فغطس في البركة ليجد شقيقه جثة هامدة .. نقله وآخرون إلى مستشفى كمال عدوان ليمكث في العناية المكثفة.

ونتيجة لتدهور الوضع الصحي للطفل محمد عكاشة نُقل فوراً إلى العناية المكثفة في "إسرائيل" ليُعلن التقرير الطبي الإسرائيلي بأن الطفل غرق في بركة السباحة لمدة ما تقرُب من 10 إلى 15 دقيقة ليدلل على إهمال إدارة النادي وتقاعس المسئولين في مراقبة الأطفال حينما يدخلون بركة السباحة.

محمد عكاشة ليس الحالة الأولى التي تشهدها برك السباحة الخاصة في المنتجعات السياحية أو الأندية الرياضية بقطاع غزة ففي مطلع شهر الصيف نسمع عن قصص مؤلمة ومؤثرة تتسبب بوفاة أو بأمراض أو بجروح خطيرة يرقد صاحبها في المستشفى نتيجة الإهمال في مراقبة الأطفال المستجمين.

تفاصيل حادثة عكاشة

المهندس جهاد عكاشة والد الطفل محمد يروي لـ"فلسطين اليوم الإخبارية" تفاصيل ما حدث حيث قال: "توجه محمد الخميس الماضي مع شقيقه نور إلى بركة السباحة في أحد الأندية شمال القطاع وبعد أن انتهوا من السباحة ذهب نور إلى غرفة الملابس وأثناء غيابه غرق محمد داخل البركة لمدة 10 أو 15 دقيقة دون وجود لمراقبين من إدارة النادي أو منقذين لحماية الأطفال.

وأضاف المهندس جهاد: "نقل محمد إلى مستشفى كمال عدوان جثة هامدة لا قلب ينبض ولا جسد يتحرك وبقى على حاله عدة أيام ثم تم نقله إلى "إسرائيل" وحتى الآن يمكث في العناية المكثفة، متمنياً من الله أن يرفع الأذى عن طفله.

وأكد المهندس جهاد والد الطفل، أن الإهمال وتقاعس إدارة نادي بركة السباحة كان السبب في غرق طفلي فلا يوجد مراقب للأطفال أو منقذين في البركة.

ولفت إلى أن إدارة النادي تحججت بان المنقذ ذهب إلى الصلاة..!، متسائلاً أين المناوب الأخر؟، لا يجوز أن يتم ترك أطفال بهذا العمر يسبحون في بركة مياه دون مراقبة أو منقذين.

لا مراقبة..!

من جهته قال المهندس محمد أبو جلمبو مدير الأمن والسلامة في محافظة خانيونس: "هناك مجموعة من الضوابط والشروط يجب أن تتوفر في برك السباحة الخاصة في المنتجعات والأندية أهمها تغير وتعقيم المياه بشكل متواصل وهذه مسئولية وزارة الصحة".

وأضاف: "من ضمن الشروط والضوابط لحماية المستجمين تحديد عمق البركة بشكل واضح لكافة المستجمين والفئات العمرية إضافة إلى سهولة الصعود والنزول للبركة وضرورة توفر الدرج من الأمام والخلف إضافة إلى وجود العوامات على كافة جوانب البركة".

وتابع قوله: "من أهم الشروط أيضاً وجود منقذين اثنين حصلا على شهادة من قبل الدفاع المدني ويكونا جاهزاً لأي طارئ، وإخراج الغريق وتقديم العلاج والإسعافات الأولية له".

وأوضح المهندس أبو جلمبو في تصريح خاص لـ"فلسطين اليوم الإخبارية" أن برك السباحة الخاصة في المنتجعات والأندية لا تتمتع برقابة من قبل الدفاع المدني كونها جهة غير مخولة بذلك وفقاً للقانون مشيراً إلى أن القانون المعمول به في الأراضي الفلسطينية يخولها بتوفير الأمن والسلامة والحماية للناس على شاطئ البحر وليس المنتجعات والأندية".

وشدد على أنه من المفترض أن يحصل أي منتجع أو الأندية على تراخيص من كافة الجهات المختصة لكي يستوفي كافة شروط الأمن والسلامة حينها إذا وجد خلل في ذلك يتم محاسبة النادي أو المنتجع وربما يتم إغلاق المكان.

وقال: "في حالة عدم وجود لوائح قانونية واضحة للسلامة والأمن في المنتجعات من الممكن إصدار نظام معتمد من الجهات المختصة يضبط إجراءات وشروط تراخيص الأمن والسلامة".